وسط تسارع عمليات الإجلاء.. واشنطن تفاوض طالبان للبقاء في أفغانستان
كشف صحيفة “وول ستريت جورنال” أن مباحثات أجرتها الولايات المتحدة مع حركة طالبان حول إمكانية الحفاظ على وجود أميركي في أفغانستان بعد الموعد المتفق عليه لإنهاء عمليات الإجلاء من كابول.
وقالت الصحيفة إن الولايات المتحدة وحلفاءها أطلقوا مفاوضات مع طالبان، لمناقشة كيفية حفاظهم على بعض النفوذ في أفغانستان وجرى النقاش في كيفية ضمان أمن مطار كابول خلال عمليات الإجلاء.
وشدد مسؤولون أميركيون على أن المحادثات لا تعني اعتراف واشنطن بطالبان، كما أشاروا إلى أن بعض المسؤولين الأوروبيين تواصلوا أيضاً مع طالبان بهدف مناقشة العلاقات المستقبلية.
ميدانياً، ذكرت مصادر صحفية في أفغانستان أن انفجارا وقع قرب مطار حامد كرزاي الدولي في العاصمة كابول، وسط استمرار عمليات الإجلاء وتحذيرات أمنية من انفجارات وشيكة.
وأفادت المصادر بمقتل طفل وإصابة 3 أشخاص جراء سقوط قذيفة على منزل في محيط مطار كابول، فيما نقلت وسائل إعلام أفغانية أن الانفجار ناجم عن قذيفة سقطت قرب المنزل.
وأصدرت السفارة الأميركية في كابول تحذيرا جديدا الأحد، دعت فيه رعاياها إلى مغادرة محيط مطار كابل فورا بسبب تهديد محدد وموثوق، كما قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن هناك احتمالا كبيرا لحدوث هجوم آخر في أفغانستان خلال الأيام المقبلة والخطر مرتفع للغاية.
وقال مسؤول في طالبان لوكالة رويترز الأحد إن الحركة التي تولت السلطة في أفغانستان والقوات الأميركية المنسحبة من البلاد تهدفان إلى تسليم مطار كابل على وجه السرعة. وأكد المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه “نحن بانتظار الإشارة الأخيرة من الأميركيين لنتولى بعد ذلك السيطرة الكاملة على مطار كابول”.
وأضاف أن الحركة التي سيطرت على العاصمة كابول يوم 15 آب بعد تقدم خاطف- لديها فريق مستعد لإدارة المطار يضم خبراء فنيين ومهندسين مؤهلين.
واليوم الأحد، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون أن القوات الأميركية بدأت بالانسحاب من مطار كابول وتعمل على نقل معداتها.
المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي أكّد أن واشنطن تراقب التهديدات التي تحيط بقواتها في كابول في الوقت الحالي، في وقت بدأت فيه بالانسحاب من المطار.
كما كشف مسؤول أميركي، يوم أمس السبت، أن عدد القوات الأميركية في مطار كابول انخفض من 5800 إلى أقل من 4 آلاف.
في الأثناء، دان المتحدث باسم حركة “طالبان”، ذبيح الله مجاهد، الغارة الأميركية التي أدّت إلى مقتل مسلحين اثنين من تنظيم “داعش”، بعد الهجوم الانتحاري الذي وقع قرب مطار كابول، يوم الخميس الماضي، ووصف الأمر بأنّه “هجومٌ صارخٌ على أرض أفغانية”.
في الوقت نفسه، شنّ الحزب “الجمهوري” الأميركي حملة ضد الرئيس جو بايدن، منادين بـ”استقالته” أو “إقالته”، جرّاء الأزمة الأفغانية، ومقتل 13 عسكرياً أميركياً في الهجوم على مطار كابول.
هذا وأكّد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن الجيش الأميركي ترك وراءه كميات كبيرة من الأسلحة عالية الدقة في أفغانستان.
وفي حديث لقناة روسية قال شويغو إن من بين الأسلحة عالية الدقة أنظمة صواريخ محمولة مضادة للطائرات وأخرى موجهة مضادة للدبابات، مشيراً إلى أنّ الدفاع الروسية تقيّم حالياً المخاطر والتهديدات في أفغانستان.
يذكر أن في الأول من شهر أيار هذا العام، بدأت الولايات المتحدة بانسحابها الكامل من أفغانستان، بعد أن احتلته عسكرياً عام 2001 على رأس تحالف دولي بحجة طرد تنظيم القاعدة من معاقله بعد اعتداءات 11 أيلول.