ثقافةصحيفة البعث

الزركلي وشاهين في أمسية موسيقية في الأوبرا

لم تكن الرقصات الرومانية المعبّرة عن الفلكلور والتي تعكس صورة عن الموسيقا الشعبية بنغماتها البراقة وانتقالاتها السريعة للمؤلف بارتوك-المجري- التي عُزفت في أشهر مسارح العالم بمشاركة الأوركسترا، وإنما بعزف ثنائي بالأداء الاحترافي الباهر لعازف البيانو غزوان الزركلي، والشاب الموهوب عازف الكلارينيت جول شاهين في أمسية موسيقا كلاسيكية من أمسيات مشروع موسيقا دعم الشباب في الأوبرا الذي يجمع بين الموسيقيين العمالقة والشباب بغية دعمهم أمام الجمهور.

وقد حفل البرنامج بمقطوعات كُتبت لثنائية الكلارينيت مع البيانو فشكلا نسيجاً موسيقياً رائعاً، وقد تدرجت بصعوبتها، وأخذ البيانو حضوره الكبير خاصة بالفواصل، فبدأت مع فانتازيا شومان-الألماني- التي عبّرت بحركاتها الثلاث عن غنائية حالمة جميلة جداً، لاسيما في الحركة الثانية” lively-light”” بتدرجات الكلارينيت مع البيانو، في حين تميزت الحركة الثالثة بالسرعة quick and with fire”.

ومن الفانتازيا إلى سوناتا برامز-ألماني-no.1-in f minor for clarinet and piano-op-120 للكلارينيت والبيانو، وبدا دور البيانو أقوى واستخدم فيها شاهين تقنيات آلة الكلارينيت وأبعادها، تألفت من أربع حركات تخللتها فواصل البيانو وانتقالات سريعة، أجملها بالنغمات الحيوية البراقة في الحركة الأخيرة vivace””.

الموسيقا الأكثر صعوبة وتصاعداً بحركاتها “preludes” لديبوسي-فرنسي- الذي ابتعد عن النماذج التقليدية وحفلت موسيقاه بالتقلبات مثل الطبيعة، بدا ذلك بالأداء المذهل للزركلي وتناغم شاهين معه في مقطوعة من الشعر الملحمي الحافلة بتقاطعات درامية premiere rhapsody pour””.

كما قُدمت مقطوعة للموسيقي السوري ضياء سكري التي ألّفها أثناء تدريسه في الكونسرفاتوار في باريس ووظّف فيها لحناً من الفلكلور العربي- لحظات التكوين- instants d-argile pour””، ومن المعروف أنه درس في باريس وعمل فيها بالتدريس والتأليف وخص الكمان والبيانو والكلارينيت في بعض مؤلفاته، فامتزجت موسيقاه الكلاسيكية بالروح الشرقية وبإيقاعات مقاماتها المتنوعة، كما ألّف العديد من الكتب التعليمية للمعهد العالي للموسيقا في باريس.

ملده شويكاني