ثقافةصحيفة البعث

ملتقى النحت والتصوير الزيتي.. خلاصة تجارب تعكس حضارة سورية

حمص- سمر محفوض

18 نحاتاً وفناناً من المحافظات السورية شاركوا في ملتقى النحت على الحجر والتصوير الزيتي في نبع الفوار بقرية الزويتنية بوادي النضارى بريف حمص الغربي خلال الفترة من 25 آب وحتى 5 أيلول، جسّدوا وعكسوا فيه الجمال الكامن في الأعمال الفنية والمنحوتات التي قدّموها كفعل ثقافي وحضاري يعبّر عن تجذّر الإنسان وانتمائه لوطنه وحفاظه على الذاكرة السورية المتجدّدة، وقدّم كلّ منهم تجربته الخاصة.

وأشار محافظ حمص بسام بارسيك إلى أهمية الملتقى ودوره في نشر ثقافة الفن والجمال، وخلق تنوّع مهمّ ومختلف، حيث سيكون نقطة البداية لملتقيات قادمة. وأكد مدير الفنون الجميلة في وزارة الثقافة ومدير الملتقى عماد كسحوت أن المشاركين قدموا 11 منحوتة من الأعمال المهمّة من خلال رؤيتهم وخلاصات تجربتهم الفنية، منها ثلاثة أعمال من البازلت تمثل وجوهاً سورية جسّدتها مخيلتهم وتعكس حضارتنا العريقة، مستخدمين حجارة المكان “نبع الفوار”، وسيتمّ توزيع المنحوتات على أطراف طرق وساحات قرى الوادي.

وأشار مدير سياحة حمص المهندس أحمد عكاش إلى أن الملتقى جمع فنانين من كافة المحافظات السورية ليضيفوا جمالاً عبر إبداعاتهم، وشارك نقيب فناني حمص إميل فرحة في عمل نحتي واحد اتبع المدرسة التعبيرية التجريدية التعبيرية، وهو عبارة عن وجوه متناغمة تُسمّى حالات ضمن مجال بصري مغذٍ للروح.

وبيّن النحات إياد بلال أن النحت فعل حياة، والعمل الذي أنجزه هو استمرار لبحثه الدائم والذي يمثل وجوهاً إنسانية اقتبسها من الحرب وهي تطلّ على فسحة الأمل أطلق عليها “الحب زمن الحرب”، لافتاً إلى أن جميع النحاتين المشاركين استخدموا الحجر التدمري.

وقدّم قصي النقري منحوتة “النرد” المحمّلة بالأرقام كرمزية خاصة من الشرق القديم، وتعبّر عن الطاقة التي يمنحها الحجر للمكان عبر دلالات رقمية.

وشارك الفنان محمد بعجانو ابن اللاذقية بـ”ديك الجن الحمصي” لعدم وجود منحوتة للشاعر، مشيراً إلى أن أغلب حكاياته مازالت قيد التداول وقدّمها كتعبير جسدي، فالمنحوتة تحكي عن ذاتها من كل جهاتها، لذلك سُمّيت بالجن.

الفنانة التشكيلية ميساء العلي شاركت بعملين، لوحه زيتية باللون الأخضر تمثل وجهاً يحمل الهدوء والسكينة تعبيراً عن الهدوء الذي يلفّ المكان، وما حفظته ذاكرتها. وجاءت اللوحة الثانية كتمازج متناغم بين الطبيعة والبيوت وضوء الشمس والتراب. وشاركت الفنانة سلام أحمد بعملين: تصوير زيتي تجريدي تعبيري حول المرأة من وحي الطبيعة.