أزمة السير مستمرة وإنجاز محافظتي دمشق وريفها فقط بالاجتماعات!
“البعث الأسبوعية” ــ نور قاسم
منذ بدء العام الدراسي، وبالرغم من كافة المناشدات لتحسين حال المواصلات التي تأزمت بسبب تسرب السرافيس المخصصة لنقل العامة، وتغيير خطها في وقت الذروة لتعمل على إيصال طلاب المدارس، إلا أن الموضوع يراوح بين القديم والمتجدد، وحتى الآن لم تستطيع الجهات المعنية في كافة المحافظات إيجاد حلول جذرية له.
“البعث الأسبوعية” التقت بعدد من سائقي السرافيس المتسربة وأشاروا إلى أن السرفيس كآلية تحتاج إلى الكثير من المتطلبات التي تعتبر عالية الكلفة، بالإضافة إلى اضطرارهم لشراء مادة المازوت بالسعر الحر الذي وصل إلى حوالي ٤٠٠٠ ليرة، وأن المازوت النظامي لا يكفيهم للعمل على مدار اليوم!.. وحاولوا تبرير تغيبهم عن الخط بأن إيصال طلاب المدارس يوفر عليهم الكثير..!.
وأما الناس في الطرقات، فهم الأكثر امتعاضاً وضرراً مع انتظارهم الطويل لوسائط النقل تحت أشعة الشمس الحارقة، والذي زاد الطين بلّة عدم قدرة نسبة كبيرة منهم الركوب في سيارات االتكسي نظراً لأجورها المرتفعة.
وقال عدد كبير منهم: ما هو ذنبنا نحن لانتظار السرافيس المخصصة للعموم وليست للمدارس..؟ لماذا هذا طمعا وجشعا من قِبل سائقي السرافيس..؟ مشيرين إلى أنه لا يوجد أي مبرر يسوغ لهؤلاء التغيب عن الخط تحت أي ظرف كان، والمعنيون في محافظتي دمشق وريف دمشق يجب عليهم إيجاد الحلول لهذا الحال الذي يتكرر كل عام ولكن دون أي نتيجة تُذكَر من اجتماعاتهم المتكررة..!.
وحول ذلك، لفت رئيس مرور فرع ريف دمشق العميد عبد الجواد عوض إلى أن هذا الأمر جارِ العمل لتلافيه مع كافة الجهات سواء المحافظة أو المؤسسة العامة للنقل الداخلي، ففي كل خط يوجد مدير خط ومراقبون، وحتى المراقبين يوجد مراقبون عليهم، كما ويتم مراقبة كل سرفيس من خلال البطاقة المخصصة لكل سائق، وفي حال اكتشاف عدم التزامه على الخط وتغيبه المتكرر تُسحب بطاقة المازوت منه كعقوبة لأول مرة لمدة أسبوع، وإذا تكررت مرة ثانية يُسحب لمدة عشرة أيام، وفي المرة الثالثة تسحب لمدة شهر، وفي حال التكرار أيضا حينها تُسحب البطاقة من السائق نهائياً.
واستغرب عوض هذه الضجة من قِبل الناس، وأردف: ليس من الضروري أن يجد المواطن السرفيس مباشرة، ويجب عليه تعيير وقته على توقيت مجيء الباص..! والانتظار في وقت أبكر كي لا يتأخر عن عمله. ورداً على سؤال: هل يعقل وضع اللوم على الناس فقط؟ أشار عوض إلى أنهم يحاولون كل جهدهم لضبط أي مخالفة من قِبل السائقين.
ولكن بالرغم من كل هذه المخالفات والمراقبة على الخطوط إلا أن التسرب ما زال موجوداً والمشكلة تتفاقم؟!
هنا، يبيَّن عوض أن عدد السرافيس قليل جداً في ريف دمشق نتيجة الدمار الذي لحق بوسائط النقل خلال فترة الحرب، إضافة إلى انعدام القدرة على الاستيراد في ظل هذا الحصار، مطالباً المواطنين بالصبر على هذا الوضع !.
ومن جهته، عضو المكتب التنفيذي في محافظة ريف دمشق عامر خلف لفت إلى أنه تم التواصل مع فرع المرور وقيادة الشرطة ومدراء النواحي للحجز على أي سرفيس يعمل لصالح المدارس، وأن محافظة ريف دمشق لم تعط أي موافقة لأي سرفيس للعمل خارج الخط، وكافة السرافيس التي تعمل على خط آخر هي مخالفة ويتم حجزها وسحب البطاقة من السائق، مبيناً أنه منذ بداية العام الدراسي تم الحجز على حوالي ٢٥٠ سرفيس في خطوط متفرقة من محافظة ريف دمشق.
ورداً على سؤالنا: “هل يستطيع المواطن إرسال شكوى إلى المحافظة على السرافيس المتهربة عن خطوطها؟”، أشار خلف إلى إمكانية ذلك وأن المحافظة بدورها سوف ترسل الشكوى إلى إدارتي الناحية والمرور للتحقق منها ومتابعة الإجراءات في حال تأكيد المخالفة.
وردا على سؤال: “لماذا لا تؤمن المدارس الخاصة الباصات أو الفانات الصغيرة لطلابها؟”، قال خلف: يفترض بكل مدرسة خاصة أن يكون لها باص خاص بها، وتم تقديم مقترح بهذا الخصوص إلى وزارة التربية لمنع ترخيص أي مدرسة خاصة إلا إذا توفرت فيها وسيلة نقل للطلاب.
وبدوره عضو المكتب التنفيذي مازن الدباس، ولدى سؤاله: “هل يوجد أي جديد بما يخص تسرب السرافيس عن خطوطها؟”، لفت إلى أنه لا يوجد أي جديد وإنما ما زالوا في مرحلة الجرد للسرافيس التي تتغيب عن خطوطها لكي يتم رفع كتاب كامل بهم، وسيجري اجتماع مع المحافظ لكي يكون بصورة الوضع ! وبموجب هذا الاجتماع سوف تصدر القرارات.
ولفت الدباس إلى أن تخصيص الفانات الخاصة للمدارس يحتاج إلى تشريع، ففي قانون السير ممنوع، والفانات الحالية التي تقل الركاب تنقلهم بشكل مخالف!
ويبقى السؤال الذي يؤرق كافة المواطنين: إلى متى ستستمر الاجتماعات التي لا تتمخض عن أي نتيجة تذكر لحل هذا الوضع المزري؟
ولماذا لا يتم تخصيص باصات أو فانات خاصة لهذه المدارس بدلاً من السرافيس المخصصة أساساً للعامة؟