ثقافةصحيفة البعث

عودة درامية قوية لـ هيما إسماعيل

“من يمثل لا يعرف أن يقوم بأي عمل آخر، ويدفعه شغفه بالتمثيل للعودة”، هذه الكلمات قالتها الممثلة هيما إسماعيل في أحد لقاءاتها بعد أن عادت للوقوف أمام كاميرا الدراما السورية بعد غياب ثمانية عشر عاماً، انشغلت فيها بزواجها وسفرها إلى الكويت وأعباء الواجبات العائلية وتكوين أسرة، إلا أن هاجس التمثيل ظل يرافقها فانتظرت بشغف حتى كبر أولادها، لتتخذ قرارها بالعودة من خلال الدراما الكويتية بالعمل مخرج مساعد بمسرحية “وبعدين” عام 2012، ثم مثلت بعمل “بين قلبين” المأخوذ عن رواية الكاتبة علياء الكاظمي عام 2016. ما مهد الطريق لتنضم من جديد إلى الدراما السورية في مسلسل مسافة أمان عام 2019، ورغم صغر مساحة الدور إلا أنها لفتت الانتباه بحرفية أدائها، لتكون انطلاقتها الأوسع في سوق الحرير الجزء الأول، إذ جسدت بكاركتر مناسب دور فاطمة المرأة الريفية المحبة لزوجها –سلوم حداد- والتي كانت محرك الأحداث لتغيير مصائر الشخصوص بحادثة موتها بعد تعرضها للسرقة.

أما أدوار البطولة فكانت في دراما 2020 أيضاً من خلال مسلسل “ولاد السلطان” من أعمال البيئة الشامية إلى جانب حسام تحسين بيك بتأديتها دور زهرة الزوجة الماكرة التي تزرع الحقد في قلب ابنها على أخيه من امرأة أخرى، فاستطاعت شد انتباه المشاهدين بتمكنها من تفاصيل البيئة الشامية بأدائها وحركاتها ومفرداتها، إلا أن الشر الذي زرعته ينقلب عليها في النهاية.

وتابعت مسيرتها في دراما 2021 فكانت إحدى بطلات “ضيوف على الحب” بدور ميرفت المحامية التي تمثل الأنثى المستقلة مادياً واجتماعياً والتي تملك كل أسباب الرفاهية والشهرة المهنية التي حققتها في عملها بالمحاماة، لكنها تشعر بفراغ عاطفي وبنقص في جانب من شخصيتها فتحاول  فتقع بغرام الموكل بمكتبها رامي –علي سكر- الشاب المختنق بأعباء الحياة والضغوطات المادية، فتجسد حالة عاطفية تعيشها المرأة في أوضاع معينة، وقد تطرقت إليها الدراما السورية مراراً، حينما تتزوج المرأة رجلاً يصغرها بالسن وفقيراً فتقدم له كل شيء، لكنها تتعرض لغدره في النهاية.

عودة هيما إسماعيل القوية يعيد إلى الذاكرة بداياتها  بالزير سالم بدور اليمامة ابنة كليب، وفي صقر قريش وصلاح الدين الأيوبي، ومن ثم انتقالها من الأعمال التاريخية باللغة الفصحى إلى الأعمال الاجتماعية بمشاركاتها ببدايات بقعة ضوء والفصول الأربعة وغيرها، كما دخلت غمار التجربة السينمائية بالفيلم الروائي القصير “زائرة المساء” إخراج غسان عبد الله عام 2003. كما حققت نجاحات على مدى عامين متتاليين رغم المنافسة ووجود كثيرات من جيلها لم تبتعدن عن الأضواء.

ملده شويكاني