مجلة البعث الأسبوعية

من التمر مع الحليب إلى العرقسوس وقمر الدين والجلّاب.. تلك هي فوائد المشروبات الرمضانية

يعرف عن الصائمين خلال شهر رمضان تناول المشروبات المتنوعة على مائدة الإفطار، وذلك لكي يتم تعويض نقص السكريات في الجسم، ولكي تكون تمهيداً منعشاً للمعدة قبل الشروع في تناول الطعام.

وتختلف المشروبات التي يتم تناولها على الإفطار باختلاف الدول والثقافات والتفضيلات الشخصية، وتلك هي أشهر المشروبات الرمضانية في الوطن العربي، وفوائد كلٍّ منها.

 

الحليب مع التمر

عادة ما يتم تناول التمر بشكل مباشرة بعد أذان المغرب كأول وجبة للصائمين بعد إفطارهم، وفقاً لتعاليم النبي محمد في حديثه “إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر فإنه بركة”.

ولكن عادات تناول التمر تختلف بين بلد وآخر، إذ يفضل البعض نقع التمر في الحليب قبل موعد تناوله ببعض الوقت، لما في تلك الطريقة من قدرة على موازنة حلاوة التمر بعذوبة الحليب، وتليين لألياف التمرات، فتُصبح سهلة المضغ والهضم، فيما يحضّر آخرون مشروب التمر بالحليب بطريقة أخرى، من خلال خلطه وتناوله مخفوقاً.

ويحتوي مشروب الحليب مع التمر على مضادات الأكسدة الطبيعية، ومعدلات عالية من المغنيسيوم والفوسفور والكالسيوم والحديد، وهي العناصر التي تقوم بتقوية العظام والأسنان وتُحسّن صحة الجهاز العصبي وتعالج فقر الدم.

كما يحتوي التمر على سكريات أحادية لا تحتاج إلى هضم، سرعان ما يمتصها الدم وينقلها إلى العضلات والدماغ، وهو الأمر الذي يُكسب الصائمين انتعاشاً فورياً بعد تناوله لاستعادة النشاط والطاقة بعد الإفطار، بحسب موقع ويب طب الطبي.

 

قمر الدين

من المشروبات الرمضانية المعروفة أيضاً عصير قمر الدين، ويتم تحضيره من خلال إذابة عجين المشمش المجفف بالماء وإضافة ماء الورد والعسل حسب الرغبة.

ويعتبر قمر الدين من المشروبات الغنية بالعديد من العناصر الغذائية؛ إذ يحتوي على نسبة كبيرة من الألياف والبوتاسيوم والكاروتينات – وهي أصباغ عضوية في الخضراوات والفواكه يتم تحويلها داخل الكبد إلى فيتامين “أ” – بالإضافة إلى غناه بالكالسيوم وفيتامين سي ومضادات الأكسدة التي تساعد في تأخير موت خلايا الجسم وتعزز المناعة.

ويساعد مشروب قمر الدين في الوقاية من فقر الدم، إذ يعتبر مصدراً غنياً للحديد.

 

الكركديه

يعد الكركديه أحد أفضل المشروبات الرمضانية بالنسبة لمتبعى الأنظمة الغذائية، وذلك لسعراته الحرارية القليلة، ومن شأن تناوله المساعدة في تعزيز مستويات الكوليسترول الجيد في الجسم، وكذلك خفض مستويات الكوليسترول الضار والدهون الثلاثية، وهو قادر بالفعل على خفض الوزن وتقليل مؤشر كتلة جسم الإنسان، وتقليل الدهون المتراكمة في أجزاء معينة في الجسم مثل الخصر والأرداف.

ويعمل مشروب الكركديه كمدر طبيعي للبول، ما يساعد في تقليل الأملاح وحصوات الكلى. كما يقلل من مستويات الدم المرتفع لدى الأشخاص المعرضين للإصابة بهذه المشكلة، أو يعانون من ارتفاع طفيف في مستويات ضغط الدم.

 

الجلاب

الجلاب هو أحد أشهر مشروبات الإفطار الرمضانية، ويتم تحضيره بطرق متنوعه، أشهرها إضافة ماء الورد لأحد أنواع الدبس، مثل دبس التمر أو دبس العنب أو دبس التفاح، مع قطع من مكسرات الصنوبر النيء والزبيب، وخلط تلك المكونات بنسب معينة مع الماء البارد والمُحلى.

ومن فوائد الجلاب القدرة على تزويد الجسم بالمعادن ومضادات أكسدة مختلفة، مثل المغنيسيوم، والبوتاسيوم، والسيلينيوم، والكالسيوم، والحديد، والمنغنيز، والنحاس.

ومع ذلك قد لا تلائم مكونات هذا المشروب جميع الناس، فهو قد يرفع نسبة السكر في الدم لدى المرضى بالسكري. كما قد يزيد من مضاعفات مرضى القولون واضطرابات المعدة بسبب دبس الفواكه والمكسرات.

 

العرقسوس

يعتبر شراب العرقسوس في رمضان تقليداً شائعاً لا تكاد تخلو منه موائد الإفطار. ويتم تحضيره من منقوع جذور العرقسوس وتحليته بالسكر، وهو يحتوي على العديد من المغذيات والعناصر المفيدة التي تعوض ما فقده الجسم خلال الصيام لساعات طويلة؛ إذ يساهم في إراحة الغدة الكظرية من إنتاج الأدرينالين نتيجة التوتر والقلق، ما يحفزها على العمل، ويعزز مستوى الكورتيزول الصحي في الجسم.

ويفيد العرقسوس في تهدئة اضطرابات الجهاز الهضمي مثل التسمم الغذائي، وقرحة المعدة، وحرقة المعدة. كما يسرع من إصلاح بطانة المعدة، نتيجة احتوائه على مضادات الالتهابات المعززة للمناعة.

ومع ذلك، ينبغي توخي الحذر عند استهلاك شراب العرقسوس بشكل يومي وبجرعات كبيرة؛ إذ أن استهلاكه باستمرار يمكن أن يسبب ارتفاع الضغط، واحتباس السوائل والصوديوم، وانخفاض البوتاسيوم الذي قد يؤدي إلى اضطراب نظم القلب والاعتلال العضلي.

 

التمر هندي

من بين المشروبات الرمضانية المشهورة أيضاً عصير التمر هندي، ذو المذاق الحلو والحامض. ويأتي من شجرة تنمو غالباً في المناطق الاستوائية وفي آسيا.

ويُعدّ التمر الهندي من الملينات الطبيعية لمحتواه العالي من الألياف الغذائية، وبسبب طبيعته اللزجة التي تساعد على تنظيف المعدة والجهاز الهضمي. ما يساعد في تعويض توقف المعدة بسبب عدم شرب المياه أثناء الصيام. وبسبب احتوائه على نسب عالية من المغنيسيوم فهو يحمي من مرض السكري، ويخفف من حدة أعراضه. وتقول الدراسات إن له فوائد في خفض ضغط الدم المرتفع والكوليسترول، لاحتوائه على الألياف، ما يقلل نسبة الدهون في الدم.

وبسبب محتواه العالي من البوتاسيوم وفيتامين سي، فهو يساعد في التحكم في ضغط الدم ومحاربة الجذور الحرة التي قد تؤدي إلى أمراض القلب؛ كما يساعد في تحفيز الجسم على إنتاج كمية مناسبة من خلايا الدم الحمراء، ما يقلل من أعراض فقر الدم، بسبب محتواه الغني بالحديد أيضاً.

 

اللبن الرائب

وبالنسبة للصائمين من غير المحبين للمشروبات المُحلّاة، يأتي مشروب اللبن الرائب كخيار أمثل لتهيئة المعدة وإنهاء الصيام قبل تناول وجبة الإفطار. ويتم تجهيز اللبن الرائب عن طريق تخمير الحليب بأنواع خاصة من البكتيريا، إلى أن يصل إلى درجة حموضة مناسبة.

ويتم تناول مشروب اللبن الرائب في العديد من الدول العربية، وخاصة في دول الخليج. فيكون أحياناً مصحوباً ببعض التمر أو الفواكه المجففة، أو يُشرب وحده بعد إضافة بعض ذرات الملح لتتبيله وفق ذوق الشخص.

وبسبب غنى اللبن الرائب بالبروتينات، فهو يحتاج وقتاً أطول نسبياً حتى يتم هضمه بشكل كامل، ما يساعد على الشعور بالشبع والامتلاء وتقليل الشهية، ما يجعله خياراً مثالياً للراغبين في تقليل استهلاكهم للطعام في وجبة الإفطار.

ويحتوي اللبن الرائب على البروبيوتيك الذي يساعد على علاج الإسهال والإمساك والتخفيف من أعراض القولون العصبي، ويعد خياراً مثالياً بشكل خاص في وجبة السحور، وذلك لاحتوائه على كمية كبيرة من الكربوهيدرات والسوائل، ما يساعد في مد الجسم بالطاقة والشبع، وتقليل الشعور بالعطش.

ومع ذلك يُستحسن للأشخاص المصابين بحساسية عدم احتمال اللاكتوز تجنب المشروب، لكي لا يسبب لهم المضاعفات المزعجة، مثل آلام المعدة والإسهال والانتفاخ.