ثقافةصحيفة البعث

ملتقى الشهباء يكرّم الشعراء

حلب- غالية خوجة

التكريم مسؤولية مضافة إلى المسؤولية، خصوصاً في زمن إعادة البناء والإعمار، ولأنه يعكس مرايا الانطلاقة الأكثر صفاء وبياضاً ونصوعاً للضمير الصامد المتحدي المنتصر بمحبة الوطن، فإن التكريم في كافة المجالات ما هو إلا استمرارية مستدامة للإتيان بالمستقبل، وتجذيره في الحاضر.

وانطلاقاً من أخلاقيات سيادة الرئيس بشار الأسد، والسيدة الأولى أسماء الأسد، وما يمثّلانه من وفاء لأرواح الشهداء وأسرهم، وجرحى الوطن، وللجيش والعمال والمزارعين والمرضى والمثقفين والفنانين والعلماء، فإنهما يعكسان ذلك في سلوكاتهما الحياتية اليومية، ومنها تلك الزيارات والجولات التي يقومان بها في كافة المجالات، وكافة الأمكنة والأزمنة، سواء كانت زيارة للجيش على خطوط الدفاع الأولى، أو للمرضى في المشافي، أو للعمال في المصانع والمدن الصناعية، أو للمزارعين في أراضيهم، وزراعة الأشجار معهم.

من هذه السلوكات المضيئة تنطلق الجهات الثقافية المختلفة في سوريتنا الحبيبة، وهي تشكر جميع المساهمين في الفعاليات الثقافية والفنية والإعلامية، ومنها تكريم وزارة الثقافة واتحاد الكتّاب العرب للشاعرات والشعراء المشاركات والمشاركين في ملتقى الشهباء الشعري، دورة آذار 2021، على منصة المركز الثقافي العربي بالعزيزية، بحضور شخصيات رسمية وثقافية وإعلامية ومهتمة، منها الرفيق عماد الدين غضبان عضو قيادة فرع الحزب- رئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام، وعماد الصالح أمين شعبة الموظفين، وجابر الساجور مدير الثقافة بحلب، ومحمد العبد الله رئيس فرع اتحاد الكتّاب العرب بحلب، ومحمد الغنيمة مدير المركز الثقافي بالعزيزية.

وبين لحظة الصمت والنشيد العربي السوري رفرفت كلمات القصائد التي ألقيت في ملتقى الشهباء الشعري الذي أقيم في فترة سابقةـ آذار 2021، وكانت الجدران تتأمل مع الحضور سيمفونيات الوطن والتضحيات والانتصار على الإرهاب الظلامي فكراً وواقعاً ووطناً شمولياً.

هذا ما أكدته كلمات المضيفين المكرّمين، ومنهم الرفيق غضبان، لاسيما حين قال: نحن مكرّمون من خلال تكريم الشعراء الأفاضل، وكذلك ما أشار إليه الساجور لافتاً إلى دور الوزارة والاتحاد، والمنهجية القادمة في تطوير الفضاء الثقافي، مضيفاً: إن التكريم قيمة إنسانية عالية، وعندما تكرّم وزارة الثقافة القامات الشعرية في حلب ممن كانت لهم بصمة وأثر فكري على مدار عقود من الزمن، إنما تدلل على الاهتمام الذي توليه الوزارة لهم، إضافة لمباشرة المديرية بطباعة كتاب يتضمن القصائد المشاركة في الملتقى، ليبقى وثيقة تأريخية وأدبية في سفر مدينة حلب، وستتبعها خطوات داعمة لكل إبداع مستقبلاً.

بدوره، أوضح العبد الله في كلمته: “إن هذه اللفتة الكريمة من وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح لتكريمكم إنما هي تكريم لأقلامكم التي كتبت فأبدعت، إن الكتابة اليوم في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها بلدنا، لها فضاءات مركبة تتجلى في التصدي للفكر الظلامي الذي أرادوا له أن يكون منهجاً ودستوراً لأقلامنا التي كانت عبر العصور تدعو إلى التسامح والتآخي واحترام الآخر، لقد كتبتم في هذه الأزمة عن معاناة الناس بمسؤولية ووعي كبير، وكتبتم عن مدينتكم حلب، وما تعرّضت له من تخريب وتدمير، بروح وطنية عالية”. وذكر العبد الله كيف افتقدنا الشاعر زاهد المالح الذي شاركنا الملتقى الأخير، وكيف رحل إلى مثواه الأخير دون أن يودّع أحداً.

تخلل حفل التكريم عزف موسيقي أدّاه الفنانان: هيثم البرهودي على آلة القانون، ورمضان كريم على آلة البزق، ثم تم تكريم الشاعرات والشعراء بشهادات التقدير وكتيب القصائد المشاركة، وهم: ابتهال معراوي، إبراهيم كسار، أحمد بدر الدين الآغا، أحمد رضا رحمه، جمال الطرابلسي، رنا رضوان، رولا عبد الحميد، سعيد رجو، صافية شيخو، عبد الحميد ملحم، عصام ترشحاني، غالية خوجة، محمد حجازي، محمد زينو السلوم، وفاء شربتجي.

غادرنا القاعة ولم تغادرها أطيافنا التي مازالت تنشد: “حماة الديار عليكم سلام، أبت أن تذل النفوس الكرام”.