دراساتصحيفة البعث

الصين في عين “الناتو”

تقرير إخباري

حاول حلف شمال الأطلسي في اجتماعه الأخير في مقرّه بالعاصمة البلجيكية بروكسل، الذي انعقد على مستوى القمة، أن يجعل من جمهورية الصين الشعبية  بلداً خطيراً يهدّد الأمن والسلام العالميين، وذلك من خلال الحديث المطول عن طموحات الصين، التي تسعى إلى عالم أكثر عدالة ومتعدّد الأقطاب، ولا يهيمن عليه القطب الواحد.

وعلى الرغم من محاولة الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ التخفيف من وطأة هذه الاتهامات وخطورتها، لكنه ركز على ضرورة مواجهة التحديات التي تطرحها الصين.

وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن حاداً في موقفه تجاه الصين، حين دعا زعماء الحلف للوقوف في وجه قوة الصين الاقتصادية الواسعة بسرعة، وقوتها العسكرية المتنامية. والسؤال: هل يعبّر موقف الناتو عن حقيقة الرؤى والتوجهات الأوروبية تجاه الصين، وهل هناك بالفعل مخاوف حقيقية على أمن وسلام أوروبا من السياسة الصينية، أم أن هذا الموقف هو تعبير عن ممالأة من الدول الأوروبية للرئيس جو بايدن؟.

لكن الرئيس بايدن لا يدرك أن المصالح الأمريكية لا تتطابق تماماً مع المصالح الأوروبية بالنسبة للعلاقات مع الصين أو روسيا، وأن هناك فجوة كبيرة في الثقة الأوروبية مع الولايات المتحدة أحدثها الرئيس السابق دونالد ترامب، وجعل العلاقات عبر الأطلسي مثار قلق وعدم اطمئنان، إضافة إلى أن العديد من دول الاتحاد الأوروبي أبرمت معاهدات واتفاقات اقتصادية واستثمارية بمليارات الدولارات مع الصين، وأن هناك نمواً مطرداً ومستمراً في العلاقات على مختلف المستويات لا تستطيع أوروبا التخلي عنه.

وترفض بكين نظرية “التهديد الصيني”، وأكدت أن حلف شمال الأطلسي يسعى لإحداث فتن ومواجهات متعدّدة المجالات، ودعت الولايات المتحدة والناتو إلى عدم استخدام المصالح المشروعة للصين وحقوقها القانونية كذرائع للتلاعب بسياسات المجموعة الأوروبية ومستقبلها السياسي والاقتصادي.

ريا خوري