ألمى كفارنة: بريق الشهرة مغر.. لذا غالباً ما يتخلّى أهل الإذاعة عنها
خريجة كلية الإعلام والمعهد العالي للفنون المسرحية، دراسات مسرحية، بدأت عملها الصحفي في الزميلة تشرين قبل مجيئها إلى التلفزيون، حيث كتبت العديد من المقالات في “ملحق دراما”، وكانت من الفريق الأساسي الذي قام بتشكيل الملحق وإطلاقه في الصحيفة، وفي الإعلام المرئي حققت خطوة مهمة في إعدادها وتقديمها للعديد من البرامج الفنية ذات المحتوى الثقافي، منها “أثر الفراشة”، واستضافت العديد من القامات الثقافية والفنية السورية، المديرة الشابة لإذاعة صوت الشباب المحلية، تشتغل مع فريقها بجهد واضح لنقل المستوى الإذاعي نحو آفاق أكثر سعة وأفقاً، وهي اليوم من الوجوه الإعلامية السورية المميزة.
لنبدأ من عملك كمديرة لإذاعة صوت الشباب، هل تعتقدين أن الراديو اليوم قادر على جذب المتلقي بوجود الفيس وبقية منصات التواصل الاجتماعي؟
بكل تأكيد، خصوصية الإذاعة (الراديو) لا يمكن أن تلغيها أية وسيلة أخرى، من جيل إلى جيل، هناك حميمية وخصوصية لطبيعة شرط التلقي عبر الإذاعة لا يمكن أن تتحقق في وسيلة أخرى، على العكس جمهور الإذاعة واسع ومتنوع وموجود دائماً.
ما هي الصعاب التي تواجه تطوير العمل الإذاعي، وكيف ترين الحلول؟
على مذيع الإذاعة أن يتفهم أن حجم التحدي الذي يخوضه ليثبت نفسه وليحصد نجومية هي حقه، كبير، وبالرغم من أن هذا مُتاح بشكل أكبر بالنسبة لمذيع التلفزيون، على سبيل المثال، إلا أنه مُتاح لمذيع الإذاعة أيضاً، (هيام حموي) على سبيل المثال، إعلامية ذات بريق وشهرة، تسللت لقلوب الجماهير من خلال الصوت والحس العالي في التعبير، المشكلة أن هذا الوعي ليس لدى الجميع، وأن بريق الشهرة مغر، لذا غالباً ما يتخلى أهل الإذاعة عنها دون التحلّي بالصبر والإيمان الكافي بأهمية وخصوصية هذه الوسيلة، وهكذا تصبح عملية تطوير الإذاعات ومنهجية عملها أكثر صعوبة، الحل في التعامل مع العمل الإذاعي بإيمان وجدية أعلى، وهذا بالتأكيد موجود عند الكثيرين، لكنه بحاجة لتعزيز.
لو تضعينا بالسياق العام للخطة البرامجية الجديدة لإذاعة الشباب، وما هي المعايير التي تم وضعها في برامج الخطة الجديدة؟
بالنسبة للإذاعة تبث 24 ساعة على مدار الأسبوع، كان متاحاً لنا إيجاد أفكار لساعات بث متنوعة تستطيع فيها أغلب الشرائح العمرية والثقافية من المستمعين إيجاد ما يمثّلهم عبر الإذاعة، وهذا ما عملنا عليه من حيث توخي الدقة الشديدة في اختيار سمات ساعات بث الأغاني عبر الإذاعة وليس البرامج فحسب، بل اعتمدنا على تقسيم فترات البث ليصبح هناك جمهور لكل فترة، اتخذنا خطوات غير معتادة ببث موسيقا دون غناء، أعني (موسيقا الشعوب /موسيقا كلاسيك/ جاز/ بلوز/ شرقي)، وهذا في ساعة محددة من يوم محدد في الأسبوع، هذا مثال، بالإضافة لحفلات على خشبات دار الأوبرا أو مهرجانات، وكل ما هو جديد من إصدارات المطربين السوريين والعرب، وكثيراً ما يتاح لنا بث أغان لأول مرة، وحصرياً عبر إذاعة صوت الشباب، أما البرامج فكان محورها الأساسي الشباب بقضاياهم وهمومهم وطموحاتهم وصحتهم النفسية، ومشاريعهم كطلاب أو عاملين أو مقبلين على الحياة، وطبعاً الكثير من ساعات البث التفاعلية والترفيهية.
من هي الشرائح العمرية التي تتوجّه إليها صوت الشباب بشكل خاص؟
الشباب من كافة الأعمار، فمن يمتلك روحاً وعقلية شابة سيجد ما يعجبه في الإذاعة، سواء كان بعمر 16 أو 61.
ذهبت العديد من محطات الراديو لتقديم العديد من “الريبورتاجات” المصورة بمختلف أنواعها: اجتماعية، فنية، ثقافية، محققة بهذا متابعات كثيرة، ما رأيك بهذا الأمر، وهل يوجد مقترح كهذا لصوت الشباب؟.
نحن فعلاً قد بدأنا بهذه الطريقة، وأرى فيها ذكاء باستخدام منصات “السوشيال ميديا” للترويج للإذاعة وبرامجها، فما الضير؟.
كيف تقيّمين واقع العمل الإعلامي الإذاعي المحلي الرسمي، وأين هو من طغيان محطات الراديو الخاصة؟.
أستطيع أن أتحدث عن إذاعة صوت الشباب، لدينا جمهور واسع على امتداد الجغرافيا في سورية وخارجها، وهذا يتحقق من خلال ساعات بث خاصة بالمغتربين، ويدهشنا تفاعلهم معنا من مختلف دول العالم، لا أرى أي طغيان للإذاعات الخاصة على حسابنا، مع الاحترام للجميع، لكنني أرى تكاملاً بين الإعلام الرسمي بلغته الملتزمة، والإعلام الخاص، وأُحب هذا التكامل، لكل منا طبيعة في الخطاب، وهذا أمر طبيعي لا يلغي أحداً على حساب الآخر.
أنت صحفية اشتغلت بالعمل الثقافي والفني، وحدث أن كتبت في الشأن النقدي لكل من الشأنين، قدمت أيضاً العديد من البرامج التلفزيونية الناجحة، “أينك” اليوم؟ وهل يعيق العمل الإداري الجانب الإبداعي لديك؟.
الإدارة فيها جانب إبداعي لا شك في حال اقتنع المدير بأنه يعمل ضمن فريق، لكنه يتمتع بصلاحيات أوسع قليلاً، يتحتم عليه استخدامها لصالح عمل الفريق، وليس لصالحه الشخصي، وهذا ما أجده جيداً كجانب في العمل الإداري، لكن هذه المتعة وساعات العمل الطويلة المكثفة لم تستطع أن تُغيب حنيني للشاشة، لذا، أطل من وقت لآخر من خلال بعض البرامج المختارة، مؤخراً بدأنا العمل على فكرة برنامج سأُطل من خلاله عبر الشاشة، وأنا في غاية السعادة والحماس.
تمّام علي بركات