استياء شعبي إزاء صمت المنظمات الدولية عن جرائم الاحتلالين التركي والأمريكي
“البعث الاسبوعية” ــ عطية العطية
تتصاعد يوميا مشاعر النقمة والاستياء الشعبي من أهالي محافظة الحسكة، والجزيرة السورية عامة، إزاء الدور السلبي للمنظمات الدولية والإنسانية، خصوصاً تلك التي لها مكاتب دائمة في مدينتي الحسكة والقامشلي. وهو دور لا يرقى إلى الأهداف التي وجدت من أجلها هذه المنظمات في المنطقة، لا سيما في حل معضلة انقطاع المياه المتكرر، وجريمة حبس مياه نهر الفرات من قبل المحتل التركي، وتزايد عمليات السرقة والنهب المنظم للنفط والقمح السوري من قبل المحتل الأمريكي.
وقد بدأت مشاعر الاستياء الشعبي تتعالى بشكل أكبر مع استمرار جريمة قطع المياه لليوم 17 على التوالي بسبب إيقاف العمل بمحطة علوك من قبل المحتل التركي من طرف، وقطع الكهرباء من قبل ميليشيات “قسد” من طرف أخر، فإن لم تعمل هذه المنظمات ومن خلفها المجتمع الدولي بشكل جدي على تحييد محطة علوك، فلا فائدة كبيرة من عمل المنظمات الدولية والإنسانية التي لها مكاتب دائمة في المحافظة، لأن الصمت وعدم التدخل في هذا المجال هو بمثابة تواطؤ في جريمة موصوفة، خاصة وأنها وقفت موقف المتفرج في معضلة انقطاع المياه المتكرر عن مليون سوري للمرة الـ 20 على التوالي خلال الـ 20 شهراً الماضية، أي منذ احتلال الجيش التركي لمدينة رأس العين التي تضم آبار علوك، والتي تعتبر المصدر الوحيد لمياه الشرب، إضافة لدور هذه المنظمات الذي يكتفي بالمراقبة لعمليات السرقة المنظمة للنفط والغاز السوري والقمح والثروات الباطنية من قبل جيش الاحتلال الأمريكي وأعوانه من “قسد” عبر المعابر غير الشرعية إلى خارج الحدود السورية.
ويأتي كل ذلك في وقت تجتهد هذه المنظمات لتلبية احتياجات الإرهابيين المحتجزين ضمن المخيمات المنتشرة في محافظة الحسكة والسجون التي تشرف عليها ميليشيا “قسد” وجيش الاحتلال الأمريكي، والذين هم السبب الرئيسي لمآسي السوريين المتعددة، ومنها فقدان الخدمات الأساسية وخروج عدد كبير من المؤسسات العامة والخاصة عن الخدمة.
أمام هذا المشهد القاتم، يستغرب الرأي العام في الحسكة سياسة المعايير المزدوجة التي تنتهجها المنظمات الدولية تجاه المواطنين السوريين المتضررين من ظروف الحرب من طرف، والمجموعات المسلحة الإرهابية الموجودة في مخيمات النزوح كمخيمات الهول والعريشة وعين الخضرا بريف محافظة الحسكة من طرف آخر، حيث تقوم هذا المنظمات بتقديم كامل الدعم اللوجستي والغذائي بكافة أشكاله وأنواعه لهم على عكس المواطنين السوريين الذين تضرروا أصلاً من هؤلاء المسلحين الإرهابيين.
وفي الوقت نفسه، يشدد أهالي الحسكة على أن إغلاق المدارس والاستيلاء على 90% منها من قبل ميليشيات “قسد” وتحويلها إلى مقرات عسكرية وسجون وحرمان الآلاف من التلاميذ من أهم حقوقهم الإنسانية التي تتغنى بها هذه المنظمات – وهو التعليم – يعتبر كارثة اجتماعية بعد تسرب عدد كبير منهم من المدارس ورفضهم التدريس وفق مناهج “قسد” المؤدلجة، وعدم قدرة أبناء الأرياف على الوصول إلى مركز المدينة لإكمال دراستهم ما يجعلهم عرضة لمخاطر اجتماعية خطيرة ومنها انتشار الجريمة والسرقات.
وإضافة إلى احتلال المدارس، تستولي “قسد” على المشافي العامة التي تقدم الخدمات مجاناً (المستشفى الوطني بمدينة الحسكة ومستشفى الأطفال وهو الوحيد في المحافظة)، وعلى المراكز الصحية والمستوصفات وتقوم بتحويلها إلى مؤسسات مأجورة تتقاضى منها مبالغ طائلة من السكان المحليين وحرمان المواطن السوري البسيط من المعالجة بشكل مجاني ما يعتبر جريمة بحق الفقراء والمحتاجين.
كما يطالب الأهالي بضرورة الكشف عن مصير المواطنين المختطفين والموقوفين في معتقلات “قسد” الموالية للاحتلال الأمريكي من أبناء القبائل العربية، والذين لا تعرف أسباب توقيفهم، ولا ظروفها، ولا من يقوم بمحاكمتهم وما هو مستوى من يحاكمهم، وضرورة التدخل ومعرفة مصير هؤلاء المعتقلين من أطفال ونساء وشيوخ كبار وأوضاع اعتقالهم والعمل على إطلاق سراحهم وتزويد اللجنة الدولية للصليب الأحمر بقائمة تتضمن أسماء المعتقلين وأماكن اعتقالهم بشكل تفصيلي أكثر من مرة.
ويطالب الأهالي بتدخل الهيئات الأممية والمنظمات الدولية، ومنها الصليب الأحمر للعمل بشكل جاد وحقيقي للضغط على الاحتلاليين الأمريكي والتركي لتحييد محطة علوك، وإعادة إدارتها إلى عمال المؤسسة العامة للمياه، بهدف تأمين مياه الشرب للمواطنين كونها مصدر المياه الوحيد في المحافظة، وفي ظل الحاجة المتزايدة للمياه نتيجة انتشار وباء فيروس كورونا، وما يتطلبه من إتباع إجراءات النظافة والتعقيم المستمرة يضاف لها موجة الحر الشديد التي تجتاح المنطقة.