مجلة البعث الأسبوعية

نبض رياضي.. طرائف كروية مؤلمة

البعث الأسبوعية- مؤيد البش

تتوارد الأخبار الغريبة من كواليس اللجنة المؤقتة لاتحاد كرة القدم التي كان التفاؤل كبيراً بقدرتها على تصحيح الأخطاء الكارثية التي حصلت خلال الفترة الماضية، وخصوصاً ما يتعلق بالمنتخبات الوطنية وتحضيرها وأجهزتها الفنية والإدارية ومرافقيها.

وأخر ماحرر في هذا السياق هو قضية سفر منتخب الشباب إلى العراق للمشاركة في بطولة غرب آسيا، حيث تكبد اللاعبون مشقة سفر لنحو 23ساعة متنقلين بين دمشق وبيروت والقاهرة وصولاً لمدينة أربيل مستضيفة البطولة ، ما أدى لحالة إرهاق كبيرة أصابت اللاعبين الذين تساءلوا عن سبب هذه الرحلة الطويلة رغم وجود رحلات مباشرة بين دمشق واربيل لا تتجاوز مدة السفر فيها الثلاث ساعات.

منتخب الشباب ذاته وقبل البطولة كان يعاني بالأساس من نقص كبير في التجهيزات حيث أن بعض اللاعبين لا يمتلكون أحذية لائقة لخوض المباريات الرسمية، كما أن اللاعبين ذاتهم لم يقبضوا مستحقاتهم المالية المتراكمة منذ أشهر لأسباب مجهولة ما أدى لتحملهم نفقات تنقلهم للالتحاق بمعسكرات المنتخب من حسابهم الشخصي، ولا ندري صراحة سبب إهمال منتخب ينتظره استحقاق هام سيقارع فيه منتخبات مجهزة بأفضل صورة.

أما بالنسبة لمنتخب الرجال فالوضع يبدو أكثر قتامة بعد قرار حل الجهاز الفني والإداري على خلفية الخسارة أمام إيران في تصفيات المونديال، حيث لم يشمل قرار الحل سوى المدرب ومساعديه فيما استمرت بقية الأسماء وخاصة الإدارية في مكانها رغم الأخطاء الكثيرة التي وقعت بها وأخرها قضية غياب الثنائي محمد وإياز عثمان عن مباراة كوريا الجنوبية، وعلى ذكر الأخطاء فإن منتخبنا سيحرم خلال بطولة كأس العرب التي ستنطلق الأسبوع المقبل من خدمات عدد من لاعبيه المحترفين في الدوريات العربية كون البطولة خارج أيام الفيفا، وهو ما فات القائمين عليه حين ماوجهوا الدعوة وأعلنوا القائمة النهائية للاعبين لتأتي الصدمة باعتذار الأندية عن إرسالهم ليكون السؤال عن كيفية التصرف إزاء هذه المشكلة غير المحسوبة.

طبعاً قضية منتخب الرجال لا يمكن أن تمر دون تسجيل ألف إشارة استفهام حول سبب التعاقد مع المدرب الروماني تيتا فاليريو الذي لا يمتلك في سجله أي تجربة تدريبية مع منتخبات وطنية بل كل تاريخه يمكن تلخيصه بالتتويج مع فريق الاتحاد الحلبي بكأس الاتحاد الآسيوي عام 2010 قبل أن يفشل مع كل الفرق العربية التي دربها لاحقاً في الإمارات ولبنان والعراق.

اللجنة المؤقتة كان يمكن أن تتجاوز هذه الثغرات بسهولة ويسر لأنها ببساطة غير معنية بالمشهد الكروي المقبل بعد انتخاب اتحاد جديد، وكان يمكن لها أن ترسم خطوط عمل جديدة تمسح بها كل آثار الإخفاقات السابقة لكنها فضلت عوضاً عن ذلك السير على نهج الاتحاد المستقيل في قضايا السياحة والسفر بعيداً عن ترتيب الصورة المآساوية لكرتنا المتعثرة.