دراساتصحيفة البعث

غطرسة الولايات المتحدة

تقرير إخباري

حملت لهجة جيك سوليفان مستشار الأمن القومي الأمريكي خلال مقابلاته مع وسائل الإعلام المختلفة تهديدات واضحة لكلٍّ من الصين وروسيا، فقد زعم أن الولايات المتحدة تعدّ حزمة أخرى من العقوبات في قضية أليكسي نافالني زعيم المعارضة الروسية. وبلهجة الأوامر طالب الصين بالتعاون مع مزيد من التحقيقات في أصول  COVID-19 وإلا فإنها ستواجه عزلة في المجتمع الدولي لأن الولايات المتحدة لن تقبل قول الصين: لا، حسب تعبيره.

إن ما يزعمه سوليفان يجسّد الغطرسة الأمريكية، وربما يعتقد هو وزملاؤه أن قوة الولايات المتحدة تدعمهم للقيام بما يريدون، وأن القمم الأخيرة التي عقدتها الدول الغربية تثبت أن الولايات المتحدة لا تزال تحتفظ بقوة التعبئة لعزل دولة كبيرة مثل الصين بشكل تعسفي، متناسية أن الفوضى في حرب أفغانستان والعراق، التي بدأتها قد انتهت على مدى العقد أو العقدين الماضيين، وفشلت في القيام بأي شيء بشكل منظم ونظيف، لذلك تهديد سوليفان للصين وروسيا بثقة تشبه إيماءات الولد الشرير في المدرسة الابتدائية.

لن تقبل الصين أي تحقيق من قبل وكالات المخابرات الأمريكية، فليس للولايات المتحدة القول الفصل بشأن أصول التعقب التي تجريها منظمة الصحة العالمية، وذلك يجب أن يتمّ وفقاً للإجراءات العادية، ويجب تتبع أصول COVID-19 في أماكن متعدّدة في العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة. يضاف إلى ذلك أن يقضي نافالني عقوبة السجن هو شأن داخلي لروسيا، وتدخّل الولايات المتحدة في ذلك الأمر تجاوز لقدرة واشنطن ولسيادة روسيا، وعندما يصطدم التناقض الذاتي للولايات المتحدة مع موقف روسيا الثابت المتمثل في التمسك بمبادئها فإن واشنطن لن تستفيد منه أبداً.

إن الولايات المتحدة ترغب باستخدام نظام التحالف في حقبة الحرب الباردة لدعم نوع مختلف من المنافسة في عصر العولمة، لكن الصين وروسيا لا تخشيان من محاولة واشنطن الجديدة لشدّ الحلفاء، وعلى العكس من ذلك فإن كل تحرك بين الصين وروسيا لزيادة تعزيز التعاون الاستراتيجي يمكن أن يخيف العديد من النخب الأمريكية والغربية.

عائدة أسعد