دراساتصحيفة البعث

لعبة أمريكا في زيادة أعضاء مجلس الأمن

تقرير إخباري

تترسخ القناعة يوماً بعد يوم أن مسألة إصلاح مجلس الأمن المدرجة على جدول أعمال الأمم المتحدة منذ أكثر من عقد من الزمن باتت في مرمى التجاذبات السياسية، والمصالح، والتحالفات البينية، فمن جهة تشعر الولايات المتحدة وحلفائها أن كلمتهم لم تعد الكلمة الطولى في القضايا الدولية، وأنهم غير قادرين على تحديد مصير الدول التي لا تخضع لسياساتهم، ومن جهة ثانية وجدوا أنه لا بديل عن توسيع أعضاء المجلس لهدفين أساسيين هما: زيادة حجم التحالف، وتشكيل قوة ضاغطة على باقي الأعضاء المعارضين لسياسة الولايات المتحدة.

هذان الهدفان يؤسسان لزيادة عدد الأعضاء الدائمين في المجلس، وبالتالي إحداث فارق بنيوي في صلاحية من يستطيع استخدام حق النقض “الفيتو”، أي إحداث غلبة عددية على روسيا والصين اللتين استخدمتا حق النقض للدفاع عن الدول التي تحاول الولايات المتحدة زعزعة الاستقرار فيها، ومنها الدولة السورية.

على مدى العقد الماضي، تعرضت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا لانتقادات كثيرة بسبب سياساتهم، لذلك لا يزال انقسام الآراء حول ضرورة إصلاح مجلس الأمن هو سيد الموقف، حتى أن هناك اتجاهاً يقول إن أصعب إصلاح هو ذلك الذي يجب أن يتم داخل هذه المنظمة، ويستند في ذلك إلى كون العملية برمتها صعبة تقابلها عراقيل لا حصر لها.

اليوم قال دميتري بوليانسكي نائب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، إن موسكو تعارض بشكل مباشر زيادة عدد أعضاء مجلس الأمن الدولي. ونحن نركز على أن أي إصلاح لمجلس الأمن الدولي، يجب أن يحظى بأوسع موافقة ممكنة، وأن يؤدي إلى تكوين أكثر توازناً للمجلس. نشير علانية ومباشرة إلى أننا ضد زيادة عدد دول الغرب الجماعي في مجلس الأمن الدولي”، مشدداً على ضرورة تحقيق التوازن من خلال زيادة مشاركة الدول النامية فيه.

إذاً الكلمة المفتاحية في هذا الإصلاح التي تريد الولايات المتحدة فرضه هو كلمة “التوازن”، وأن لا يكون التوسيع تحقيقاً لرغبات الدول التي تبحث عن منصات أممية لتبرر تدخلها في شؤون الدول الأخرى، بمعنى أنه لو كان هناك نوايا سليمة في إجراء مثل هكذا إصلاح فالأجدى أن يكون التوسيع لصالح الدول النامية التي لا تحميها المنظمة من جبروت القوى الغربية، وهو ما قصده نائب مندوب روسيا الدائم.