رياضةصحيفة البعث

هل يعوّض وجود المنشآت قلة الكوادر المؤهلة في رياضتنا؟

ناصر النجار

قبل أيام، افتتح نادي المحافظة صالة جديدة للكاراتيه والتايكوندو، وهي امتداد لمنشآت جيدة وعملاقة أنجزت في السابق كصالة الشطرنج، وصالة البلياردو، وملعب كرة القدم، وملاعب مكشوفة، وغيرها، وهذا الأمر بلا شك يصب في مصلحة الرياضة إن تم استثمار هذه المنشآت بالشكل الصحيح، وتوظيفها لتخدم الرياضة، وهذه الخطوات التي تتبعها إدارة نادي المحافظة في رعاية الأبطال جيدة، ومازلنا ننتظر نتائج القواعد الكروية، ومشروع “بكرا النا” لنرى ثمارها على الأرض.
هذا المثال الذي نذكره يصب في الناحية الإيجابية، أما بقية الأمثلة من الأندية الأخرى فليست على ما يرام، ولا تسير في الإطار الصحيح، ومنها أندية النضال والمجد وقاسيون في دمشق فقط، لأننا لا نجد النتائج المنتظرة من هذه الصالات الموجودة في هذه الأندية.
وقد يكون هناك عذر آخر لهذه الأندية، فالصالة وحدها قد لا تكفي لبناء لعبة رياضية متطورة ونشطة ومنافسة، لأننا نحتاج إلى أكثر من ذلك، فما تحتاجه رياضتنا هو الوقود الضروري الذي يحرّك الهمم، وهو المال، والكوادر الفنية التي نضبت وبات عددها قليلاً.

عوامل عديدة
التطور الرياضي المطلوب الذي يؤسس لرياضة قادرة على المنافسة الدولية في أي محفل خارجي مبني على عدة عوامل من أهمها: توفير المكان التدريبي الصالح والجيد، وتوفير الكادر التدريبي المتميز، وتوفر المال المحرّك لكل ذلك لتأمين التجهيزات والمستلزمات الضرورية للتدريب، وتأمين المعسكرات والمباريات، وحياة كريمة للمدرب واللاعب على حد سواء، ومشكلة رياضتنا أنه إذا توفر أحد العوامل غابت بقية العوامل الضرورية الأخرى، فلا نجد التكامل في البناء الرياضي، لذلك لا نجد التطور المطلوب.
وفي موضوع المنشآت نحن بحاجة للكثير، فالمتوفر بحاجة لصيانة، وغير المتوفر بحاجة لأموال كثيرة، وعلى سبيل المثال لا الحصر، هناك مكان في نادي بردى اتفقت إدارة النادي السابقة على إنشاء صالة متعددة الأغراض تخدم عدة ألعاب كالسلة والريشة الطائرة والايروبيك وألعاب القوة، وتمت الدراسة الإنشائية والمالية، لكن المشروع توقف ولا ندري ما الأسباب؟!.

اليوم تتجدد محاولات بناء هذه الصالة، لكن الفرق أن الكلفة زادت عشرات الأضعاف، وأصبح إنشاؤها بحاجة إلى معجزة، وهذه إحدى سياسات التخطيط الفاشل لرياضتنا.

إهمال متواصل
في الكوادر، معاناة الرياضة تبدو كبيرة جداً، وربما أكبر من حاجتنا إلى المنشآت، والظروف الحالية أبعدت الكثير من هذه الكوادر عن الرياضة، إما بعملية (التطفيش)، أو للبحث عن لقمة العيش التي أفقدتنا أهم كوادرنا وأفضلهم وأكثرهم خبرة.
رياضتنا تحتاج إلى كوادر مؤهلة، فليس كل مدرب مؤهلاً ليقوم بالعمليات الفنية وليمارس التدريب، ونلاحظ أن شهادات التدريب، وخصوصاً في ألعاب القوة، توزع يمنة ويسرى بغض النظر عن صلاحية المتدرب وأهليته الفنية، لذلك نجد الجيل الحالي من المواهب بحاجة إلى مدرب مؤهل يملك الكفاءة والخبرة، وللأسف فإن (فاقد الشيء لا يعطيه)، لذلك لم نعد نجد المواهب والخامات التي ترتقي إلى مستوى النجوم والأبطال.
هذا التوصيف البسيط لواقع رياضتنا يحدد المرض الخطير الذي تعاني منه، فإن لم ننشئ الملعب الجيد، والصالة المتميزة، ونؤمن التجهيزات والمستلزمات، ونؤهل المدربين بدورات خارجية وفترات تعايش مع مدربين عالميين لهم اسمهم وخبرتهم، فلن تصل رياضتنا إلى الهدف الذي نتمناه.