مجلة البعث الأسبوعية

أدوات الدعم الرياضيّة.. تسهيلات لتحسين النتائج واحتكار بهدف اقتصادي

البعث الأسبوعيّة-سامر الخيّر

أدّى التطور الذي لحق بميادين الرياضة في مختلف أنواعها إلى نقلها من مجرد منافسات رياضيّة إلى صناعة بكل ما للكلمة من معنى، ما رفع من أسهمها بين الأجيال فأصبحت مهنة يطمحون لمزاولتها أكثر منها هواية للمتعة والحصول على الجسم السليم، وهذه النقطة استدعت الاهتمام بكل ما يمكنه أن يساهم في تطوير الرياضيين بنيوياً ونفسياً ويساعدهم على تحصيل نتائج أفضل بغض النظر عن نوع الرياضة ومتطلباتها، والمقصود أدوات الدعم والتجهيزات اللوجستية، وطبعاً حتى من يمارسون الرياضة كهواية أو لأغراض صحيّة تلعب أدوات الدعم الدور الرئيس في ممارستهم لرياضتهم المفضلة بشكل سليم وآمن.

حيث تعتبر الملابس والقفازات والأحزمة والأربطة والأحذية والدراجات وحتى الكرات، أدوات يمكن لها أن تلعب دوراً هاماً في ترجيح خصم على آخر عند تقارب المستوى، ففي مثال بسيطة كرة القدم كانت قديماً ثقيلةً يصعب التعامل معها والركض بها ومع ذلك سطع نجم اللاعب المجري بوشكاش في ملاعبها الخضراء، ويعتبره الكثيرون أسطورة فريدة لو عاش في زماننا هذا لما تقدم عليه أحد، فحالياً الكرة أخفّ وأمتن ولا تتأثر بشكل مباشر بالضغط والركل ما يساعد اللاعب على توجيهها بشكل أفضل، وقبل كل بطولة كبرى يسند لإحدى الشركات الرياضية صناعة كرة خاصةٌ بالحدث ويجرى عليها أشهر من الأبحاث لناحية احتكاك الهواء وحساسية ملامستها للأجسام قبل أن يصار لاعتمادها.

وبما أننا تحدثنا عن كرة القدم، سنذكر أداةً لا تقلّ أهميةً عن الكرة، وهي الحذاء الذي يلعب دوراً محورياً في أغلب الرياضات ويكون اختياره في كثير من الأحيان سبباً في الفوز وخاصةً في ميادين ألعاب القوى، فأغلبنا يقوم عند رغبته في شراء حذاء رياضي بالتوجه نحو العلامات التجارية الشهيرة دون درايةً بالفوارق الهائلة بين أنواع الأحذية، فهناك أحذية رياضية خاصة للجري وأخرى للإحماء والتدريبات الرياضية والتدريب، وأحذية خاصة بالرياضات المختلفة مثل كرة السلة أو القدم أو المضرب أو الغولف أو البيسبول.

فأحذية الجري تساعد على الحفاظ على ممارسة هذه الرياضة دون أي ارهاق للقدمين، بالإضافة إلى أنها تحمي أيضا من الإصابة، نتيجة مرونتها الشديدة وانخفاض مستوى الكعب قدر المستطاع وإضافة عمق كبير حول الكعب ليستوعب الحركات المتتالية لمشط القدم أثناء الجري كما أنها توفر مزيداً من الدعم أثناء الركض، وهنا نستذكر هيمنة أصحاب البشرة السمراء على سباقات الجري القصيرة، فقبل أن تحصل الدول الإفريقية الفقيرة على الدعم والرعاية لم تكن لهم سطوة رغم تمتعهم ببنية جسمانية قوية، لكن الحال تبدل تماماً مع ارتدائهم للأحذية المخصصة لهذه الرياضة.

أما أحذية الإحماء والتدريب فتهدف إلى مساعدة اللاعب على حرية الحركة وأداء مختلف أنواع التدريبات الرياضية سواء في الهواء الطلق أو صالة الألعاب، ويتميز هذا النوع من الأحذية بأنه مسطح تماماً يتيح مساحة لامتداد مشط القدم والارتكاز على نقطة في بطن أو جانب الحذاء.

فيما لاعبو كرة السلة فيرتدون أحذية خاصة من أهم مواصفاتها أنها ثقيلة وقاسية وصلبة ومسطحة، وتتسم بارتفاع عند كاحل القدم لتوفر الدعم اللازم للكعب والكاحل من الضغط المستمر الذي تتعرض له القدم أثناء ممارسة هذا النوع من الرياضة.

وفي حالة إهمال اختيار الحذاء المناسب يتعرض بعض الرياضيون للمتاعب كآلام الظهر أو ظهور بثور بالقدمين، أو زيادة نسبة خطر الإصابة بكسور بسبب الإجهاد أو الإصابة بالتهاب الأوتار، وبالتالي عدم التمكن من أداء التمارين الرياضية بالصورة الصحيحة.

وإذا انتقلنا نحو نوع آخر من الرياضات التي تتطلب جهداً بدنياً عالياً وتركيزاً ذهنياً كبيراً، والحديث هنا عن رياضات رفع الأثقال والقوة البدنية، فالحزام الداعم والواقي في آن معاً يلعب دور “بيضة القبان” في هذه الرياضة، ولا يوجد دليل أوضح من اشتراط الاتحاد الدولي الخاص بكلٍّ من اللعبتين على أن يكون الحزام الذي يشارك فيه الرياضيون في المنافسات الدولية من شركة واحدة هي “إليكو”، وهذا حديث آخر حول احتكار شركات معينة لرعاية الأحداث الرياضية الكبرى، يعطينا فكرة مصغّرة حول تسخير الرياضة كوسيلة للربح بطرائق غير مشروعة.

كما تتميّز رياضتا رفع الأثقال والقوة البدنية بحساسيتهما لجهة التعرض للإصابة عن غيرهما من الرياضات، فالأمر لا يتطلّب سوى ثواني معدودة، ليس فقط بسبب الاوزان التي يقوم برفعها، بل أيضاً بسبب خطورة هذه الأوزان ، وهنا تأتي أهمية الحزام الداعم الذي يعد عبارة عن حزام عادي ولكنه عريض أكثر ويكون مصنوع في أغلب الأحيان من الجلد الطبيعي ويحتوي على قطعة بلاستيك مقوّى في الداخل أو الألمونيوم الخفيف في بعض الأحيان، وعند ممارسة بعض التمارين كتمرين السكوات والديد ليفت تقوم بتشكيل ضغط عمودي على فقرات الجسم ما يزيد من احتمالية حدوث تمزقات تؤدي إلى انحلال في بعض الفقرات الموجودة في العمود الفقري، وهنا يأتي دور الحزام الذي يقوم بتشتيت وتوزيع الحمل عند ممارسة تمارين الظهر ذات الأوزان الثقيلة وتقليل نسبة الجهد على الديسك الموجود في ظهرك بنسبة 50%، بالإضافة إلى تسريع حركة الجسم وزيادة الثبات بسبب زيادة التحكم في الفخذين والركبة كما يساعد على حمل أوزان أعلى بثبات أكبر وضرر أقل، ما يساعد الرياضي في كسر الأوزان بمعنى زيادة قابلية رفع الأوزان أكثر بـ5 أو 10 كغ.

لكن هذا لا يعني عدم وجود سلبيات عند استخدامه، فطريقة عمله تعتمد على إحداث ضغط على عضلات البطن لزيادة الثبات واستقامة الظهر، ما يقلل من قوة عضلات الظهر، ويضعف كفاءة عضلات البطن العميقة والخصر، والاعتماد عليه بكثرة يسبب الإصابات مثل إصابة الديسك أو العضلات القطنية، فهو يخدع عضلات الجسم بالحصول على قوة إضافية ولكن في حالة التوقف عن استخدامه سوف تظهر كل مشاكله في الجسم مثل صعوبة الشد العضلي للبطن عند رفع أوزان كبيرة.