أخبارصحيفة البعث

طالبان تطلب تمثيل أفغانستان في الأمم المتحدة والأخيرة “تتهرب” عبر لجنة الاعتمادات

قتل 5 أشخاص، اليوم الأربعاء، جراء هجوم بإطلاق نار و4 تفجيرات هزت مدينة جلال آباد، عاصمة ولاية ننكرهار شرق أفغانستان.

وذكرت قناة “طلوع نيوز” أن مجموعة مسلحين فتحوا النار في منطقة قاعدة القوات الحدودية للحكومة السابقة ما أسفر عن مقتل 3 أشخاص.

كما شهدت مناطق متفرقة من المدينة تزامنا مع ذلك 4 تفجيرات أودت بحياة شخصين وإصابة 3 آخرين.

وأشارت القناة إلى أن هدف الهجوم لم يتبين حتى الآن ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن العملية، بينما أكدت سلطات ولاية ننكرهار أن كل القتلى والمصابين سقطوا من المدنيين ولا أحد بينهم ينتمي لحركة “طالبان”.

في الأثناء، رحبت روسيا بمبادرة طاجيكستان الرامية إلى إجراء محادثات في عاصمتها، دوشنبه، بين ممثلين عن حركة “طالبان” والمجموعات الطاجيكية المناهضة لها التي تتمركز في جبال ولاية بنجشير الأفغانية.

وصرح نائب وزير الخارجية الروسي، أندريه رودينكو، في مقابلة مع وكالة “تاس” اليوم الأربعاء، ردا على سؤال عما إذا كانت روسيا تعتزم المشاركة في المحادثات بين “طالبان” وطاجيك أفغانستان المقترحة من قبل رئيس طاجيكستان، إمام علي رحمن، صرح قائلا: “ندعم أي حوار من شأنه أن يؤدي إلى إحلال السلام والاستقرار في أفغانستان، وإذا وجهت إلى روسيا دعوة – للمشاركة في المحادثات – فإننا سندرسها بجدية”.

في سياق متصل، اعتبر رودينكو، أنه لا يمكن استبعاد نقل اللاجئين الأفغان في دول آسيا الوسطى بأهداف إنسانية، لكن القرار النهائي حول ذلك يعود إلى حكوماتها.

وقال رودينكو الحق في اتخاذ القرار حول اللاجئين الأفغان يعود قبل كل شيء إلى دول المنطقة. وفي الحقيقة تم من جانبها الإعراب عن قلق من إمكانية أن يسفر تدفق اللاجئين عن زيادة مخاطر التهديد الإرهابي، لهذا السبب تعاملت مع هذه الموضوع بتحفظ كبير”.

وتابع رودينكو: “وعلى الرغم من ذلك لا يمكن، حسبما أفهمه، استبعاد حالات توزيع بعض فئات اللاجئين الأفغان هناك بأهداف إنسانية. لكن هذا الأمر يدخل ضمن اختصاص دول آسيا الوسطى.

إلى ذلك، أعلنت الأمم المتّحدة، اليوم الاربعاء، أنّ حركة طالبان طلبت من المنظمة الدولية أن تسمح لها بإلقاء كلمة أفغانستان خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتّحدة في نيويورك هذا الأسبوع.

وقال المتحدّث باسم المنظمة الأممية ستيفان دوجاريك إنّ الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش تلقّى رسالة من الحركة “تطلب فيها المشاركة” في اجتماعات الجمعية العامّة، مشيراً إلى أنّ سفير الحكومة الأفغانية  السابقة التي أطاحت بها الحركة طلب بدوره أن يلقي كلمة أفغانستان.

وإذ أكّد دوجاريك أنّ الأمم المتّحدة لم تفصل بعد في الجهة التي ستمثّل أفغانستان في هذه الاجتماعات، أوضح أنّ الطلبين المتنافسين في يد “لجنة الاعتمادات”، من دون أن يحدّد ما إذا كانت هذه اللجنة ستجتمع قبل الإثنين، اليوم الأخير للمداخلات التي يلقيها على مدى أسبوع قادة دول العالم أجمع من على منبر الأمم المتّحدة.

كما أوضح المتحدّث أنّ رسالة طالبان وقّعها أمير خان متّقي، وزير الخارجية في الحكومة التي شكّلتها الحركة  ومؤرخّة بتاريخ 20 أيلول، أي عشيّة بدء أسبوع الاجتماعات.

أما الرسالة المضادّة فقد تلقّاها الأمين العام للأمم المتحدة في 15 أيلول من البعثة الدائمة لأفغانستان لدى الأمم المتحدة وتحمل توقيع السفير غلام إسحق زاي.

ولم يوضح دوجاريك ما إذا كان “وزير الخارجية في حكومة طالبان ” قد طلب في رسالته الحضور شخصياً إلى نيويورك لإلقاء كلمة بلاده أم إرسالها عبر شريط فيديو لبثّها عبر الشاشة أمام الجمعية العامة، كما هي الحال مع كلمات العديد من رؤساء وفود الدول بسبب جائحة كوفيد-19.

وفي رسالته قال متّقي إنّ الرئيس الأفغاني أشرف غني “أطيح به” وإنّ دول العالم أجمع “لم تعد تعترف به رئيساً” لأفغانستان.

وأضاف أنّ حكومة طالبان عيّنت سهيل شاهين، المتحدّث باسمها في الدوحة، سفيراً لأفغانستان لدى الأمم المتّحدة.

ولم تعترف حكومات العالم أجمع بعد بالحكومة التي شكّلتها طالبان، وقد اشترطت للاعتراف بها أن تفي الحركة قبلاً بشروط عدّة، في مقدّمها احترام حقوق المرأة والسماح لأولئك الذين يريدون مغادرة أفغانستان بأن يفعلوا ذلك.

وتتكوّن لجنة الاعتمادات في الأمم المتّحدة من كلّ من روسيا والصين والولايات المتحدة والسويد وجنوب أفريقيا وسيراليون وتشيلي وبوتان وجزر الباهاماس.

وقال مصدر دبلوماسي لفرانس برس إنّه في الماضي، عندما كانت لجنة الاعتمادات تتلقّى طلبين متعارضين يتعلّقان بالتمثيل الدبلوماسي لدولة عضو، كان أعضاؤها في الغالب يمتنعون عن أخذ قرار في فحوى المسألة ويكتفون بإحالتها أمام الجمعية العامة لكي تفصل بالأمر عن طريق إجراء تصويت.