تنسيق سوري روسي في مجالات الأنترنت الرخيص وأمن المعلومات والتعلم الرقمي
دمشق – رامي سلوم
ناقشت وزارة الاتصالات والتقانة، خلال اجتماعها مع وفد وزارة التنمية الرقمية والاتصالات والإعلام الروسية اليوم، والذي ضم شركات متخصصة في مجال الاتصالات والتقانة، مجالات التعاون في قطاع الاتصالات والتحول الرقمي، وتعزيز البنية التحتية الرقمية.
وأكدت مديرة إدارة تطوير الإعلام والتعاون الدولي في وزارة التنمية الرقمية والاتصالات الروسية لارينا إيكاترينا، “للبعث” على جاذبية قطاع الاتصالات السوري للاستثمار، وتوفيره فرص حقيقية جاذبة، مشيرة إلى أن روسيا شريك أساسي لسورية في مجال تكنولوجيا الاتصالات، من خلال العديد من المشاريع التي يتم العمل عليها، والفرص الواعدة لمشاريع إضافية قريبة.
وأكدت إيكاترينا استعداد الشركات الروسية للتعاون مع الشركات السورية ووزارة الاتصالات في دعم تطوير خدمات الاتصالات وتوفير خدمات أفضل في مجالات البث التلفزيوني الفضائي وتحسين شبكة الانترنت لوصولها إلى غالبية السكان في مختلف المناطق بأسعار وجودة ملائمة.
وناقش الاجتماع، سبل توفير خدمة الانترنت إلى المناطق النائية، وتوسيع شبكة الانترنت السورية، من خلال الشركات الروسية التي أكدت جاهزيتها على توفير خدمات أنترنت بتكاليف مقبولة، من جيل 2 جي و3جي، فضلاً عن دعم الجانب الروسي في تعزيز التغطية للأقمار الصناعية الروسية للأراضي السورية فيما يتعلق بالجوانب التجارية، ودعمها.
ومن جانبه، أكد مدير التخطيط والتعاون الدولي في وزارة الاتصالات والتقانة محمد سعيد على أن الوزارة مهتمة بجذب خبرات دولية في مجال الاتصالات خصوصاً من الجانب الروسي، لافتاً إلى أن المشاريع التي يتم العمل عليها مع الشركاء تصب في تجهيز البنية التحتية اللازمة لإنجاز التحول الرقمي.
وفي رده على “البعث” حول إمكانية قبول خدمات 2 جي و3 جي، وإدراجها ضمن شبكة الاتصالات السورية، أوضح سعيد بأن تلك الخدمات موجهة للمناطق البعيدة والمدمرة، لتوفير الخدمة في الوقت الحالي وبأسعار مقبولة في تلك المناطق، مؤكداً أن وزارة الاتصالات تسير بخطة تطويرية من خلال الانتقال إلى جيل ال 4 جي وما بعده.
وبين سعيد أن الأنترنت اللاسلكي والفضائي مرتفع التكاليف، وسيشكل ضغطاً على المستفيدين في تلك المناطق، ما دفع الوزارة للسير في خطة سريعة وآنية لتوفير الخدمات، وتوسيع شريحة المستفيدين.
وأشار سعيد إلى أهمية الاجتماع في إنجاز التطبيق الكامل للتحول الرقمي في سورية بحلول العام 2030 والتي بدأت باعتماد 12 مشروعاً تشكل أساس التحول الرقمي في الوزارات كافة، لافتاً إلى أن هذه المشاريع بحاجة إلى الدعم الفني وخبرات متخصصة بوصفها مشاريع جديدة تطلق للمرة الأولى، وهنا ما يبرز أهمية دور الجانب الروسي في توفير الدعم المطلوب.
ومن جهته، أكد مدير التحول الرقمي في الوزارة محمد محمد، بأن سورية بحاجة إلى تعاون الجانب الروسي في المشاريع الاستراتيجية والأساسية مثل مشروعات أمن المعلومات، والحوسبة السحابية، خصوصاً في مجال إدارة هذه المنظومات، بوصفها مشاريع جديدة لا يوجد خبرات محلية كافية قادرة على إدارتها، مشيراً إلى أن الكوادر السورية قادرة على تفعيل وإدارة المشاريع الأخرى التي تتعلق بالبوابات، والتطبيقات، وغيرها.
واعتبر محمد، أن مشروع الحوسبة السحابية الذي أطلقت الوزارة المرحلة الأولى منه، يشكل فرصة للتعاون خلال توسعة المشروع في مراحله المقبلة، خصوصاً أن الجانب الروسي لديه خبرات واسعة في المجال.
وخلال الاجتماع طلبت المؤسسة السورية للبريد من الجانب الروسي توفير ممر مالي آمن للخدمات البريدية السورية وتمكينها من سداد الاشتراكات في ظل العقوبات الأحادية الجائرة على سورية وتسهيل إرسال الطرود البريدية لوجهات عالمية من خلال المؤسسة الروسية كما تمت مناقشة تطوير التعليم الإلكتروني.
وتناولت المحاور أيضاً مجالات أمن المعلومات وتوفير الدعم للمشاريع المدرجة في خطة الوزارة المتعلقة بأمن الفضاء السيبراني وأمن المعلومات ومن أهمها مشاريع مركز الاستجابة لطوارئ الحاسب الآلي (السيرت) وناقل الخدمات الحكومية، والحوسبة السحابية.
كما ناقش الاجتماع مشاريع التعلم الرقمي ودور وزارة الاتصالات والتقانة بوصفها رديفا لوزارة التربية في تأمين البنية التحتية اللازمة في المجال وتطوير التعليم الرقمي من خلال تطوير المنصات المتخصصة وزيادة فاعلية شبكة الانترنت خصوصا في ظل وباء كورونا والحاجة إلى تطوير آلية التعليم عن بعد وفقاً للاتفاقيات بين وزارة التربية والتعليم والجانب الروسي.
وكشف الاجتماع عن نية لتوفير ألواح تعلم رقمية للطلبة، والتي تشكل بديلا عن (الآي باد) في الوقت الحالي مما يخدم العملية التعليمية وفق الإمكانات المتاحة.