مجلة البعث الأسبوعية

الرفيق الأمين العام للحزب بشار الأسد ومواطنون آخرون يتقدّمون بطلبات الترشح لانتخابات الرئاسة الضغوط الغربية والأطلسية لم ولن تفلح في تغيير الاستحقاقات الدستورية  

“البعث الأسبوعية” ــ محرر الشؤون السياسية

قدم الرفيق الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي بشار حافظ الأسد يوم أمس طلب ترشحه لرئاسة الجمهورية إلى المحكمة الدستورية العليا، وقد تلقى مجلس الشعب كتاباً من المحكمة تعلمه فيه بتقديم الطلب، وبذلك أصبح عدد من تقدّموا بطلبات الترشيح، في اليوم الثالث من فتح باب الترشّح، ستة مواطنين هم إضافة إلى الرفيق الأسد: عبد الله سلوم عبد الله، ومحمد فراس ياسين رجوح، وفاتن علي نهار، ومهند نديم شعبان، ومحمد موفق صوان. وتحيل المحكمة تلك الطلبات إلى مجلس الشعب ليتسنى لأعضاء المجلس أخذ العلم بذلك لممارسة حقهم الدستوري فيما إذا رغبوا في تأييد أي من المرشحين، وسوف يجتمع المجلس مع نهاية مهلة التقدم بالطلبات ليمنح تأييده لعدد من المتقدّمين، وعندما يحصل أي منهم على تأييد 35 عضواً يصبح حسب الدستور “مرشّحاً لانتخابات الرئاسة”. وتُنظّم الانتخابات الرئاسية، كما سابقتها، بموجب الدستور الذي تم الاستفتاء عليه في العام 2012، ووافق عليه الشعب السوري بأغلبية مطلقة.

وكان حموده صباغ رئيس مجلس الشعب أعلن خلال الجلسة الأولى من الدورة الاستثنائية الثانية فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية اعتباراً من يوم الاثنين، 19 نيسان، ولمدة 10 أيام، وحدد موعد الاقتراع لغير المقيمين في السفارات السورية يوم الخميس الـ 20 من أيار وللمقيمين على الأراضي السورية يوم الأربعاء الـ 26 من شهر أيار.

ووصف صباغ هذه الدورة بأنها تاريخية بكل ما في الكلمة من معنى، ليس لأنها تؤكد قوة الشعب السوري وقدرته على القيام بواجباته وحقوقه الدستورية في مواجهة حروب وحصارات ظالمة فحسب وإنما لأن هذا الوطن العظيم تتوقف على قرار شعبه تحولات وتطورات تتعدى حدوده لأن الشعب عبر هذا الاستحقاق الدستوري الأهم يصنع تاريخاً ويدفع عربة التحرر والانتصار دفعاً قوياً إلى الأمام.

وقال: إن ما يميز الشعب السوري الشامخ علاوة على استرساله في حماية استقلاله هو التزامه الكامل بالاستحقاقات الدستورية ومواعيدها، فسورية لم تتغاض عن أي استحقاق دستوري أو تؤجله، وإذا كانت الحروب عند كل الدول تمثل حالة ضاغطة والأولوية فيها تتطلب تعليق القوانين وتأجيل الاستحقاقات الدستورية بذريعة التعامل مع الحرب، فإن ما يميز سورية هو نظرتها التكاملية للواقع بجوانبه كافة وإيمانها بأن الساحة الداخلية بشؤونها التنموية والدستورية هي جزء من هذا التصدي، والانتصار فيها جزء مكمل للانتصار في مواجهة المحتلين والإرهابيين بجميع أشكالهم.

وتابع صباغ: لا شك في أن المرحلة التي نمر بها تضفي على هذا الاستحقاق معاني أخرى مهمة حيث يأتي التصدي لها مكوناً من مكونات التصدي الشامل لأعدائنا ولخططهم التي تستهدفنا جميعاً وتستهدف وطننا بكامل كيانه وجوهره، والجميع يشهد كيف أن الهجمة الإعلامية والنفسية التي تواجهنا لتلبية نداء الدستور ازدادت وتضخمت بشكل كبير عبر هيجان إعلامي وسياسي ودبلوماسي منفلت من عقاله.

ولفت إلى أن الأعداء يأملون اليوم بأن تنجح الضغوط الاقتصادية والهيجان الإعلامي في عرقلة مسار الانتخابات الرئاسية أو في تحريض المواطنين على اللامبالاة والعزوف عن المشاركة. وأكد أنه كما تصدى جيشنا الباسل للأعداء في الميدان ينبغي على كل فرد من اليوم التصدي لهم وإفشال خططهم وتخييب آمالهم على مستوى الانتخابات، مشدداً على أهمية المشاركة الشعبية الواسعة في هذا الجهد الديمقراطي وأن يشعر كل ناخب أنه باقتراعه يتحدى أعداء وطنه ويثبت لهم أنه جدير بأن يكون سورياً بكل ما في الكلمة من معنى.

 

تأمين سير الاستحقاق

من جهته، وفي جلسته الأسبوعية ليوم الثلاثاء، أكد مجلس الوزراء برئاسة المهندس حسين عرنوس، ضرورة بذل أقصى الجهود لمتابعة كل متطلبات الاستحقاق الانتخابي الرئاسي وسير العملية الانتخابية بكفاءة عالية تعكس إرادة الشعب السوري وحقه في تحديد مستقبل بلاده وانتخاب قيادته بكل حرية وشفافية، مشيراً إلى أن الحكومة على مسافة واحدة من كل المرشحين ودورها تأمين حسن سير العملية الانتخابية.

 

عملية التأييد

من جهتها، أكدت مقررة لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية في مجلس الشعب غادة إبراهيم أن فرز أصوات أعضاء مجلس الشعب الذين سيدلون بها لتأييد الذين تقدموا بطلبات ترشحهم يتم في المحكمة الدستورية العليا، لأنها هي المعنية بالإعلان عن قبول المرشحين الذين توافرت فيهم شروط الترشح، موضحة أنه بعد الانتهاء من عملية التأييد يتم ختم الصندوق الذي أدلى فيه الأعضاء أصواتهم ويتم نقله إلى المحكمة مع أحد أعضاء مكتب المجلس وفق ما ينص عليه النظام الداخلي للمجلس.

وأوضح عضو المجلس محمد خير العكام أن المحكمة الدستورية تدرس قبول الطلبات من عدمها بعد انتهاء عملية تأييد الأعضاء لمن تقدموا بطلبات ترشحهم إلى منصب رئيس الجمهورية، مؤكداً أنه لا يوجد قبول مبدئي لطلب الترشح من دون شرط التأييد فالدستور وقانون الانتخابات والنظام الداخلي للمجلس لم يشر إلى ذلك أبداً.

وبيّن العكام أن المحكمة تتلقى الطلبات من ثم ترسل نسخة إلى مجلس الشعب لاستكمال توافر الشروط الشكلية والمتمثل بشرط حصول المرشح على تأييد 35 عضو مجلس شعب، كما أنه يجب على المرشح أن يُعلم مجلس الشعب بترشحه وذلك حسب النظام الداخلي للمجلس.

وأشار العكام إلى أن عملية تأييد عضو مجلس الشعب لمن تقدم بطلب ترشحه لمنصب رئيس الجمهورية مفتوحة طوال الأيام المحددة لتقديم طلبات الترشح، مضيفاً: برأيي ألا تتم عملية التأييد إلا بآخر يوم من الأيام العشرة حتى يتسنى التمايز بين كل المرشحين.

 

سفاراتنا في الخارج

في هذه الأثناء، واصلت السفارات والقنصليات السورية في العديد من دول العالم عمليات إعداد القوائم الانتخابية للسوريين في الخارج، ودعت المواطنين الراغبين بالمشاركة في الانتخاب ممن بلغوا سن الثامنة عشرة إلى تسجيل أسمائهم وذلك قبل تاريخ الـ 25 من نيسان الجاري عبر البريد الإلكتروني أو الحضور شخصياً إلى مبنى السفارة.

ففي القاهرة وبغداد والجزائر وطهران ونيودلهي وكوالالمبور وموسكو وفيينا وبراغ ويريفان وبروكسل ومينسك وباريس، دعت سفاراتنا وقنصلياتنا السوريين الراغبين بالمشاركة في الانتخابات الرئاسية إلى الإسراع بتسجيل أسمائهم ضمن القوائم الانتخابية مباشرة أو عبر البريد الإلكتروني، وأشارت إلى أن كل مواطن لا يسجل اسمه في القوائم الانتخابية لن يتمكن من ممارسة حقه الانتخابي وفقاً لأحكام قانون الانتخابات العامة لعام 2014، وتعديلاته، داعية إلى توخي الدقة عند تدوين المعلومات في الاستمارات وفقاً للهوية الشخصية.

وفي النمسا باشرت السفارة تحضيراتها استعداداً لتلقي طلبات السوريين المقيمين في النمسا والدول الست الأخرى التي تقع ضمن مجال عملها وهي إيطاليا وسلوفاكيا وسلوفينيا وهنغاريا وكرواتيا ومالطا، وذلك لتلقي القوائم الانتخابية للمواطنين السوريين المقيمين على أراضي تلك الدول.

كما واصلت السفارة السورية في كوالالمبور تسجيل أسماء السوريين المقيمين في كل من ماليزيا والفلبين وتايلاند وبروناي وسنغافورة ضمن القوائم الانتخابية للراغبين بالمشاركة في الاستحقاق الرئاسي.

وقال سفير سورية في روسيا رياض حداد إن السفارة منهمكة بعملية إعداد وتحضير القوائم النهائية للناخبين من أبناء الجالية السورية في روسيا الاتحادية والدول المستقلة وكازاخستان، إضافة للطلبة السوريين الدارسين في كل جامعات ومعاهد الاتحاد الروسي والدول المستقلة، ولفت إلى أنه على الأغلب سيتم فتح مركزين انتخابيين في مقر السفارة بموسكو والقنصلية السورية في سان بطرسبورغ.

وتوقّع حداد أن يكون هناك إقبال كثيف من قبل السوريين المقيمين في روسيا والمشاركين بهذه الانتخابات، وبيّن أن السفارة وفي ظل انتشار فيروس كورونا ستتخذ كل الإجراءات اللازمة لحماية الناخبين وتأمين المناخ المناسب للمشاركة من قبل كل أبناء الجالية والدارسين في روسيا.

بدوره بين سفير سورية في بيلاروس محمد العمراني أن السفارة أعلمت المواطنين بأنها تقوم بتحضير القوائم الانتخابية للسوريين المقيمين في بيلاروس، وكذلك في أوكرانيا، ليتوانيا، لاتفيا، وأستونيا، وأن بإمكانهم تسجيل أسمائهم في القوائم الانتخابية من أجل ممارسة حقهم الدستوري.

وبين سفير سورية في أرمينيا محمد حاج إبراهيم أن السوريين الأرمن لهم مكانة خاصة في قلوب السوريين وهم جزء من النسيج الوطني وهم داعمون للقيادة السورية وللرئيس بشار الأسد، ورغم تأثير إجراءات كورونا غير أن أعداد الراغبين بالمشاركة كبير، لافتاً إلى وجود تواصل من قبل السوريين المقيمين في جورجيا للسؤال عن كيفية الحضور إلى السفارة السورية في أرمينيا وممارسة واجبهم الانتخابي.

القائم بالأعمال بالنيابة لدى الاتحاد الأوروبي في بلجيكا، عبد المولى النقري، أكد أن السفارة بدأت بتلقي الطلبات للمشاركة في الانتخابات، رغم أن الموقف الرسمي بالنسبة لبلجيكا غير معروف حتى الآن تجاه السماح للسوريين المقيمين على أراضيها بممارسة حقهم في هذه الانتخابات.

من جانبه كشف القائم بأعمال السفارة السورية في فرنسا محمد أبو دلة، عن وجود رغبة كبيرة لدى السوريين بالمشاركة في هذه الانتخابات، رغم الموقف الرسمي المعادي الذي تتخذه فرنسا تجاه سورية، ورغم الصعوبات التي تفرضها الإجراءات المرتبطة بالوقاية من كورونا.