دراساتصحيفة البعث

من هو غلام روحاني الذي أعلن سيطرة طالبان؟

الدراسات

اقتحم مقاتلو طالبان القصر الرئاسي القديم في كابول الأحد الماضي، وطالبوا بنقل سلمي للسلطة. وفي خطاب السيطرة على أفغانستان، ألقى غلام روحاني القائد البارز في حركة “طالبان” خطاب الانتصار من قصر كابول، لكن من هو غلام روحاني؟.

تؤكد وثائق وزارة الخارجية الأمريكية أن روحاني كان من أوائل السجناء في سجن غوانتنامو، وأنه أمضى هناك خمس سنوات من 2002 إلى 2007. وعلى الرغم من تصنيفها له على أنه تهديد أمني متوسط​​، تقول وثيقة صدرت في آذار 2007 إن غلام روحاني استمر في الإصرار على أنه لم يسمع عن “القاعدة” قبل 11 أيلول، وانضمّ فقط إلى طالبان على أنها ضرورة للبقاء، وادعى أن أمنيته الوحيدة هي العودة إلى أفغانستان، ومساعدة والده المريض.

ووفقاً لملفات السجناء في غوانتنامو فإن غلام روحاني ولد عام 1975، ونشأ في غزنة، جنوب شرق أفغانستان. أرسله والداه للمشاركة في الحرب ضد الاتحاد السوفييتي السابق. ثم عاد إلى منزله في عام 1992 وعمل مع والده حتى استولت طالبان على المدينة بعد أربع سنوات. بعدها قرّر غلام روحاني العمل مع استخبارات طالبان، وكان جزءاً من العناصر الأمنية التي تقوم بدوريات في شوارع كابول. عمل هناك لمدة أربع سنوات، يحمل مسدساً ويحقق في “الجرائم” المزعومة، حتى تمّ اعتقاله في عام 2001 إلى جانب صهره، عبد الحق الواسع، نائب وزير المخابرات السابق في حركة طالبان.

وأثناء التحقيق مع الاثنين من قبل مسؤولين أميركيين في أحد المنازل لتحديد موقع الملا محمد عمر، مؤسّس حركة طالبان الذي وفر ملاذا آمناً لـ أسامة بن لادن، خرج أحد المسؤولين من المنزل، ودخل مع جنود أمريكيين، واعتقل جميع الأفغان. نُقل غلام روحاني والمعتقلون إلى قاعدة باغرام الجوية، ووضعوا في حجز الولايات المتحدة، وفق ما ورد في الوثائق. أثناء تقرير ما إذا كان يجب إطلاق سراح روحاني أم لا، اتفق المسؤولون الأمريكيون على أنه تهديد للولايات المتحدة ومصالحها وحلفائها، وربما ينضمّ إلى المجموعات التكفيرية المناهضة للتحالف المخصّصة لمهاجمة القوات الأمريكية وقوات التحالف في أفغانستان.

في مكان آخر في ملف غلام روحاني، يبرر محللو ملفات روحاني الأسباب التي تمّ طرحها لإطلاق سراحه بعد أن قاموا بتحليل سلوكه وراء القضبان. في هذا الملف يقولون إنه ارتكب 15 مخالفة تأديبية بما في ذلك تهديد الحراس لكنه لم يرتكب أي عنف. ومن بين الأسباب الأخرى لإطلاق سراحه هو إنكاره أي معرفة مسبقة بهجمات 11 أيلول 2001، وأنه ليس لديه معرفة شخصية بـ”القاعدة” أو عناصرها، وهو لم يسمع عن “القاعدة” حتى بدأ الأمريكيون قصف أفغانستان، وأنه مجرد صاحب متجر بسيط ساعد الأمريكيين. وأكد خلال فترة اعتقاله أن عمله في مكتب الأمن كان ببساطة لأداء أعمال يدوية، ونفى وجود أي أنشطة لجمع المعلومات الاستخباراتية خلال عمله مع طالبان، وأنه عمل لمصلحة الشعب وليس لمصلحة طالبان. وأصرّ خلال التحقيقات على أن تورطه مع طالبان لا ينبغي أن يُنظر إليه على أنه مرادف لإيديولوجية طالبان، بل لأنها أصبحت مسألة ضرورة سياسية وضرورة البقاء.

عرضت قضية غلام روحاني  على مجلس المراجعة الذي أوصى في كانون الثاني 2007 بنقله خارج سيطرة وزارة الدفاع الأمريكية. ووفقاً لصحيفة “نيويورك تايمز”، فقد تمّت إعادته إلى وطنه جنباً إلى جنب مع الملا عبد ذاكر، وهو زعيم رئيسي في طالبان نُقل إلى سجن أفغاني ولكن سرعان ما أطلق سراحه وأصبح فيما بعد قائداً عسكرياً كبيراً.

قالت محامية غلام روحاني السابقة، ريبيكا ديك، إنها تمكنت من تأكيد مغادرة موكلها لـ غوانتنامو، لكنها أخبرت صحيفة “نيويورك تايمز” أنها لم تتحدث معه مرة أخرى، ولم يكن لديها أي فكرة عن المكان الذي ذهب إليه. لكن تمّت الإجابة عن هذا السؤال أخيراً يوم الأحد الماضي عندما شوهد غلام روحاني جالساً خلف مكتب الرئيس أشرف غني لإعلان إعادة إمارة “أفغانستان الإسلامية”.