“الأمير الصغير” في المعهد العالي للفنون المسرحية
لم يسبق على المدى القريب أن خاض طلاب المعهد العالي للفنون المسرحية تجربة تقديم مسرحية للأطفال، وبعد غياب هذا المسرح عن المشاريع التي اعتاد الطلاب تقديمها أثناء دراستهم يستعدّ طلاب السنة الثالثة -قسم التقنيات المسرحية- لتقديم مسرحية “الأمير الصغير” للكاتب أنطوان دوسانت إيكزوبيري، إعداد شيرين عبد العزيز، وإشراف أدهم سفر الذي بيّن في تصريحه لـ”البعث” أن تقديمَ مشروعٍ يتعلّقُ بمسرح الطفل عبر توظيف التكنولوجيا المسرحيّة والفضاءِ المسرحيّ في هذا النوع المسرحي الصعب جاء رغبة في تقديم مشاريعَ متنوعة من قبل الطلاب، وقد أنجز طلاب السنة الثالثة -قسم التقنيات- العرض بالشراكة مع طلاب السينوغرافيا، ولا يعتقد سفر حسب معلوماته أنه سبق وأن قُدّم عرض للأطفال في المعهد، مؤكداً أنّ الجميع تفاجؤوا بهذه التجربة التي سيقدّمها الطلاب، موضحاً أن اختيار نصّ للأطفال جاء نتيجةَ تقسيمٍ لمنهاج السنوات الأربع في القسم والتأكيد على أهمية خوضِ الطلاب تجربة مسرح الطفل على اعتبار أن المعهد هو مختبرٌ يتيح لهم وللأساتذة فرصة اختبار أدواتهم وتنفيذ أفكارهم للخروج بنتائجَ مرضية، مثنياً على التشاركية التي تحقّقت في هذا العرض بين عدّةِ أقسامٍ واختصاصاتٍ لتقديم عرض بسوية جيدة، موضحاً أنَّ العرضَ ركّز على موضوع الفضاء بشكلٍ عام باستخدام شاشات وsmart light وتوظيفها بشكلٍ جيّدٍ، خاصّةً وأنَّ نصَّ “الأميرِ الصغير” يساعد على تقديم فضاءٍ بصريّ جميل.
فضاء بصريّ
ولم يخفِ سفر صعوبة تجربة “الأمير الصغير” كتجربة موجّهة للأطفال، ويؤسفه أن كثيرين يستسهلون العمل في مسرح الطفل الذي يُعدّ من أصعب أنواع المسارح لأنّهُ يقوم على تحقيق المتعة والفائدة، لذلك كان العمل في عرض “الأمير الصغير” مرتكزاً على إقناع الطفل من خلال تقديم دلالاتٍ لمن يشاهده، مع تأكيده أنّ الاهتمام بالشكل لم يكن على حساب المضمون، حيث تمّت قراءة نصوص كثيرة وصولاً لنص “الأمير الصغير” الذي يحمل أفكاراً قوية تجعله أرضيّةً مناسبة للعملِ فيهِ ضمنَ فضاءٍ بصريّ، منوهاً بأنه وفي ظلّ التوجّه الحاليّ نحو العروض البصريّة في مسرح الطفل ما ينقص المحاولات المقدّمة هو ذاته ما ينقص عرضَ “الأميرِ الصغير”، حيث تحتاج هذه النوعية من العروض إلى إمكانيات مادية وفنية كبيرة، وكذلك إلى ورشاتِ عملٍ وشغلٍ تراكميّ للوصول إلى عروضٍ احترافيّة.
يشارك في مسرحية “الأمير الصغير” الطلاب: هايدي فرج، نواف العطواني، حسن خليل، عبدالله كيوان، تيماء الحسين ومحمد الزهيري، إلى جانب الممثلين: الليث يوسف، سليمان رزق، ياسمين الجباوي، جون لبّاد وأحمد حمّودة، أستاذ مساعد طاهر سلّوم، صوت ماسة سلامة ومهيار شمّا، ومعدّات صلاح عسلي، إشراف غرافيكس نادين الهبل، تصميم البوستر يارا أبو شقرة، شكر خاص لمنال غانم وزياد الحسن.
تقدّم العروض على خشبة مسرح فواز الساجر في المعهد العالي للفنون المسرحيّة طيلة يوم الثلاثاء العاشرة والنصف صباحاً بمعدل عرض كل نصف ساعة.
أمينة عباس