رجال دين من حلب: الاستحقاق الرئاسي يجسّد ويكرّس مفهوم دولة المؤسسات
حلب – معن الغادري:
يؤكد المواطنون أن الاستحقاق الدستوري المتمثل بانتخابات رئيس الجمهورية في السادس والعشرين من الشهر الجاري على قدر كبير من الأهمية كونه واجب وطني، يجسد ويكرس مفهوم دولة المؤسسات، ويعطي بعداً حقيقياً لنصر سورية في معركتها ضد الإرهاب وداعميه والدفاع عن الوطن وتحصينه ضد أعدائه وفي استقلالية وسيادة القرار الوطني، بالإضافة إلى أنه أي الاستحقاق الرئاسي يشكل اللبنة الصلبة والأقوى في مشروع إعادة الإعمار وبناء سورية المتجددة.
“البعث” استطلعت آراء العديد من المواطنين الذين دعوا للمشاركة بكثافة في الانتخابات الرئاسية وتحويل هذا الاستحقاق الدستوري إلى عرس وطني حقيقي يتوج انتصار سورية الكبير.
الدكتور محمد رامي عبيد مدير أوقاف حلب أوضح أن المؤامرات التي حيكت ضد سورية فشلت وتكسرت أمام صمود وإرادة الشعب السوري بكل أطيافه، والذي قدم الغالي والنفيس من اجل وحدة الوطن واليوم، وبعد سنوات الحرب الإرهابية يكمل معركته معركة البناء والإعمار بعزيمة أقوى لبناء سورية المتجددة، وأضاف: تأتي الانتخابات الرئاسية لتشكل تحولاً كبيراً في مسيرة الوطن كونها تعني كل أبناء الوطن، والمدعوون للمشاركة بكثافة لأنها واجب وطني مقدس لنثبت للعالم أجمع أن سورية كما انتصرت عسكرياً وسياسياً، هي اليوم تحتفل بانتصارها الكبير وتصنع مستقبلها بأيدي أبنائها الشرفاء وبهاماتهم العالية ليختاروا رئيسهم وليكملوا مشوار العزة والكرامة والنصر.
الشيخ مصطفى دهان رئيس دائرة التوجيه والإرشاد في مديرية الأوقاف أكد أن الاستحقاق الدستوري المتمثل بانتخابات رئيس الجمهورية هو واجب شرعي ووطني وعلينا اختيار الأجدر والأكفأ والأقدر على صون وحماية الوطن والأمين على قضايا الأمة، وهو الاختيار الذي سيحمي مجتمعنا وهويتنا وثقافتنا وديننا السمح وثوابتنا الوطنية والأخلاقية، وبما يعزز انتصار سورية في كل معاركها العسكرية والسياسية والاقتصادية والإعلامية أيضاً في مواجهة التضليل ومحاولات بث روح الفتنة والتفرقة من قبل الإمبراطوريات الإعلامية الغربية والعربية منها.
القس إبراهيم نصير الرئيس الروحي للطائفة الإنجيلية بحلب أشار إلى أهمية المشاركة في الاستحقاق الرئاسي من منظارين وبعدين هامين جداً أولهما البعد الروحي، ففي الكتاب المقدس وفي سفر التثنية ١ : ١٣ نقرأ “هاتُوا مِنْ أَسْبَاطِكُمْ رِجَالًا حُكَمَاءَ وَعُقَلَاءَ وَمَعْرُوفِينَ، فَأَجْعَلُهُمْ رُؤُوسَكُمْ” وبناء على ما سبق: فإن المشاركة في الاستحقاق الرئاسي هو واجب روحي كتابي مقدس، وهو بحد ذاته مساهمة في تحقيق إرادة الله في المجتمع حيث المعايير المعتمدة في خيارنا الروحي والتي يجب أن تستند إلى حكمة وعقلانية ومعرفة من نختاره، فإن مشيئة الله هي أن نكون أداته في اختيار قيادة لهذا المجتمع ولوطننا الحبيب سورية وهي مساهمة في تنصيب قيادة تمتلك الكفاءة الإدارية والإيمان بالله وبسورية وبالإنسان وتبتغي نقل سورية إلى حالة من الازدهار والنمو والتطوير. أما البعد الثاني فيتمثل بالجانب الوطني الدستوري، فالدستور الجمهورية يمنحنا امتيازات ويضع على عاتقنا مسؤوليات، خاصة في هذه المرحلة الصعبة والمليئة بالتحديات، ولذلك المشاركة في الاستحقاق الرئاسي يعني القيام بدورنا في حماية وطننا ومجتمعنا من العبث فيهما، وهي ممارسة دورنا في الحفاظ على وحدة الجغرافيا السورية، وفي الحفاظ على التنوع الاجتماعي الذي تميزت فيه سورية عبر العصور، وإن مشاركتنا في الاستحقاق الرئاسي ينبغي أن تنبع من قناعتنا التامة بأن قرارنا سيادي ومستقل وهو ما يقرره الشعب، دون أي تدخل في شؤوننا، وهو ما ستؤكده الانتخابات القادمة من خلال المشاركة الواسعة والتي تنم عن الوعي والنضج وتحمل المسؤولية الوطنية وواجباتنا المقدسة تجاه وطننا الغالي.