مجلة البعث الأسبوعية

نبض رياضي.. المقدمات والنتائج وكرتنا

” البعث الأسبوعية” – مؤيد البش

لم يشكل خروج منتخبنا الأولمبي لكرة القدم من التصفيات المؤهلة إلى كأس آسيا المقررة في أوزبكستان العام المقبل مفاجأة للشارع الرياضي ، وذلك بعد أن حفلت مسيرة المنتخب التحضيرية بعديد المطبات التي أعطت مؤشرا واضحا أن فرصنا في بلوغ الحدث القاري صعبة رغم تواضع مستوى المنافسين وامتلاكنا لعدة احتمالات تأهيلية، فحصيلة المنتخب من التصفيات كانت خمس نقاط من فوز على س سريلانكا وتعادلين مع اليمن وقطر، وبالتالي احتل المركز الثاني الذي جعله يغيب عن البطولة للمرة الأولى منذ انطلاقها. المنتخب الذي يفترض أنه يشكل نواة كرتنا ومستقبلها لم يستطع أن يظهر قيمة المواهب الكثيرة في هذه الفئة ، ولم يتمكن الجهاز الفني من تبديد المخاوف التي أحاطت بقدراته خاصة بعد أن قادنا لخسارة تاريخية بخماسية أمام الأردن في بطولة غرب آسيا قبل انطلاق التصفيات بأيام، والأسوء من ذلك أن الصمت سيطر على المدرب ومعاونيه فلم يقدم التبرير المقنع لسبب الفشل رغم تأمين كل المستلزمات الضرورية من معسكرات ومباريات ولاعبين مغتربين وبالتالي لم تنفع رحلات السياحة في رفع مستوى اللاعبين ولا زيادة الانسجام بينهم. الغياب عن الكأس الآسيوية بلغة المنطق كان أمرا بديهيا فالمقدمات الخاطئة ستقود بالتأكيد لنهائيات سيئة، فالعشوائية كانت العنوان الأوحد لعمل اتحاد كرتنا المستقيل وهو ماظهر جليا في اختيار مدرب لم يسبق له النجاح مع منتخبات الفئات العمرية سابقاً، واستمرت المكابرة بعد العروض الاستعدادية الهزيلة وجددت الثقة بالجهازين الفني والإداري بعد كارثة غرب آسيا، وحتى استبعاد اللاعبين المغتربين المميزين مر دون تدخل لما فيه مصلحة المنتخب، لذلك كان السقوط بالتعادل أمام اليمن خير دليل على أن الوقت ضاع في انتظار معجزة كروية لن تحصل. الأمر الذي يدعو للأسف أيضا بعيدا عن فقدان إمكانية الانضمام لكبار القارة الصفراء هو ضياع الفرصة أمام جيل من المواهب الرائعة التي كانت ستذهب بعيدا في اي بطولة لو توفر لها التوظيف الصحيح والإدارة الخبيرة، أي أن أخطاء الماضي كررت ولم نتعلم من تجاربنا السابقة التي شهدت على الدوام وجود فجوة بين نجاحات الفئات العمرية والمنتخب الأول، وكأن الأمر بحاجة لاختراع أو إعجاز رغم بساطة الفكرة التي تقول بأن المدرب الأكثر خبرة هو الذي يجب أن يشرف على المنتخبات الشابة التي ليست جائزة ترضية للاعب قديم ولا فرصة لأي مدرب باحث عن عمل. كرتنا تنقصها الاستراتيجية والخطة الواضحة لكن الوصول لبطولات آسيا يجب ألا يصنف على أنه إنجاز ، وبناء عليه فإن فشل المنتخب الأولمبي هو بمثابة جرس إنذار للانتباه لمنتخبي الشباب والناشئين الذين يتحضران لخوض التصفيات القارية أيضا، فالأعذار المسبقة لم تعد مقبولة وشماعة الأزمة انتهت إلى غير رجعة فمن لا يملك رؤية للوصول للنجاح في المنتخبين عليه أن يبتعد جانبا فالجمهور لم يعد يحتمل مزيدا من الخيبات.