الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

من منتدى بطرسبورغ.. بوتين يعلن انتهاء مد الأنبوب الأول من “السيل الشمالي”

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الجمعة، الانتهاء من مد الأنبوب الأول من “السيل الشمالي-2″، وهو مشروع لمد أنبوبين من الغاز من روسيا إلى ألمانيا عبر قاع بحر البلطيق.

وجاء إعلان الرئيس الروسي خلال كلمة ألقاها في الجلسة العامة في منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدول، المنعقد هذا الأسبوع.

وقال بوتين: “يسعدني أن أعلن اليوم، أنه قبل ساعتين ونصف الساعة، تم الانتهاء بنجاح من مد الأنبوب الأول من (السيل الشمالي-2)، والعمل بمد الأنبوب الثاني يستمر”. ولفت إلى أن شركة الطاقة الروسية “غازبروم” جاهزة لضخ الغاز في أنبوبي “السيل الشمالي-2”.

وقبل يوم، أشار نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك إلى أنه من المتوقع الانتهاء من “السيل الشمالي-2″ ككل قبل نهاية 2021.

و”السيل الشمالي-2” مشروع روسي لمد أنبوبي غاز بطاقة إجمالية تبلغ 55 مليار متر مكعب سنويا، من الساحل الروسي، عبر قاع بحر البلطيق، إلى ألمانيا. وتم تنفيذ معظم المشروع تقريبا، لكنه يواجه عراقيل بسبب الضغوطات الأمريكية، حيث تهدد واشنطن الشركات المشاركة في المشروع بالعقوبات.

على صعيد آخر، شدد الرئيس الروسي على أن ضمان التوزيع العادل للقاحات ضد فيروس كورونا في كافة أنحاء العالم يمثل شرطا ضروريا لتجاوز الجائحة، مبديا أسفه إزاء تسييس هذا الموضوع من قبل بعض الدول.

وأشار بوتين إلى أن عملية استئناف الاقتصاد العالمي بعد أكبر ركود شهده منذ الحرب العالمية الثانية جراء جائحة كورونا يأتي بشكل غير متوازن ما يهدد باتساع فجوات بين دول وداخلها، لافتا إلى أن هذا الأمر ينعكس خاصة في ملف محاربة كورونا وتوزيع اللقاحات.

وأكد الرئيس الروسي أن خطر الجائحة سيظل قائما ما لم يتم ضمان الوصول واسع النطاق إلى اللقاحات في جميع القارات، مقرا بأن الأمور حاليا تتطور باتجاه مختلف. وأوضح أن نحو 10% فقط من الناس على مستوى العالم تلقوا حتى اليوم الجرعة الأولى أو الجرعتين من اللقاح ضد كورونا، فيما لا يزال مئات الملايين عاجزين عن الخضوع للتطعيم بسبب عدم امتلاك دولهم تكنولوجيات وطاقات إنتاجية وموارد للحصول على اللقاح.

ولفت بوتين إلى أن الدعم المقدم إلى الدول التي تعاني من نقص الوصول إلى اللقاحات كان “تافها” حتى اليوم، محملا بعض الدول المسؤولية عن حماية مصالحها الأنانية في هذه المسألة. وقال: “نرى في الصراع ضد فيروس كورونا على مستوى العالم أنه إما ليس هناك دعم ملموس حيث ثمة حاجة إليه، أو يفرض – وهذا أمر سخيف إطلاقا – حظر مسيس على اقتناء لقاحات فعالة أثبتت فعاليتها التامة”.

وشدد على أن مثل هذا السلوك في الظروف الحالية بمثابة تهرب هذه الدول من المسؤولية عن حماية مواطنيها، مضيفا: “هذا الأمر موجود ونواجهه أيضا”. وأشار بوتين إلى أن روسيا منحت لكل مواطنيها فرصة للتطعيم ضد كورونا بعدد من اللقاحات الفعالة محلية الصنع، مذكرا بأن لقاح “سبوتنيك-V” يعد اليوم اللقاح الأكثر فعالية وأمنا على مستوى العالم. وأكد أن فعالية “سبوتنيك-V” تقدمت بما يزيد عن 96% دون رصد أي حالات وفاة نتيجة لتلقي هذا اللقاح، حسب بيانات الهيئات الروسية المعنية بالمراقبة.

وذكر بوتين أن روسيا لم تتمكن فقط من تطوير تكنولوجيات نوعية وبدء إنتاج اللقاحات ضد كورونا داخل أراضيها، بل إنها أيضا الدولة الوحيدة التي تساعد شركاءها الأجانب في محاربة الجائحة من خلال إنتاج لقاحها في أراضيهم. ولفت إلى اهتمام الناس خارج روسيا بلقاحاتها، موضحا أن العديد من المواطنين الأجانب، منهم رجال أعمال ومدراء شركات كبرى، يصلون روسيا بهدف التطعيم.

ووجه بوتين بهذا الصدد الحكومة بدراسة وتحليل جميع نواحي هذه المسألة، بهدف تهيئة الظروف الملائمة لتطعيم المواطنين الأجانب في روسيا بشكل مدفوع الأجر.

وأعلن بوتين إن الاقتصاد الوطني وسوق العمل في روسيا يقتربان بالفعل من مستويات ما قبل الأزمة، حيث تم إنقاذ ملايين الوظائف، لكنه أقر بوجود مشاكل مرتبطة بنمو البطالة وانخفاض الدخل الحقيقي للسكان، وقال، إن “البطالة في روسيا صعدت والدخل تراجع لكن لم تحدث كارثة”.

ومن الصعوبات المتبقية في سوق العمل بروسيا، أشار إلى وجود نسبة بطالة عالية نسبيا بين الشباب، داعيا الحكومة للعمل في هذا الاتجاه. وأشار إلى أنه تم إطلاق تدابير لدعم الشركات والمواطنين المتضررين من أزمة كورونا.

كذلك أشار إلى أنه تقرر تمديد برامج القروض الميسرة للمواطنين لمدة عام آخر، مشددا على أن أكثر من 500 ألف أسرة روسية حصلت على قروض ميسرة ومنخفضة.

وشدد الرئيس بوتين على أهمية العمل بين الأقاليم والحكومة في روسيا لجذب استثمارات جديدة.

وفيما يتعلق بالاقتصاد العالمي، أشار الرئيس الروسي إلى أن الاقتصاد العالمي بدأ يتعافي، مشيرا إلى أنه من المتوقع نمو الاقتصاد العالمي في 2021 بمستويات قياسية. وقال: “رغم الصعوبات بدأ الاقتصاد العالمي يتعافي ويعود لطبيعته بشكل تدريجي”.

وانطلقت يوم الأربعاء الماضي أعمال منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي الذي سينعقد حضورياً (وجها لوجه)، مع مراعاة إجراءات الوقاية الصحية، وباستخدام تقنيات رقمية حديثة. ويبلغ عدد المشاركين في المنتدى هذا العام نحو 5000 آلاف.