ثقافةصحيفة البعث

انطلاق فعاليات مهرجان المجاهد الشيخ صالح العلي

طرطوس- محمد محمود

انطلقت أمس فعاليات مهرجان الشيخ صالح العلي في مدينة الشيخ بدر بدورته الثالثة والعشرين، المهرجان التراثي والتاريخي أصبح عرفاً سنوياً متزامناً مع ذكرى الجلاء وأعياد نيسان، ويقام في ساحة ضريح المجاهد الشيخ صالح العلي، متضمناً فقرات فنية وتراثية وثقافية منوعة.

تضمن المهرجان في يومه الأول مجموعة من الفعاليات والنشاطات المنوعة، حيث افتتح معرض المهن التراثية والتقليدية لاتحاد الحرفيين في طرطوس، ومعرض الفن التشكيلي لفرع اتحاد الفنانين التشكيليين، وعزفت فرقة كورال لطلائع البعث مجموعة من الأغاني الوطنية، وأقيم مهرجان شعري شارك فيه ستة شعراء هم: ليندا إبراهيم، محمود حبيب من طرطوس، وائل أبو يزبك من السويداء، هيلانة عطا الله من دمشق، جهاد بكفلوني من ادلب، سومر عبد اللطيف من اللاذقية، حيث شاركوا بقصائد وطنية منوعة من الشعر.

وأوضح باسل سلمان، رئيس مجلس مدينة الشيخ بدر، أن المهرجان أصبح موعداً سنوياً مع ذكرى الاستقلال والجلاء، فأهميته تأتي من خلال الربط بين الماضي حين انتفض المجاهد ورفاقه في مختلف أنحاء البلاد بوجه الاستعمار الفرنسي، متمسكين بهويتهم وانتمائهم لوطنهم، مدافعين عنه حتى جلاء المستعمر، والحاضر الذي يقاوم فيه جيشنا الباسل الإرهاب بكل أشكاله حفاظاً على ذلك الإرث المشرّف، مسطّرين أروع ملاحم الشرف والبطولة والفداء.

بدوره رئيف بدور، عضو مجلس محافظة طرطوس للشؤون الثقافية، أوضح أن المهرجان هذا العام حكمته ظروف خاصة متعلقة بالوضع الاقتصادي والصحي العام، ولكن رغم هذا الأمر فإن إحياء مهرجان تراثي هام مرتبط بهوية سورية أمر لابد أن نحافظ عليه، وأن نعمل على تطويره وتقديمه بطرق غير تقليدية في السنوات القادمة.

كما بيّن منذر رمضان، عضو المكتب التنفيذي في اتحاد الحرفيين بطرطوس، أن مشاركة الحرفيين كانت من خلال معرض يقام في منزل المجاهد الشيخ صالح العلي، يتم من خلاله عرض منتجات حرفية مشغولة بإبداع وإتقان تعيدنا بالذاكرة إلى تلك الحقبة التي عاشها أجدادنا، مجسّدين التراث والحضارة السورية المتجذرة بهذه الأرض الطيبة التي احتضنت من حافظ عليها، وقدرت قيمة الدماء الطاهرة التي رواها أبطالها وشهداؤها وحماتها كالشيخ صالح العلي.

وحول عدد المشاركين في المهرجان بيّن رمضان أن عددهم 11 حرفياً أعادوا للتاريخ عبقه، مشكّلين جسراً متصلاً بين الماضي والحاضر، ومسدّدين خطاهم نحو المستقبل من خلال نقل هذه الحرف إلى الأجيال برسالة مفادها: “سورية التي أنجبت الأبطال، وصنعت الأدوات، ودونت النوتة والحرف، ستبقى منارة مضيئة كالشمس تنير العالم بأسره بفكر أبنائها وسواعدهم المعطاءة، منها بدأت رحلة الإبداع والابتكار، وعلى أيدي أبنائها ستستمر أشرعة سفنها بالإبحار إلى مستقبل مشرق كما تمناه الشيخ صالح العلي وأكثر”.

بدورهم تحدث الحرفيون المشاركون في المهرجان عن دلالات المشاركة التي تربط التاريخ بالحاضر، وعن المعاني الجميلة التي تتجسّد من خلال مشاركاتهم، حيث كانت هناك مشاركات بأعمال الحرير الطبيعي والقش والفخار والنحت.