“الإضراب عن الطعام”.. وسيلة جديدة للتضامن مع الشعب السوري
البعث-وفاء سلمان:
“الإضراب عن الطعام” ظاهرة ليست بغريبة ولكنها تحوّلت إلى وسيلة جديدة للتضامن مع الشعب السوري. والشعب الفلسطيني، الذي استخدم هذه الوسيلة للتنديد بجرائم الاحتلال، يستلهم أحد أبنائه أحمد الجابري تلك الوسيلة للتنديد بالاحتلالين الأمريكي والتركي لبعض الأراضي السورية، وقيامهما بسرقة مواردها الطبيعية، وبالعقوبات الغربية اللاشرعية المفروضة على الشعب السوري.
الجابري، في حديثه مع “البعث”، أكد أن سورية مهد الحضارات البلد الثاني لجميع الشعوب، لاسيما الفلسطيني، ولذلك فالتضامن معها هو جزء بسيط جداً أمام ما قدّمته سورية، شعباً وجيشاً وقيادة، في سبيل دعم القضية الفلسطينية.
الجابري فلسطيني في عقده الرابع يحمل الجنسية الأردنية، درس مرحلة التعليم الأساسي في الكويت، طُرد وأهله منذ التسعينيات ولم يجدوا لهما حضناً إلا سورية، والتي عاملتهم معاملة السوريين، ويقول: إنه قرر النزول للشارع واختار مكاناً قريباً من أحد مقرات الأمم المتحدة، الذي كان محاطاً بالأسوار, فطردوه من المكان، فاختار مكاناً آخر تتواجد فيه هذه المنظمة، وعندما هموا بطرده مجدداً رد عليهم بأن: “المكان ملك للدولة السورية ولا يحق لكم القيام بهذا العمل ولن “اترك مكاني”. وأعلن الاضراب تنديداً بالعقوبات والانتهاكات الصهيونية-الأمريكية-التركية للأراضي السورية، وانتقد الصمت الأممي على تلك الانتهاكات، وبين أن الأمم المتحدة لا تفعل شيئاً سوى الكلام دون أي إجراء رادع.
وبسؤاله عن سبب اختيار توقيت الإضراب، أشار الجابري أن الدافع كان موجوداً ولكن المشكلة بالتوقيت وبالظروف المحيطة, وأضاف: أنه يقوم بهذه التظاهرة، التي لم تكن الأولى له، منذ سنوات، فقد اعتصم هو ووالدته وأطفاله أمام السفارة الأردنية مطالباً بوقف دعم الإرهاب في سورية, فالقتل والتدمير والتخريب الذي ألحقته التنظيمات الإرهابية بالسوريين والبنى التحتية في سورية انعكس على الأردن والدول المجاورة وعلى الاستقرار والأمن في المنطقة عموماً، مشيراً إلى أن استهداف سورية يأتي بسبب دعم الدولة الوطنية فيها المقاومة الفلسطينية، وأردف: ما نقوم به ليس سوى رد جزء من الجميل، الذي بادرت به سورية، وتقديمها الدعم اللامحدود للمقاومة الفلسطينية، وللأسف يوجد أشخاص تنكروا لذلك.
وعن نظام اعتصامه، قال الجابري: أنام على الحجر بالحديقة، وتم احضار كافة الاحتياجات الأساسية من “ملابس وأغراض شخصية وبعض السكاكر، بسبب هبوط السكر، وبعض الملح، لأنه في المرحلة القادمة سينخفض الضغط بسبب عدم تناول الطعام، مشيراً إلى أن وضعه الصحي لحد الآن ممتاز، وأوضح بأن أغلب المارة شجعوه على الاستمرار، ورحبوا بهذه الخطوة، ودعا الشباب السوري إلى تنظيم فعاليات، والمشاركة بهذا النوع من الاحتجاجات، مشدداً على ضرورة التنبه للتضليل الإعلامي الذي تمارسه بعض الدول، وتوجيه البوصلة إلى العدو الحقيقي الأمريكي والتركي والصهيوني، الذي يقتل وينهب ثروات الشعب السوري، آملاً أن تحدث خطوته التأثير المطلوب.