دراساتصحيفة البعث

ألمانيا تنهي سحب قواتها من أفغانستان

تقرير إخباري

استكملت ألمانيا عملية سحب جنودها من أفغانستان، والتي بدأتها في أيار الماضي وفق ما أعلنت وزارة الدفاع، لتسدل الستار على وجودها الذي دام حوالي عشرين عاماً في هذا البلد إلى جانب القوات الأميركية وقوات أخرى عندما غزته الولايات المتحدة في سياق حربها العالمية المزعومة على الإرهاب. ويأتي إعلان انسحاب القوات الألمانية، التي تعدّ الثانية في عددها بعد قوات الولايات المتحدة، في وقت تهدف واشنطن إلى إنجاز سحب جنودها بحلول 11 أيلول القادم.

وبحسب تصريحات وزارة الخارجية الفيدرالية، فقد قتل 59 جندياً ألمانياً منذ 2001 أثناء خدمتهم في أفغانستان. ومنذ عام 2001، كلفت مهمّة الجيش الألماني أكثر من 12 مليار يورو، وبلغ عدد الجنود الذين تمّ إرسالهم إلى أفغانستان في إطار قوات الناتو 16 ألف جندي، وكانت حكومة شرويدر – فيشر هي التي فتحت المجال أمام طبقة السياسية والعسكرية الألمانية للمشاركة في العدوان على أفغانستان.

ويخشى بعض المراقبين من احتمال أن تسيطر طالبان مجدداً على العاصمة كابول فور مغادرة القوات الغربية، وأعربوا عن مخاوف حيال آلاف الأفغان الذين عملوا إلى جانب القوات الدولية. وسبق أن أعلنت واشنطن أنها تنوي إجلاء الأفغان الذين عملوا كمترجمين لقواتها وسط قلق حيال مصير آلاف المترجمين الفوريين والسائقين والمقاولين الذين قد يواجهون أعمالاً انتقامية بسبب مساعدتهم القوات الأميركية. هذا وينتظر نحو 18 ألف أفغاني معرفة ما إذا كان بإمكانهم الاستقرار في الولايات المتحدة لأن معالجة هذه الملفات تستغرق سنوات عادة. وينصّ مشروع قانون أقرّه مجلس النواب الأميركي حديثاً بدعم من أعضائه الجمهوريين والديمقراطيين على إلغاء شرط اجتياز فحص طبي للمرشحين للحصول على وضع خاص للمهاجرين، ما سيسمح بتقليص مدة الإجراءات إلى شهر واحد لكل مرشح.

وكان هذا الغرب المتمثل بالولايات المتحدة وحلفائها في حلف الناتو قد منيوا بهزيمة مدوية في أفغانستان بعد عشرين عاماً، لدرجة أن طالبان لم تعد بحاجة إلى الدخول في مفاوضات “سلام” وهمية. وهاهي قواته تغادر هذا البلد وهي مطأطئة رؤوسها دون مراسم وداع، وكل ما حققته هو إلحاق الدمار بالبنى التحتية وإضعاف البلاد ونشر الفوضى والمرض والفقر.

هيفاء علي