مجلة البعث الأسبوعية

في نادي الاتحاد “حلب الأهلي”.. كيف ضلت كأس بطولة الشباب الطريق واستقرت في الصندوق الأسود؟

“البعث الأسبوعية” ــ محمود جنيد

ظهرت كأس البطولة ذات الأذنين الصغيرين، التي تحصّل عليها شباب الاتحاد نظير فوزهم بلقب الدوري الممتاز لكرة القدم، في مكان غير مألوف، وهو مكتب خاص بداعمي الفريق، وخلفه (في الصورة الملتقطة) مدرب الفريق معن الراشد، وشقيقه ومساعده يحيى، ولاعب الحرية الحالي، والاتحاد سابقاً، طه دياب.

البعض عقب تهكماً بأن الكأس ضلت طريقها، وبدلاً من الاستقرار في مقر النادي قبل أي مكان آخر، وداخل خزينة كؤوسه، ذهبت إلى أحضان من دفع ثمنها؛ والمقصد بأن الداعم قدم ما قدمه من دعم لفريق شباب الاتحاد طوال الموسم بهدف الوصول إلى هذه النتيجة، وهي شخصنة الإنجاز وادعاء الفضل بتحقيق لقب الدوري، وتجريد الجميع، غير تلك الدائرة، من أي فضل، ومنها إدارة النادي!!

 

قنبلة السباعي

فتيل قنبلة الجدل والتجاذبات التي تفجرت، بعد نشر صورة كأس بطولة دوري الشباب في مكتب الداعم، أشعله المدرب الاتحادي السابق، ياسر السباعي، الذي وجه رسالة ملغومة مضمونها أن الأم لست من “أنجبت”، بل هي التي “ربّت”، مشيراً إلى أن هذا المثل ينطبق على تتويج فريق شباب الاتحاد ببطولة الدوري الذي ظهر كأسه في غير مكانه الطبيعي!!

أحد التعليقات اللافتة على ما قاله الكابتن السباعي جاء من ممثل الشركة الداعمة لنادي الاتحاد، والذي وصف داعمي فريق شباب الاتحاد بأنهم “مجموعة من المتآمرين المتربصين، أصحاب الصندوق الأسود”، و”بداخله مجموعة من الأشخاص يدعون حب النادي ودعمه لكنهم في الحقيقة خطر عليه”، وأكد أن “أولئك الفاشلين – حسب تعبيره – تمكنوا من المحافظة على فريق شباب الاتحاد ليحصلوا على نتيجة الاستئثار بكأس بطولة الدوري وسمعة الفضل”، معاتباً السباعي كونه “قلل من العزيمة والإصرار وزاد من الأوجاع.

 

عماد المستقبل!

رأي إدارة نادي الاتحاد تمثل بما قاله العضو رصين مرتيني، الذي طالب الجميع بإبعاد فريق شباب كرة القدم عن المهاترات والتجاذبات ذات الصبغة الانتقامية الشخصية، حفاظاً على الفريق ولاعبيه الذين يمثلون عماد مستقبل كرة النادي، وأضاف: إن قصرت الإدارة أو دعمت – وهذا واجبها – فذلك سواء مع إنجاز استثنائي تحقق.. الإدارات تخطئ وتصيب في عملها، تتغير وتتبدل، أما الشباب الأبطال فأمامهم الكثير ليقدموه ويحققوه.

وأكد عضو الإدارة الاتحادية أن لقب دوري الشباب لكرة القدم تحقق بمجهودات وأقدام اللاعبينـ ومن خلفهم الجهاز الفني والإداري، مع شكره جميع الفعاليات الاقتصادية والشركات الراعية والمحبين على الاهتمام والدعم المقدم الذي يسجل لهم، كما أشار المرتيني إلى أسلوب المدرب معن الراشد الناجح مع الفريق واللاعبين، إذ أبعدهم عن أجواء العالم الافتراضي ومواقع التواصل الاجتماعي، وشكل فيما بينهم رابط متيناً وعلاقة قوية قامت على أساس الولاء والانتماء للنادي والشعار والقميص، الأمر الذي خلق دافعاً تنافسياً كبيراً تحقق على إثره إنجاز لقب الدوري، وهو ما يمكن البناء عليه كطريقة تعاطي وأسلوب عمل لجميع فرق النادي لما من شأنه تحقيق البطولات على المستويات كافة.

 

بيضوها الشباب

وعودة إلى صلب الإنجاز الشبابي الاتحادي الذي نغصته الصدامات والتجذابات المقيتة، كما درجت العادة في الرياضة الحلبية هذه الأيام، وفي وقت واصل رجال الاتحاد السقوط الحر في الدوري الممتاز، وآخره الهزيمة المريبة أمام الساحل التي هوت به إلى مركز قريب من القاع، فقد “بيّضها” شباب النادي بإنجاز لقب الدوري التاريخي بنظافته من شائبة الهزيمة، وفارق الـ 17 نقطة عن أقرب المنافسين (تشرين)، لينتشلوا موسم الاتحاد من ظلمات العتم، ويشعلوا بريق الفرح بانتصار رائع جاء بعد 17 سنة من الانتظار.

الاتحاد أنجز المهمة بأبهى صورة و”ختمها مسكاً” بفوز الختام على الطليعة، وكان رقمه 21، مقابل 5 تعادلات، وأضاف إلى الإنجاز سمة أفضل خط هجوم بـ 51 هدفاً، وأقوى خط دفاع وحارس مرمى بـ 13 هدفاً استقبلتها شباكه، كما حقق رقماً قياسياً بفارق عدد النقاط عن الوصيف وهو 17 نقطة، والسابق 16 نقطة حققه الكرامة في موسم 2006/ 2007، وكان وصيفه الفتوة حينها، كما كسر رقماً قياسياً كان مسجلاً باسم الكرامة في الموسم نفسه، وهو عدد النقاط المحققة في موسم واحد، وكانت 65 نقطة للكرامة، بينما حقق الاتحاد هذا الموسم 68 نقطة.

مدرب الفريق، معن الراشد، أكد أن الإنجاز لم يأت من فراغ، بل جاء بالتخطيط السليم والمثابرة وبهدف مرسوم منذ البداية (اللقب وليس سواه)، وأشار الراشد إلى أن الحافز الأهم الذي أشعل همم اللاعبين وفجر طاقاتهم هو اسم وشعار الاتحاد الذي يألف البطولات ومنصات التتويج، ليكون الاجتهاد بالعمل، والولاء المطلق للقميص والشعار، بمثابة الطاقة الإيجابية التي ولدت فعل البطولة.