مجلة البعث الأسبوعية

منتخب سلة السيدات في بطولة آسيا…سيناريو فشل يتكرر وحلول بلا تطبيق

البعث الأسبوعية -عماد درويش

إذا كان تطور كرة السلة الأنثوية يبدأ من القاعدة عبر طريقة سليمة ومدروسة وفق إستراتيجية بعيدة المدى، فإن المعطيات الموجودة والخطوات التي خطاها اتحاد السلة في هذا الاتجاه ما زالت غير مطمئنة، بعد المستويات السيئة والصورة الهزيلة التي ظهر فيها منتخبنا الوطني للسيدات خلال بطولة آسيا المستوى(ب) التي اختتمت قبل أيام في الأردن، والتي أكدت بالدليل القاطع أن سلتنا الأنثوية ما زالت بعيدة كل البعد عن مواكبة التطور الحاصل لمثيلاتها في البلدان المجاورة.‏

فالنتائج (الهزيلة) التي حققها منتخبنا الوطني وودع من خلالها البطولة بخفي حنين بحلوله خامساً من أصل ست منتخبات مشاركة في مركز لا يليق بسمعة السلة الأنثوية التي تمتلك من الخامات القادرة على الوصول للمقدمة قارياً، لكن لم يستطع أحد توظيفها(في هذه البطولة تحديدا) بالشكل الأمثل، فمنتخبنا امتلك أسماء وعناصر لها وزنها على الصعيد الآسيوي والعربي، وهي الأفضل بتاريخ سلتنا الحديث إلا أن القائمين عليها لم يتمكنوا من استثمارها بالشكل الأمثل في البطولة ففقدت سلتنا فرصة ذهبية لتكون بين كبار القارة الصفراء.

كوادر مبعدة

الأداء الفني لمنتخبنا كان دون الوسط وهذا يتحمله اتحاد كرة السلة والكادر التدريبي للمنتخب، حيث تمت دعوة لاعبات لم يقدمن أي إضافة وكن عالة على الفريق، في حين تم استبعاد وعدم دعوة لاعبات أثبتن الجدارة مع أنديتهم خلال الموسم الماضي، لكن المحسوبيات وإرضاء بعض النفوس هي التي طغت على عملية الانتقاء، وكذلك الأمر بالنسبة لانتقاء كادر المنتخب فلا أحد يختلف على تعيين عبد الله كمونة لقيادة المنتخب كونه الأفضل بين نظرائه على الساحة السلوية الأنثوية منذ ما يقارب عشر سنوات ، لكن الاختلاف تمثل بتعين سومر خوري كمساعد للمدرب (لم يدرب أي فريق منذ نحو سنتين حتى الفريق الذي دربه هبط للدرجة الثانية) وكان الأجدى باتحاد السلة التعاقد مع المدربة ريم صباغ (بطلة غرب آسيا مع منتخب الناشئات) أو مدرب الجلاء(وصيف بطل الدوري والكأس) العارفين بكل شاردة وواردة في سلتنا الأنثوية، فهم الأجدر لقيادة المنتخب خاصة بعد اعتذار (كمونة) لأسباب تتعلق بتدخل القائمين على المنتخب بعمله.

إضافة إلى أن أهم المشاكل التي تعرض لها المنتخب عدم التوفيق بالتعاقد مع مجنسة من مستوى عال ، وهذه نقطة سلبية أخرى لها صلة باتحاد السلة الذي كان يملك الوقت الكافي للتعاقد مع لاعبة جيدة بدلاً من التي لعبت، والتي لم تقدم أي إضافة للمنتخب ولاعباتنا المحليات كن أفضل منها بكثير.

عناصر مهمة

المنتخب افتقد عناصر مهمة ومؤثرة بدأت بإبعاد أفضل صانعة ألعاب ابتسام الزير واعتذار مريام جانجي لأسباب خاصة، وزاد من معاناة منتخبنا عدم إمكانية لعب إليسيا مكاريان لأسباب إدارية ( بانتظار معرفة تفاصيلها) كما تأثر المنتخب بإصابة نورا بشارة،وكذلك الأمر بالنسبة لجيهان مملوك وسيدرا سليمان اللواتي لعبن رغم الإصابة، وهذا الأمر يتحمله أيضا اتحاد السلة الذي لم يستطع تأمين طبيب مختص أو حتى معالج يشرف طبياً على اللاعبات بدلاً من الاعتماد على معالج من الأردن.

وفي ذات السياق فإن اتحاد السلة قام بتعيين إحصائي من غير المعتمدين محلياً، ومع الاحترام لشخصه فهو إعلامي من الأردن الشقيقة وليس له علاقة بالإحصاء، والجميع شاهده وهو يتدخل باللاعبات خلال المباريات، مع صمت من إدارة المنتخب المتمثلة بنائبة رئيس الاتحاد على رؤية من (هب ودب) يتدخل بشؤون المنتخب.

آخر الاهتمامات

هذا غيض من فيض مما جرى مع منتخب عولنا عليه كثيراً ، لكن يبدو أن فجوة السلة الأنثوية مع نظيراتها آخذة بالاتساع أكثر نظراً لضعف الاهتمام بها من إدارات الأندية التي تهتم بكرة القدم وسلة الرجال، والجميع متفق على أن المرحلة التي تمر بها سلتنا الأنثوية بالغة التعقيد فإعادة بناء اللعبة لا يقف عند مشاركة في بطولة عربية أو قارية بل هي بحاجة لإعادة بناء من جديد على أرض صلبة لا رخاوة فيها، ووضع روزنامة عمل طويلة ونظام دوري جديد ومتطور للفئات العمرية مع إمكانية الفرض على إدارات الأندية المشاركة بدوري الصغيرات والناشئات والاهتمام بهذه الفئات مع تعيين كوادر فنية عالية المستوى للوصول لمنتخب قوي يوفر له كل الأجواء التدريبية المثالية مع ضمان استمراريته على مدار العام لتكون مشاركتنا تتناسب مع مستوانا الفني.‏

رأي الخبراء

مدربنا الوطني هشام الشمعة أوضح ل”البعث الأسبوعية” أنه كان من الممكن للقائمين على المنتخب دعوة لاعبات من أصحاب الخبرة والاستفادة منهم بشكل جيد مثل العملاقة كارولينا أبو لطيف وليانا غنوم حتى لو لعبن لدقائق معدودة عند الحاجة، مبيناً أن منتخبنا عانى كثيراً تحت السلة والتسديد من خارج القوس، وكان يمكن للاعبتين أن يحلا هذه المشكلة، إضافة لاعتذار مريام جانجي فتأثر المنتخب في صناعة اللعب إضافة لذلك لم يكن المدرب على المستوى المأمول فليس له خبرة في فئة السيدات كما أن المنتخب فقد أفضل لاعبة بآسيا أليسيا مكاريان، وأكد الشمعة أن الأمر الأهم تمثل بعدم قراءة كادر المنتخب لنظيره اللبناني والاستفادة من الأخطاء التي حصلت قبل البطولة في المباراتين الوديتين معهم.

من جهته مدربنا الوطني هلال دجاني (الذي قاد منتخبنا لوصافة بطولة غرب آسيا الأخيرة) أشار إلى أن المنتخب افتقد ثلاث لاعبات من أهم عناصره كما أن التحضير البدني للمنتخب كان ضعيفاً لبطولة سيخوض فيها مباراة كل يوم، أما من الايجابيات التي خرج منها المنتخب حسب دجاني فهي أن الفريق كان دائماً يحاول تنظيم نفسه مع محاولة كل اللاعبات لتقديم الأفضل عند المشاركة وتمت الاستفادة من بعض اللاعبات الجدد مثل آنا أصلانيان وجيسيكا حكيمة.