المستوطنون يعتدون على الفلسطينيين في الشيخ جراح
أصيب فلسطيني اليوم الاثنين برصاص مستوطن إسرائيلي في حي الشيخ جراح بمدينة القدس المحتلة، فيما اعتصم العشرات قبالة ما يسمّى المحكمة العليا الإسرائيلية في القدس المحتلة، تضامناً مع عائلات فلسطينية، مهددة بالطرد من منازلها، في الحي، ورفع المتضامنون لافتات باللغات العربية والانجليزية والعبرية من بينها “العدالة للشيخ جراح”، و”إنهاء نظام الفصل العنصري الإسرائيلي” و”باقون ولن نترك أرضنا”.
ويتعرّض الحي لاعتداءات يومية من قوات الاحتلال ومستوطنيه لتهجير أهله قسرياً من منازلهم.
ومساء السبت الماضي، أصيب عدد من الفلسطينيين، خلال قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي وقفة وتظاهرة احتجاجية في الحي بمدينة القدس المحتلة إسناداً للأهالي. ومنذ قرابة 3 أشهر، تمنع قوات الاحتلال المتضامنين من مساندة سكان الحي المهددين بالتهجير لصالح المستوطنين، كما تعرقّل عمل المسعفين والصحفيين.
إلى ذلك جدّد عشرات المستوطنين الإسرائيليين اليوم اقتحام المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة ونفذوا جولات استفزازية في باحاته بحراسة مشدّدة من قوات الاحتلال.
وفي الضفة الغربية، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم عشرة فلسطينيين في مناطق متفرقة، حيث اقتحمت مخيم شعفاط في القدس المحتلة وحي كفر سابا في قلقيلية وبلدات بيتا في نابلس ونعلين في رام الله وجبع في جنين وقفين في طولكرم وبني نعيم في الخليل.
وفي قطاع غزة المحاصر، توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم في أراضي الفلسطينيين جنوب ووسط القطاع. وذكر مصدر إعلامي أن عدداً من آليات الاحتلال توغل في أراضي الفلسطينيين الزراعية شمال شرق خان يونس جنوب القطاع وشرق المغازي وسطه وقام بتجريف مساحات منها.
وفي الأثناء، جدّدت قوات الاحتلال استهداف المزارعين الفلسطينيين جنوب شرق قطاع غزة المحاصر والصيادين بالبحر في شماله الغربي، حيث أطلقت الرصاص باتجاه المزارعين الفلسطينيين جنوب شرق القطاع، بينما استهدفت بحرية الاحتلال بنيران أسلحتها الرشاشة مراكب الصيادين في البحر قبالة السودانية في شماله الغربي ما أدّى إلى إلحاق أضرار مادية بعدد من المراكب، كما اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي أربعة شبان على الأطراف الجنوبية لقطاع غزة المحاصر.
في غضون ذلك، واصل ثمانية عشر أسيراً فلسطينياً إضرابهم عن الطعام احتجاجاً على جرائم الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة بحق الأسرى.
وقال نادي الأسير في بيان اليوم: إن الأسرى هم سالم زيدات الذي يواصل إضرابه لليوم الـ22 ومحمد اعمر ومجاهد حامد لليوم الـ20 ومحمود الفسفوس وكايد الفسفوس ورأفت الدراويش وجيفارا النمورة لليوم الـ19 وماهر دلايشة لليوم الـ14 وعلاء الدين علي وفادي العمور وحسام ربعي ومحمد خالد أبو سل وأحمد عبد الرحمن أبو سل وأحمد نزال لليوم الـ13 ومقداد القواسمة لليوم الـ12 ومحمد نوارة لليوم التاسع ويوسف العامر لليوم الخامس وأحمد محامرة لليوم الثالث.
سياسياً، جدّد رئيس وزراء السلطة الفلسطينية محمد اشتية مطالبة المجتمع الدولي بوقف مخططات الاحتلال لتهجير الفلسطينيين قسرياً من بلدة سلوان وحي الشيخ جراح في مدينة القدس المحتلة.
ونقلت وكالة وفا عن أشتية قوله في تصريحات اليوم: إن ممارسات الاحتلال العنصرية وعمليات التطهير العرقي التي يرتكبها بحق الفلسطينيين وخاصة في مدينة القدس المحتلة بهدف تهويدها انتهاك للقوانين الدولية والإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
ولفت اشتية إلى تصاعد اعتداءات قوات الاحتلال ومستوطنيه على الفلسطينيين خلال الأسابيع الأخيرة والتي أدّت إلى استشهاد عدد من الفلسطينيين بينهم أطفال، مبيّناً أن عمليات القتل هذه جرائم حرب تتطلب سرعة التحرك الدولي لوقفها ومحاسبة مرتكبيها.
بدوره، طالب وزير شؤون القدس فادي الهدمي المجتمع الدولي بالتوقف عن إصدار بيانات الإدانة والتحرك بشكل عاجل وحقيقي لوقف مخططات الاحتلال الإسرائيلي لتهويد مدينة القدس المحتلة.
ونقلت وكالة وفا عن الهدمي قوله في تصريحات اليوم: إن الاحتلال الإسرائيلي يشنّ حرب تطهير عرقي على الوجود الفلسطيني في المدينة حيث يحاول تهجير أهالي بلدة سلوان وحي الشيخ جراح قسرياً من منازلهم لتوسيع الاستيطان.
ولفت الهدمي إلى أن المخطط الاستيطاني الذي أعلنه الاحتلال مؤخراً في منطقتي شارع السلطان سليمان وشارع صلاح الدين في مركز مدينة القدس جزء من مخططاته لطمس هويتها وتغيير معالمها والوضع الديموغرافي فيها.
من جهتها، جدّدت وزارة خارجية السلطة الفلسطينية تأكيدها أن توسيع الاحتلال الإسرائيلي لعمليات الاستيطان يكشف مدى عجز وتقاعس المجتمع الدولي وفي مقدّمته مجلس الأمن، عن الوفاء بالتزاماته وتحمّل مسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.
وأوضحت الخارجية في بيان اليوم نقلته وكالة وفا أن استيلاء الاحتلال على أراضي الفلسطينيين وهدم منازلهم ومنشآتهم لتوسيع الاستيطان جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية تهدّد بالقضاء على أي فرصة لإقامة الدولة الفلسطينية.
ودعت الخارجية المحكمة الجنائية الدولية إلى الإسراع في البدء بالتحقيق بجرائم الاحتلال وصولاً إلى وقفها ومحاسبة المسؤولين عنها.