أخبارصحيفة البعث

طهران للقائم بالأعمال البريطاني: القوات الأجنبية مصدر عدم الاستقرار في الخليج

استدعت وزارة الخارجية الإيرانية القائم بالأعمال البريطاني احتجاجاً على مزاعم بلاده بشأن ضلوع طهران في استهداف السفينة الإسرائيلية في بحر عُمان.

وأعرب رئيس الدائرة الثالثة لشؤون أوروبا الغربية في وزارة الخارجية الإيرانية، خلال استدعاء القائم بالأعمال البريطاني لغياب السفير، عن أسفه إزاء الاتهام الباطل لوزير الخارجية البريطاني، مؤكداً أن هذه التصريحات المتسرعة والمتناقضة وغير الموثقة مرفوضة ومدانة بشدة.

وقال: إن الاتهام البريطاني المتسرّع ليس الأول ضد إيران دون أدلة، مذكراً بأن لندن اتهمت طهران في السابق بأفعال لم يتم إثباتها قط وحتى الآن لم يتم تقديم أي وثيقة لتأكيدها، مؤكداً أن إيران لطالما اعتبرت الخليج ممراً مائياً آمناً لعبور السفن بشكل آمن وبذلت الجهود لإرساء وتعزيز الأمن فيه. وأضاف: إن مصدر عدم الاستقرار في الخليج ليس إيران بل وجود السفن والقوات العسكرية الأجنبية.

وحذر من أي مغامرة للكيان الصهيوني أو الآخرين، مجدّداً السياسة الحاسمة لإيران بالدفاع عن النفس والرد بحزم وفي الوقت المناسب على أي مغامرة.

وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده أكد في تصريح في وقت سابق اليوم أن بلاده لن تتردّد لحظة واحدة في الدفاع عن أمنها ومصالحها الوطنية وستردّ على أي اعتداء محتمل أو مغامرة بشكل فوري وقوي، مجدّداً نفي الاتهامات الغربية بقضية استهداف ناقلة إسرائيلية شمال بحر عمان، وواصفاً مزاعم وزير الخارجية البريطاني والأمريكي بهذا الصدد ضد طهران بأنها “عارية من الصحة واستفزازية”.

وأدان خطيب زادة الاتهامات الكاذبة التي وجهها وزير الخارجية البريطاني وكرّرها وزير الخارجية الأميركي، لافتاً إلى “أنها مليئة بالتناقضات والكذب والتحريض المؤسف”.

وقال خطيب زادة: إن “هذه التصريحات المنسقة بحدّ ذاتها تحتوي على مضمون متناقض، حيث توجه اتهامات معادية لإيران دون أي وثائق ثم تتحدّث عن “احتمالات ذلك”. وأضاف: “إيران داعمة ومدافعة عن الملاحة الآمنة وغير الضارة للسفن في الخليج والمياه الدولية المحاذية للخليج ومستعدة دائماً للتعاون في توفير الأمن البحري مع دول المنطقة”. وتابع : “إيران تعتبر تدخل القوى الأجنبية عن المنطقة في مياه الخليج والدول المجاورة مزعزعة لأمن واستقرار المنطقة”.

وأردف قائلاً: “من المؤسف أن هذه الدول التزمت الصمت في وجه الهجمات الإرهابية والاعتداء على السفن التجارية الإيرانية في البحر الأحمر والمياه الدولية، في دعم صامت لذلك ولكنها اليوم تهاجم إيران باتهاماتها الكاذبة”.

خطيب زادة دعا هذه الدول إلى إظهار الوثائق التي تثبت ادعاءاتها الكاذبة، مشدّداً على أن إيران لن تتردّد أبداً  في الدفاع عن أمنها ومصالحها الوطنية وسترد مباشرةً بقوة وحزم على أي مغامرة محتملة.

هذه التصريحات تأتي ردّاً على ما أعلنه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في بيانٍ أصدره بشأن الهجوم على سفينة “ميرسر ستريت”، واصفاً إياها بـِ”السفينة التجارية التي كانت تمرُّ بسلامٍ شماليَّ بحر العرب في المياه الدولية”.

وفي السياق نفسه، اعتبر المتحدّث باسم لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، محمود مشكيني، أن حجم “إسرائيل” “لا يؤهّلها لتنفيذ تهديداتها ضد إيران”، وأضاف أن “الإسرائيليين يعرفون حجمهم، ويدركون أنهم لا يملكون القدرة على ترجمة تهديداتهم”، وأشار إلى أن “الكيان الصهيوني يعلم بأن الإقدام على خطوة عسكرية سيكلّفه غالياً، إلى حدّ تهديد وجوده”.

كلام المسؤول الإيراني جاء في إثر نقل الإعلام الإسرائيلي عن مسؤولين كبار في المؤسستين الأمنية والعسكرية أنّ “إسرائيل لن تتجاهل حادث استهداف السفينة الإسرائيلية، ولن تكتفي بالعمل السياسي، بل إنّها تدرس الردّ في التوقيت والمكان الملائمين”.

يأتي ذلك بعد أن أكّد موقع “درياد” للأمن البحري، يوم الجمعة الماضي، وفق ما تحدثت عنه وسائل إعلام إسرائيلية، استهداف سفينة إسرائيلية في خليج عُمان بواسطة طائرة مسيّرة.