انتخابات رئاسة الجمهورية العربية السوريةدراساتسلايد الجريدةصحيفة البعث

رسالة للمراهنين على سقوط سورية

تقرير إخباري

إن إجراء انتخابات رئاسية للمرة الثانية ورغم الحرب الإرهابية الشرسة على سورية والعقوبات الغربية غير الشرعية، لهو أكبر دليل على أن أركان الدولة السورية ومؤسساتها قوية كقوة جذورها الضاربة في عمق التاريخ، وما يؤكد قوة هذه المؤسسات هو سرديات عشر سنوات من الحرب عليها، حيث لم تستطع الدول الداعمة للإرهاب العابر للقارات من إسقاط الدولة السورية ومؤسساتها، رغم كل الدعم العسكري والمادي واللوجستي والإعلامي للإرهابيين.

على مدى العقد الفائت، منعت الدولة السورية زعزعة استقرارها وإدخالها في الفوضى المدمرة رغم مواصلة الولايات المتحدة وحلفائها الضغط السياسي والاقتصادي عليها. وأثبتت تجربة 10 سنوات من هذه الحرب أن الدولة السورية مرنة بشكل أدهش كل من كان يراهن على تلك الحرب، حتى أن السفير البريطاني السابق في سورية بيتر فورد قال، في لقاء مع موقع “غراي زون” نهاية العام 2020 : “لقد تجاوزوا الأزمة لأنهم يحظون بدعم قطاعات كبيرة من الشعب السوري. إنه لمن الوهم تماماً أن نعتقد أن سياسة الضغط الاقتصادي القاسية يمكن أن تنجح. إذا كان الهدف هو إحداث تغيير النظام في سورية فإن الأمر لن ينجح”.

خلال عشر سنوات، انهارت أنظمة، واستقال رؤساء دول، وازنة أوروبياً وعربياً، وتغيّر أكثر من مبعوث أممي، وبقيت الدولة السورية صامدة بمؤسساتها. ورغم الإجراءات الأوروبية غير الشرعية، والتي تهدف لإضعاف الدولة السورية وإحكام الضغوط على الشعب السوري، بقيت سورية، شعباً وقيادة، متمسّكة بسيادتها واستقلالها ورفضها لكل الضغوط والتدخلات الخارجية، ومصرّة على إجراء الاستحقاقات في مواعيدها الدستورية.

لقد كرّست الولايات المتحدة وحلفاؤها الكثير من الأموال والطاقة لهذه الحرب بالوكالة، التي وصفتها صحيفة “نيويورك تايمز” بأنها واحدة من أغلى برامج العمل السرية في تاريخ وكالة المخابرات المركزية. ووفقاً لصحيفة واشنطن بوست أيضاً، كان لدى وكالة المخابرات المركزية ميزانية تقترب من مليار دولار سنوياً للحرب بالوكالة في سورية. ولدى سؤال بيتر فورد، الدبلوماسي البريطاني المخضرم الذي عمل سفيراً للمملكة المتحدة في سورية من 2003 إلى 2006، عن الهدف من هذه الحرب بالوكالة، أجاب: إن سياسة الولايات المتحدة لا تسعى لنشر الديمقراطية، بل تسعى لدعم الإرهابيين، ودعم الأنظمة الخليجية في الشرق الأوسط، ومساعدة الكيان الإسرائيلي. والدليل على ماسبق اعتراف جيمس جيفري علانية أن الهدف من العقوبات هو استهداف إعادة الإعمار، فهل يمكن الحديث هنا أكثر عن الأثر المادي لذلك، وما يعنيه ذلك على الأرض؟ حتى وهو في طريقه للاستقالة، اعترف جيفري في مقابلة أخرى بأنه ضلل البيت الأبيض والجمهور بشأن مستويات القوات الأمريكية داخل سورية، وقال: “كنا دائماً نلعب ألعاب القذيفة حتى لا نوضح عدد القوات التي كانت لدينا هناك”.

إن الاستحقاق الانتخابي الرئاسي هو حدث سيادي، حدث يشكل منعطفاً مهماً في الحياة السياسية، لأنه رسالة لكل من راهن على سقوط الدولة السورية أنها تعيش بموجب قوانينها وأحكام دستورها. بل هو تأكيد على سيادة الدولة السورية التي انتصرت على الإرهاب، ومنعت المشروع الوهابي الصهيوني من إعادة سورية الحضارة إلى عصور الظلام.

الدراسات