دراساتصحيفة البعث

التصريحات المتطرفة ترتفع في الكيان الإسرائيلي

تقرير إخباري

المرشح لرئاسة حكومة الكيان الإسرائيلي، نفتالي بينت، يعتبر من قادة اليهود الصهاينة المتطرفين الذين ينحدرون من اليمين، ولا يخفي معتقداته المتطرفة جداً والعنصرية أو حتى الفاشية.

ولتأكيد حقيقة مدى حقده وإجرامه، يستذكر الجميع تصريحه الشهير في عام 2017 وبمناسبة عيد الفصح اليهود حين قال: “قتلت أنا شخصياً عدداً كبيراً جداً من العرب خلال حياتي، ولا توجد لدي أي مشكلة مع مواصلة قتل العرب”، على حد تعبيره.

علماً أن بينت الذي يهدد اليوم بإنهاء الحياة السياسية لرئيس الحكومة الحالي “بنيامين نتنياهو” كان جندياً سابقاً في القوات الخاصة، حيث خدم بينت في وحدة “سايريت ماتكال” المرموقة بتخطيطها وارتكابها الإجرامي مثل نتنياهو، ودخل السياسة بعد بيع شركته التكنولوجية الناشئة مقابل 145 مليون دولار عام 2005. في العام التالي، أصبح رئيس مكتب نتنياهو الذي كان في ذلك الوقت في المعارضة.

بعد ترك مكتب نتنياهو، أصبح عام 2010 رئيس مجلس الاستيطان في (يهودا والسامرة _الاسم الاستيطاني للضفة الغربية المحتلة وغزة)، وهو ما زاد من شعبيته نتيجة مواقفه المتطرفة منذ عام 2012، عندما تولى مسؤولية حزب البيت اليهودي اليميني المتشدد الذي كان يواجه احتمال خسارة كل مقاعده في البرلمان، كما نجح في تعزيز حضوره البرلماني بـ 4 أضعاف، بعدما أدلى بسلسلة تصريحات نارية ضد الشعب الفلسطيني.

في عام 2013، قال إنه “يجب قتل الإرهابيين الفلسطينيين وليس إطلاق سراحهم”، كما قال إن الضفة الغربية ليست تحت الاحتلال لأنه “لم تكن هناك دولة فلسطينية هنا”، وإن “الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لا يمكن حله”، كما يعتبر من أشد المعارضين لقيام دولة فلسطينية.

واليوم وبعد سبع سنوات يعيد بينت تكرار تصريحاته هذه حول استباحة الدماء الفلسطينية ويستند في ذلك لفتاوى من قبل حاخامات يهودية تحلل ذلك لتدعيم موقفه الحكومي المقبل الذي يأمله، مع الإشارة بأن بينت في السابق تفاخر بأنه تلميذ نتنياهو.

في السياق ذاته، وضمن إطار تسابق المسؤولين الإسرائيليين في رفع وتيرة التصريحات العنصرية لصرفها في تحسين التموضع الحكومي والانتخابي، أعرب وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي “أمير أوحانا” عن دعمه لدعوة عضو بلدية مدينة (اللد) “عاميحاي لينغفلد” ليهود مسلحين للقدوم إلى المدينة، معتبراً إياها بأنها دعوة شرعية.

يلاحظ إن واقع التصريحات المتطرفة والعنصرية من جانب المسؤولين الإسرائيليين تزايدت في الآونة الأخيرة ضد الفلسطينيين وبشكل رصدته صحيفة هآرتس بزيادة وقدرها 300 % في شهر أيار وحده، وهذا نتيجة عاملين: الأول تفاجأ الداخل الإسرائيلي بكل فئاته الحكومية والحزبية بهبّة المواطنين الفلسطينيين داخل مناطق عرب 48، وثانيها رغبة هؤلاء في استقطاب المتطرفين لجانبهم لدعمهم في تشكيل الحكومة أو الانتخابات الخامسة المحتملة، وهو سيكون له نتيجة حتمية زيادة شرعنة العنصرية والإرهاب ضد الفلسطينيين من قبل المجموعات المتطرفة التي باتت تتزيد من قبل اليمين وبدعم وتمويل من قبل الأحزاب الإسرائيلية ومتزعميها.

محمد نادر العمري