مليونا فلسطيني محرومون من الحقوق
تقرير إخباري
تجمّع آلاف الفلسطينيين في خان يونس، جنوب قطاع غزة، خارج غرفة التجارة، على أمل الحصول على التصريح المطلوب لدخول الأراضي الفلسطينية المحتلة والبحث عن فرص عمل فيها. هذه الصورة التي تمّ التقاطها لهم يجب أن تطارد الإسرائيليين أينما ذهبوا، وتعطّل نومهم، وتعذّب ضميرهم، وتدمّر راحة بالهم.
حشدٌ من الناس يحتشدون أمام الغرفة التجارية في مخيم جباليا للاجئين، في محاولة يائسة للحصول على تصريح عمل، وقد لاحت عليهم تعابير التعب، فالعيون متعبة، واليأس على وجوه كل شخص في الطابور يقاتل من أجل حياته ومعيشته.
الأوراق التي يحملونها، وكأنها ستساعدهم في تحقيق حلمهم، تمتد الأيادي، كما لو أن ذراع أحدهم الأطول ستساعده في الوصول إلى حلمه، لكن ذراع الكيان الطويلة هي التي “ترضي” كل هؤلاء الناس بكل هذه الشرور!.
لعقود من الزمن، تنتهك “إسرائيل” حقوقهم وتغتصب أراضيهم وتسيء إليهم ولأهاليهم وأطفالهم، ولا يوجد مكان أكثر من غزة يروي هذه القصة وهذه المعاناة الشديدة من الطرد والهروب عام 1948، مروراً بالانتقام والاعتداءات الوحشية إلى الحصار الذي دام 15 عاماً، هذه هي الذراع الطويلة الحقيقية للكيان الصهيوني.
تفيد المعلومات أن البعض على استعداد للعمل 12 ساعة في اليوم، ومن أجل هذا “الامتياز”، يتجمعون بهذا الشكل المحزن. يريدون الحصول على 3000 تصريح، فيما يتنافس ما لا يقلّ عن 300 ألف باحث عن عمل في منطقة تصل فيها نسبة البطالة إلى 48٪ في المتوسط، و66٪ بين الشباب.
ووفقاً لأرقام المنظمات الدولية، في عام 2019، كان لا يزال يسمح لنحو 15000 شخص بالدخول للعمل، بينما يُسمح اليوم بـ6٪ فقط من هذا العدد، تحت ستار قيود كورونا.
بعبارة أخرى قطاع غزة سجن من دون سقف، حيث يعتمد سبعون بالمائة من سكانه على المساعدات الإنسانية، في مكان أعلنت دراسة أجرتها الأمم المتحدة قبل عامين أنه غير مناسب وغير صالح للسكن البشري!.
غزة أرض محتلة، وهي أرض اللاجئين الذين فروا أو طردوا من البلاد بسبب الاحتلال الإسرائيلي الغاشم، وبالتالي يتحمّل ما يُسمّى المجتمع الدولي مسؤولية جسيمة عن مصيرهم.
هيفاء علي