ثقافةصحيفة البعث

رضوان قضماني.. والرحيل الأخير

حمص – آصف ابراهيم

غيب الموت أحد أبرز المشتغلين بالنقد الأدبي وعلم اللسانيات في سورية هو الدكتور رضوان قضماني الذي أفنى حياته منقباً بين الكتب باحثاً وناقداً مجدداً، أغنى المكتبة العربية بمجموعة ثرة من المؤلفات الهامة.

ولد في دمشق عام ١٩٤٥، يحمل شهادة دكتوراه في اللسانيات، مارس تدريس اختصاصه، في كلية الآداب بجامعة البعث، قبل أن يصبح من أوائل عمداء الجامعة.

من أهم مؤلفاته: وقفات في علم اللسان، صدر في بيروت 1984، مدخل إلى اللسانيات، جامعة البعث 1988، مبادئ النقد ونظرية الأدب “مبادئ النقد” الجزء الأول، مبادئ النقد ونظرية الأدب “نظرية الأدب” الجزء الثاني، جامعة البعث 1999، الطبيعة والحضارة والإنسان ترجمة بيروت 1987، من منظار الخلود- رواية، موسكو 1981، الخليج العربي في مخططات الغرب، دمشق 1984، طرق تأهيل المعلمين، مراقبة وتحقيق بيروت 1984، الفلسفة والتاريخ، مراجعة وتحقيق بيروت 1987وغيرها.

من آرائه في كتابه نظرية الأدب قوله: “إن اللاوعي في العملية الإبداعية هو دور المشارك، وهو دور لا نشك فيه أبداً لأنه عامل يحدد معنى العمل الإبداعي وقيمته الجمالية، ويرتبط بشكل وثيق مع الشخصية المبدعة التي تشتمل في داخلها على الوعي واللاوعي معاً وعلى عالم قيمها بكل ما فيه من تعقيدات سيكولوجية ولهذا السبب بالذات يعكس كل عمل إبداعي الرؤية الإبداعية الخاصة بالشخصية التي أنتجته حتى في تلك الحالات التي يقوم فيها النشاط اللا واعي بالدور الأهم” ص48

ويذهب الدكتور رضوان القضماني في ذلك إلى القول بأن نظرية النقد الأدبي المعرفية لها عاملان أساسيان المعطى وهو كل ما هو حسي من ناحية، والمساهمات العقلية الفكرية التي تنظم بواسطتها المعطيات وفقاً لصور تعكسها العلاقات الاجتماعية ومن هنا يلاحظ الدكتور القضماني أن الإدراك الفكري بما له من طبيعة بالغة العمق لا يمكن أن يكون مجرد انعكاس طيع للواقع أو كيف مباشر للمعطيات ويرى الدكتور أن مفهوم النقد ونظرية الأدب يلعب دوراً كبيراً في وعي آلية النصوص وكتابتها وإمكانات استعادة المضامين وتنقيتها بشرط ملائمة لغة النصوص ويرى “أن النقطة التي تنتقل إليها تحليلات النقد تتعلق بالكتابة والواقع، وهي الموقف الذي يحدد أهمية النص، والذي يصل فيه الكاتب إلى حدود وجوده وقدراته والمعاناة التي يقدمها ومن خلال هذه المعطيات يعتبر قضماني فكرة التناهي التي تجَّتمع عليها آراء النقاد ويرى أن الطرق المألوفة التي يتكيف بواسطتها النص مع عالمه، وتفهم هذا النص لا يكفي لمعرفته بل يحتاج إلى النقد لذلك نراه يحدد نقاط النص ضمن النقد ونظرية الأدب حيث يؤكد على أن النص هو فكر الكاتب الناهض، وهو إدراك لكل الأصول التي أكدها الكاتب وعمل على إرسالها ضمن نصه.

تغمد الله الكاتب برحمته، فقد يشكل رحيله خسارة كبيرة للأدب والثقافة العربية عموماً حيث كان له مشاركات واسعة في الكثير من المؤتمرات الأدبية المتخصصة، واللقاءات الفكرية الواسعة على مستوى العالم العربي تحديداً.