نـبـض ريـاضـي .. أكثر من ميدالية
“البعث الأسبوعية” ــ مؤيد البش
أنهى رباعنا معن أسعد حالة الابتعاد عن منصات التتويج التي رافقت رياضتنا في مشاركاتها الأولمبية المستمرة منذ أولمبياد “أثينا 2004″، حين نجح بالظفر بالميدالية البرونزية في وزن يعد الأقوى في عالم رفع الأثقال خلال الأولمبياد الذي استضافته طوكيو اليابانية على مدى الأيام العشرين الماضية.
الإنجاز الكبير لأسعد أسكت كل الأفواه التي كانت تنتظر فشل رياضتنا في مشاركاتها الأولمبية حتى تبدأ في كيل الانتقادات المحقة وغير المحقة، وهو ما بات ديدن الكثيرين في الشارع الرياضي خلال الآونة الأخيرة ، فالنقد والتنظير وملاحقة سفاسف الأمور تحول لمهنة بالنسبة لكثيرين، وخير دليل ما تعرض له البطل أسعد من كلام معيب بناء على قضية حذائه في أولمبياد ريو دي جانيرو قبل خمسة أعوام.
ولأن الشيء بالشيء يذكر، فقد استطاع رباعنا المتألق التفوق على نخبة من أبطال العالم، بفضل الإرادة والرغبة في إسعاد الشعب السوري التي كانت هي الحافز الذي دفعه لتقليص أي فجوة فنية مع الخصوم أصحاب الارقام القياسية، والاستعدادات المبهرة، وهذا السلاح هو الميزة التي يتفرد بها الرياضيون السوريون عن أقرانهم من كل دول العالم.
الميدالية الأولمبية أثبتت أن الرياضة السورية قادرة على المنافسة في أصعب الظروف التي تمر بها، وخصوصا في الألعاب الفردية التي كانت ولا تزال تعيش على فتات كرتي القدم والسلة اللتين لن تستطيعا في المدى المنظور الوصول للقارية، وليس العالمية، كما أن رياضتنا التي لا تعيش حالة مثالية استطاعت اقتحام جدول الميداليات في المحفل الأقوى رياضيا، بينما فشلت دول تمتلك الإمكانيات الضخمة من قبيل الإمارات والجزائر في ذلك.
هذا الإنجاز الأولمبي يجب أن يبنى عليه للمستقبل القريب مشروع رياضي يوازن بين الممكن والمأمول، ويضع أسس رعاية متكافئة بين مختلف الألعاب مع وجود دعم خاص للرياضات الفردية، وبالتالي فتح صفحة جديدة من حيث التخطيط والتنفيذ للوصول إلى الأولمبياد المقبل بعد ثلاث سنوات ببعثة منافسة، لا أن تكون ميدالية البطل معن أسعد مجرد طفرة تحصل مرة كل عشر سنوات، فما تحقق يستطيع أن يشكل انعطافة نحو الأفضل إذا وجد من يحسن استثماره.