دراساتصحيفة البعث

الرئيس الأسد يرسم ملامح المرحلة المقبلة

علي اليوسف

يؤدي السيد الرئيس بشار الأسد السبت 17 تموز اليمين الدستورية لفترة رئاسية جديدة، ثم يلقي خطاب القسم، الذي سيحدد فيه الخطوط العريضة لسورية خلال السنوات السبع القادمة. ومن الطبيعي بعد عشر سنوات من الحرب الإرهابية على سورية، والحصار الاقتصادي الجائر، أن يحدد خطاب سيادته المرتقب ملامح المرحلة المقبلة بتوجهاتها وخطوطها الأساسية سياسياً واقتصادياً.

لقد شكلت إعادة انتخاب القائد الأسد، وبمشاركة كثيفة في الانتخابات، ضربة موجعة لكل المراهنين على سقوط الدولة السورية، فخلال السنوات الأخيرة راهنت القوى الاستعمارية وحلفائها على “تسوية سياسية” تحدث تغييراً في بنية النظام قبل الانتخابات، لكن نتائج الانتخابات شكّلت المسمار الأخير في نعش محاولات الغرب ومن لف لفّه، الذي سعى لزعزعة الاستقرار في سورية، والنيل من مبادئها وثوابتها الوطنية والعروبية.

منذ انطلاق الحملات الانتخابية، رفع الرئيس الأسد “الأمل بالعمل” شعاراً لحملته الانتخابية، وبعد صدور نتائج الانتخابات، التي شارك فيها أكثر من 14 مليون سوري من إجمالي 18 مليون يحق لهم الاقتراع داخل سورية وخارجها، أعلن القائد الأسد بداية مرحلة العمل لبناء سورية كما يجب أن تكون.

وبالفعل حدد ملامح المستقبل لسورية بكلمته عقب صدور نتائج الانتخابات، عبر تأكيده أن الشعب السوري وفي كل استحقاق وطني كان يضع دائماً تعريفه الخاص لمعنى الوطنية، وأن ما قام به خلال الأسابيع الماضية كان ظاهرة تحد غير مسبوق لأعداء الوطن بمختلف جنسياتهم وولاءاتهم وتبعيتهم وتحطيماً لغرورهم وكبريائهم الزائف وصفعة على وجوه عملائهم وأزلامهم، هذا التحدي هو أعلى درجات التعبير عن الولاء الصادق والعميق للوطن، أو خلال زيارته عدد من المنشآت والمعامل في مدينة عدرا الصناعية بريف دمشق، حين قال سيادته: “الحقيقة ما رأيته يرسل عدة رسائل.. رسائل لأشخاص يمتلكون الإمكانات.. يمتلكون المقدرات.. يمتلكون الموارد ولكن تنقصهم الشجاعة وتنقصهم روح المبادرة.. لكي يبادروا ويتحرّكوا ويبدؤوا بالعمل ويبدؤوا بالإنتاج.. ترسل رسائل باتجاهات أخرى باتجاه الرسائل التي تأتينا من الخارج والمحملة بالإحباط والمحملة بسوء النوايا أو بعض الرسائل التي تأتينا من الداخل والتي تحمل الكثير من الاتكالية وأحياناً الكثير من الكسل.. تحمل رسائل فيها الكثير من الأمل والثقة.. الثقة بأنه وفي هذه الظروف تمكّن القطاع الصناعي من الصمود وليس فقط من البقاء.. فإذاً الرسالة الأهم التي نلتقطها هي أنه إذا توافرت الإرادة لبناء الوطن فنحن قادرون على البناء”، وأضاف: “في ظروف الحرب وفي ظروف الحصار فرأس المال لا يكفي.. نحن بحاجة لرأس المال.. بحاجة للإرادة القوية وبحاجة للحس الوطني”.

من هنا فإن يوم القسم سيكون محطة في رسم ملامح اليوم التالي في سورية المستقبل، ولاشك أن وسائل الإعلام العالمية ستنقل ما سيقوله الرئيس الأسد، خاصة في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ أعتى الحروب التي شهدتها المنطقة العربية، وانتصرت فيها سورية، ليكون الانتصار فاتحة عهد عنوانه، عالم متعدّد الأقطاب وأكثر عدالة، وسورية أكثر قوة وتماسك.