العنصرية الأردوغانية وراء مقتل 7 أفراد من عائلة واحدة في تركيا
بدأ الشعب التركي يحصد ثمار سياسة أردوغان العنصرية ضد الأكراد وحزب الشعوب الديمقراطي، والمبنية على الحقد والغدر والانتقام، فعلى الرغم من طلب الضحايا، في وقت سابق، تدخل السلطات الأمنية لحمايتهم، قُتل سبعة أفراد من عائلة كردية واحدة في هجوم مسلّح استهدف منزلهم في قونية بوسط تركيا الجمعة، في جريمة قال ناشطون حقوقيون: إنّ دوافعها عنصرية.
ويقول متابعون: إن الشحن العرقي ضد المكوّن التركي تزايد في تركيا خلال السنوات الأخيرة، بسبب العمليات العسكرية التي تشنها قوات أردوغان في جنوب شرق تركيا، والتضييق على السياسيين والمسؤولين من حزب الشعوب الديمقراطي بالاعتقال والاقالات والتشويه الإعلامي.
ووفقاً لوسائل إعلام تركية فإنّ أفراد عائلة ديدي أوغلو السبعة قتلوا على أيدي مسلّحين هاجموا منزلهم وحاولوا إحراقه.
وكان أفراد هذه العائلة أصيبوا بجروح خطيرة في أيار الماضي في هجوم شنّه عدد من جيرانهم بسبب انتمائهم للمكوّن الكردي، قائلين لهم: “ليس مسموحاً للأكراد بالعيش هنا”، بحسب ما نقل موقع “غازيت دوفار” الإخباري في منتصف حزيران عن أحد أفراد هذه العائلة الذي قُتل الجمعة.
ويومها اتّهم الضحية جهازي الشرطة والقضاء بمحاباة المهاجمين، مؤكّداً أنّ جميع أفراد الأسرة يخشون على حياتهم.
ووفقاً لوكيل الدفاع عن الضحايا المحامي عبد الرحمن كارابولوت، فإن إطلاق سراح مرتكبي الهجوم الأول منحهم شعوراً بالإفلات من العقاب.
وقال كارابولوت لقناة “آرتي تي في” التلفزيونية “إنّه هجوم عنصري بالكامل، القضاء والسلطة يتحمّلان نصيبهما من المسؤولية عمّا حدث”. بدورها قالت إيرين كيسكين، نائبة رئيس “جمعية حقوق الإنسان”، في تغريدة على تويتر “هذه قضية كنّا نتابعها. قال لي أصغر أفراد العائلة” “نحن خائفون للغاية”.
لكنّ السلطات سارعت إلى نفي الطابع العنصري للجريمة، وزعم وزير داخلية أردوغان، سليمان صويلو، أنّ الجريمة سببها عداء مزمن بين عائلتين، معتبراً أنّه من “الاستفزاز” اعتبار ما حدث جريمة عنصرية.
لكنّ “حزب الشعوب الديموقراطي” رفض تصريح الوزير، معتبراً أنّ ما شهدته قونيا من جرائم راح ضحيتها مواطنون أكراد يندرج في إطار الهجمات التي تستهدف الأكراد، والتي تزايدت وتيرتها في السنوات الأخيرة.
وقال الرئيس المشارك للحزب مدحت سنجر في تصريح: “لقد شهدنا في قونية مثالاً مروعاً للهجمات العنصرية المستمرة منذ فترة. إنّ خطاب السلطة الذي ينطوي على الكراهية والاستفزاز هو المسؤول الرئيسي عن هذه المذبحة”.
وهذا ثاني هجوم مميت يستهدف الأكراد في قونية خلال شهر.
وفي 21 تموز الجاري قتل في قونية فلاح كردي على أيدي مهاجمين كانوا هدّدوه سابقاً قائلين له: “لا نريد أكراداً هنا”، بحسب تصريحات لأقارب القتيل نقلتها وسائل إعلام محليّة.
وكانت سلطات محافظة قونية نفت الطبيعة العنصرية لتلك الجريمة، مؤكّدة أنّها نتيجة مشادّة اندلعت بسبب ماشية دخلت حقولاً في قرية أخرى.