مجلة البعث الأسبوعية

الأصدقاء أوطان جميلة

حسين عبد الكريم

في ظهيرة هائمة بالأنوثة التي هي طرب العافية، نلتقي والرسام المبدع في الحلم، وتسييج الطفولة باللون والخطوط.. فاتح المدرس.. يهز الهواء ببروق امرأة.. ألتقي لاحقاً بالبروق والصديق العريق أياد بتنجاني العاشق الذكي للفن والوطن والكرامات وشجرة الزيتون صديقة شرفته في مكتبه في دمشق وبيروت.. أمه الأولى والثانية.. لا تبعد الشجرة الصديقة عن المرسم سوى لفتات قليلة وبعض حنين.. كل مشي ألقي التحية على أغصان الأيام لتورق الذاكرة وتثمر اللحظة العديد من التأملات.. تعتقنا، نعتقها، في مصير الحياة.. شكراً دائما لقصائد فايز خضور والشعراء الآخرين الأصدقاء والمحبين الشعراء.. والشكر الجميل لروح الألوان في لوحات المبدع، مسيج عواصف النساء بطفولة الأشواق وأوهاج الاشتهاء.. التحيات للصديق الوسيم إياد، وشرفته، وعطائه الشهم للفنانين، وذوقه البصير في انتقاء اللوحات.. والحب للأنوثة الأستاذة تعلمنا كيف نقلم أظافر الفوضى بالتأملات.. وليس بوسعي الإفلات من القصائد الصديقات  كطائر وغصن.. مجنون هواء الكتابة والصداقات.

لا يتوانى الزمن عن الهوان لولا الحب، هذا السكير الخلاّق.. أرى الحب في صباح الفقراء كيف يفتش في جيوب العوز عن بصيص الأمل، والقروش اليسيرة، لدرء ويلات الحاجات.. الحب وطن في الأعصاب  والواقع.. بساتين في أمزجة البقاء.. في الحزن والتأمل، يتعالى صوت الحياة، تصير الكتابة واللوحات والفن والعهود والصداقات ينابيع لا يتكاسل فيها الجريان كالينابيع، حكي في الموّدات وإبداع يظهر في محبرة الضفة ودفاتر الغيمات.

وقت الحب فنان كبير يبدع  في الكون الرؤى العالية.. فاتح المدرس يرسم لمحمد الماغوط عصفوراً أحدب مكسور الجناح، حوله شجرة ورد هي نبوغة تغريده.. وجع السماء يتجلى في جناحي الطائر الأحدب، وكوابيس الصديق الكبير المبدع الماغوط.. يقول فاتح المدرس لم يكن بالإمكان أن يجاور الحب القمة ومحمد الماغوط من دون العصفور الأحدب الذي في لحظة جناحه زمن صديق هائل..

لم يبخل هذا الرسام البليغ الرؤى على الصديق الشاعر فايز خضور بلوحة تمتلئ بهطل الأشواق والحنين المورق، كبستان جبلي يعيش في ترف النسمة النزيهة على طريقة الكروم.. ويتواصل إبداعه الشعري والفنان الرائق نذير نبعه الذي يصادق لوحاته وألوانه الصديق إياد.. حدثني أنه زاره في مرسمه وبيته وانتقى بعض اللوحات على أمل اقتنائها، لكن الغياب باغته.. التحية للذوق الفنان ينتقي الجمال ويتورط بأنبل الورطات الألفة الشهمة.

أظن أن أدونيس هذا الفينيق الكوني الذي ينهض في لهيب الإبداع تربطه قرابات إبداعية عاتية بالفنان الأعجوبة فاتح المدرس، وبالعصفور الأحدب، وبالكثير من اللوحات المبدعة، والشعراء والأصدقاء من كل الموديلات والماركات.