انتخاب الأسد ضربة مجلجلة
ماجد نعمة
رئيس تحرير مجلة “afrique-asie.fr”
هو يوم مشهود في ملحمة الصمود السورية، رئيسا وجيشا وشعبا، أمام جحافل البرابرة الجدد. وهو تتويج لعشر سنوات من المقاومة الأسطورية التي أفشلت مخططات الدول الاستعمارية وعملائها في تدمير عزيمة الشعب السوري. هو انتصار يكرس عودة سورية المظفرة إلى قيادة محور المقاومة في المنطقة وفي العالم.
صمود سورية بقيادة الرئيس بشار الأسد كان له الفضل الأكبر في تفكيك النظام العالمي الذي كانت تهيمن عليه الولايات المتحدة، وفي وضع حجر الزاوية في بناء النظام الجديد الذي يرفض الاستفراد بالقرار الدولي، ويؤسس لعالم متعدد الأقطاب. والتاريخ سيذكر أن سورية وحلفاءها هي من دق المسمار الأول في نعش إمبراطورية الشر الأطلسية الصهيونية..
هنيئا لسورية بهذا الانتصار.
صمود سورية هو الذي دفع بالقيادة الروسية إلى مواجهة الاستفراد الأمريكي والدخول في حرب باردة جديدة تؤذن بأفول الهيمنة الأمريكية المطلقة على العالم، وإعادة ترتيب أوراقها وقواعدها العسكرية لتركز على جبهتها الداخلية المتآكلة، وتسعى لمواجهة مع الصين، القوة العظمى الصاعدة، وهي مواجهة محكوم عليها بالفشل الذريع.
صمود سورية بقيادة بشار الأسد سرع بقيام محورين أساسيين في مواجهة الإمبراطورية الأمريكية المتفككة: المحور الروسي – الصيني وامتداداته الأوراسية، ومحور المقاومة الممتد من طهران إلى بيروت، مرورا بالعراق واليمن وفلسطين المقاومة ولبنان المقاوم واليمن، والتي تشكل سورية عقدة الوصل فيه.
وبفضل انتصاراتها على الإرهاب ومموليه ومسلحيه، بدأت سورية تغير وجه الوطن العربي بكامله، وتعيد الحياة إلى قواه الحية وتلحق الهزائم بالمطبعين والمنبطحين وضعاف العقول.
وليس من قبيل الصدفة أن تنهال أولى التهاني على الرئيس بشار الأسد من هذه القوى الصاعدة والمقاومة بالذات، أي من موسكو وبكين وطهران.
لقد جاء هذا العرس الانتخابي الشعبي الذي لا مثيل له ليوجه ضربة مجلجلة وصادمة لكل من راهن على سقوط سورية واستسلامها. فبعد أن خسر أعداء سورية الرهان العسكري والإرهابي والإعلامي حاولوا خلق فراغ دستوري يتسللون منه لتحقيق مآربهم عن طريق إطالة المماحكات والثرثرات الدستورية لإطالة معاناة الشعب السوري بسبب الحصار الغاشم البربري المفروض عليه من دول همجية تتشدق بالديمقراطية وحقوق الإنسان ضاربة بعرض الحائط ابسط مبادئ الشرعية الدولية.
اليوم، قال الشعب السوري كلمته، واختار تجديد ثقته بالقيادة التي رفعت رأسه عاليا بين الأمم الحرة السيدة الأبية.
اختار القيادة القادرة على الانتصار في معركة البناء والإصلاح والسلام بعد أن انتصرت في معركة الصمود والتحرير.
اليوم بدأت معركة بناء المستقبل، وهي أصعب المعارك وأقدسها.