مجلة البعث الأسبوعية

تصفيات كأس العالم لكرة السلة في ضيافة سورية بعد غياب…وصالة الفيحاء تكتسي الحلة الدولية

 

البعث الأسبوعية

بعيداً عن النتيجة الرقمية لمباراة منتخبنا الوطني للرجال أمام منتخب كازاخستان ضمن تصفيات كأس العالم لكرة السلة المقررة عام ٢٠٢٣، إلا أن الحدث بحد ذاته يعتبر انتصاراً لسورية التي أثبتت للعالم أجمع أنها انتصرت وبات الجميع يتسابق للعودة إليها.

فالمباراة الحدث انتزعت للرياضة السورية إقراراً من الاتحاد الدولي لكرة السلة “الفيبا” وعبر مكتبه الإقليمي لقارة آسيا لسورية في اللعب رسمياً على أرضها في البطولات والمسابقات المنبثقة من الاتحاد الدولي للعبة، بعد غياب استمر لأكثر من عشر سنوات عانت فيها رياضتنا ومنها كرة السلة على وجه الخصوص من التنقل بين الدول العربية والصديقة ما أثر على النتائج والأداء الفني للاعبين.

صالة عالمية

السماح باللعب على أرضنا جعل المعنيين عن رياضتنا يأخذون كافة الاحتياطات من أجل أن يكون استضافة هذا الحدث على مستوى عالمي فتم العمل على تأهيل صالة الفيحاء لتكون قادرة على استضافة أي حدث دولي بمواصفات دولية وضمن المعايير التي حددها الاتحاد الدولي لكرة السلة.

وكان هناك باقة كبيرة من المتطلبات التي يجب توافرها في صالة الفيحاء لتكون استضافتها للمباريات الدولية ممكنة، والأمر لم يكن مستحيلاً رغم تفاصيله المكلفة، وبدأ العمل بالتعديلات منذ فترة لا بأس بها ، وبطريقة مختلفة وعالية لتنقلب الصالة لتغدو صالة أخرى بمرافقها وإمكاناتها وتجهيزاتها، وبشكل لا تقل فيه عن أي صالة في الدول المتطورة.

تعديلات جوهرية

التعديلات بالنسبة للصالة بدأت من خارجها ومداخلها وصولاً إلى داخلها وفي كل تفاصيلها ومرافقها وخدماتها، فالعمل بدأ منذ أسابيع بوتيرة عالية، وذلك بعد زيارة وفد المكتب الإقليمي للاتحاد الدولي في آسيا وتحديد المعايير المطلوبة لإقامة مباراة دولية رسمية على أرضنا، والتحديثات على الصالة لم تقتصر فقط على ميدان اللعب بل طالت المدرجات، وتسهيلاً لدخول الجمهور فقد تم تخصيص إشارات وأسهم للدلالة لتحديد مكان جلوس كل متفرج، كما تم فتح ستة أبوب من كل جنبات الصالة، وهذا أمر لم يحدث منذ سنوات، والهدف تسهيل وتسريع دخول الجمهور، وفي الوقت ذاته فقد شملت تحسيناً في أرضية الصالة التي تم صقلها وإعادة الطلاء لها لتبدو في أحلى صورة، كما طالت التغييرات إضاءة الصالة واللوحة الإلكترونية وساعات التوقيت، وتم اتخاذ كل التدابير لعدم انقطاع الكهرباء خلال المباراة، وللمرة الأولى في صالاتنا سوف يستخدم جهاز الإعادة الفورية، كما تم استقدام سلات جديدة للصالة، إضافة لوجود سلة ثالثة من باب الاحتياط لو تعرضت إحدى السلتين لعطل طارئ.

لأول مرة

وللتأكد من نجاح التعديلات على أرضية الصالة والتجهيزات الخاصة والملحقة بالصالة، فقد أقام اتحاد اللعبة مباراتين تجريبيتين من مباريات الدوري، وبخصوص اللوحة الإلكترونية فهي من أهم اللوحات الأربع المعروفة عالمياً والمعتمدة دولياً، وهي لوحة تقدم الخدمات الرقمية والمعلوماتية المطلوبة خلال المباراة بطريقة جميلة، كما يمكنها التحول لشاشة عرض رسمية لعرض بعض المشاهد عليها، ولأول مرة سوف تظهر في صالاتنا لوحات إعلانية إلكترونية من خلال شاشات وضعت حول أرضية الصالة بطريقة حضارية وجميلة قادرة على تقديم إعلانات بشكل متتال وجميل، أما بالنسبة لطاولة الحكام فبقيت على حالها، وسوف يجلس عليها 6 أشخاص مكلفين المهام التحكيمية.

تجهيزات حضارية

التعديلات شملت أيضاً إنارة الصالة (حسب تعليمات الاتحاد الدولي)، فالمطلوب ألا يرى اللاعب ظله بأرض الملعب، وهذا يتطلب إضاءة قوية ومدروسة وموزعة بترتيب معين، وشملت التدفئة، وسوف يتم التحكم بها، حيث أصبحت تجهيزات التدفئة والتبريد جاهزة، فعند امتلاء الجمهور بالصالة يجب ألا تقل درجة الحرارة عن 26 درجة، وفي حال كانت باردة سوف تتم تدفئتها، وفي حال كانت حارة يمكن تبريدها، والمهم أن تكون ضمن الحدود الطبيعية.

وتم تركيب أبراج جديدة لتقوية الإنترنت في الصالة كي لا تقل سرعته عن 90 ميغا لخدمة العمل في الصالة، وتأدية المطلوب بأقصى سرعة حيث يمكن للإعلامي تحميل الخبر والصورة والفيديو بسرعة، وفي الوقت ذاته فالأعمال الجديدة شملت المشالح أيضاً، وباتت ضمن المواصفات الدولية بكل تفاصيلها بين (المنطقة الجافة والمنطقة الرطبة) فالمعايير القادمة من الاتحاد الدولي تدخل في كل التفاصيل والجزئيات لدرجة فرض وجود لوحة القواطع الكهربائية للمشلح على بعد سنتيمترات من الباب الأول للمشلح الذي يجب أن يتضمن كراسي لائقة وخزائن ملابس للاعبين.

منطقة إعلامية

بالنسبة لجلوس الإعلاميين تم تخصيص بأرض الملعب من خلال طاولة مخصصة لهم في زاوية الصالة، وذلك بعدما تم تنظيم اعتمادية الإعلاميين بعد تسجيلهم عبر الموقع الإلكتروني للاتحاد الدولي، وهو المخول باعتمادهم لحضور أي مباراة دولية للمنتخبات السورية، ومنحهم بطاقة الإعلام الخاصة بها، والجلوس على الطاولة المخصصة لهم، علماً أن الطاولات والخشبيات الموجودة ضمن الصالة تم تغير ألوانها، فالتعليمات تفرض تغطيتها ببوسترات خاصة بالاتحاد الدولي، وتحمل شعاره وشعار التصفيات.

أما المقابلات الصحفية مع اللاعبين فتم تخصيص منطقة وهي مساحة موجود بين مشلحي الفريقين، وتوجد فيها بوسترات كبيرة خاصة بالحدث وتحمل شعارات الاتحاد الدولي والبطولة، وأمامها يمكن إجراء كل اللقاءات، ولا يمكن إجراء اللقاءات خارج هذه المنطقة، في حين يتجه الإعلاميون إلى قاعة المؤتمرات خلف الصالة وقد أعدت لهذا الغرض.

فحص منشطات

كما تضمنت التعليمات الدولية التقيد بالنسبة للحكام الذين يكلفون لقيادة المباريات الثلاث لمنتخبنا، وعليهم أن يكونوا في أرض الملعب قبل ثلث ساعة من أي مباراة، وقبل 11 دقيقة على المنتخبين المتواجهين التوجه نحو كراسي التبديل لأخذ التعليمات من المدربين والعودة للملعب، وإجراء الإحماء النهائي، وقبل 3 دقائق يتم عزف نشيد كل دولة ومن ثم تبدأ المباريات حسب التوقيت المقرر لها والمعتمدة دولياً، والأهم من كل ذلك بتواجد قاعة لفحص المنشطات تقام لأول مرة في صالاتنا بطلب من الاتحاد الدولي، كذلك لن يسمح لأي شخص بحضور المباريات ما لم يكون قد تلقى لقاح ضد فيروس كورونا، فالحفاظ على البروتوكول الصحي والسلامة للجمهور الحاضر هو من أساسيات استضافة أي مباراة، فالمطلوب ممن عمره فوق 18 إبراز بطاقة أخذ لقاح كورونا (بغض النظر عن نوعيته) ولو كان اللقاح قبل 48 ساعة.