مجلة البعث الأسبوعية

مع غياب  الدعم …مداجن حماة تعمل بنصف الإمكانات

البعث الأسبوعية- ذكاء أسعد

يعتبر ريف حماة من أهم المناطق بإنتاج الفروج والبيض حيث ينتشر في هذا الريف عدد كبير من المداجن الخاصة بإنتاج الفروج و البيض ولكن تبدو معاناة المربين في ازدياد مضطرد نتيجة لإرتفاع تكاليف الإنتاج من حيث غلاء الأعلاف وارتفاع أسعار الفحم الخاص بالتدفئة وقلة مادة المازوت بالإضافة الر ارتفاع تكاليف الطبابة والأدوية البيطرية و ارتفاع أجور اليدالعاملة ، كل ذلك بغياب شبه كامل للدعم من الجهات المسؤولة،  هذا الأمر أدى لعزوف الكثير من المنتجين عن العمل ولجوء آخرين لتقليل الإنتاج إلى النصف تقريبا وبالتالي خروج عدد كبير من المداجن من العملية الإنتاجية  الأمر الذي أدى لقلة الإنتاج وارتفاع ملحوظ بأسعار الفروج والبيض حيث وصل سعر كيلو غرام الفروج الحي لأكثر من 6000 ليرة سورية وسعر طبق البيض حوالي 11000ليرة سورية مازاد من معاناة المستهلك صاحب الدخل المحدود والذي عما يبدو هو المستهدف الوحيد في ظل غلاء أية سلعة غذائية .

 

عدنان الأحمد أحد أهم مربي الفروج في تحدث “للبعث الأسبوعية “عن معاناة مربي الدواجن وعن الصعوبات التي تواجه هذا القطاع وذكر أنه يملك عددا من المداجن تنتج في الفوج الواحد أكثر من 100ألف طير ولكن هذه المداجن لاتعمل حاليا  بطاقاتها الكاملة بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج حيث أنها باتت باهظة جدا وقد تؤدي إلى الخسارة خصوصا عند نفوق أعداد  من الطيور بسبب الأمراض ، وتحدث الأحمد عن غلاء أسعار الأعلاف ومتمماتها وارتفاع تكاليف الأطباء والأدوية البيطرية وسوء نوعية الفحم المستخدم في التدفئة رغم إرتفاع سعره وقلة مادة المازوت الممنوحة من قبل الجهات الحكومية والتي لاتزيد عن 200لتر كل ثلاثة أشهر لمجموع 10 آلاف طير في مدجنة،  بينما تحتاج هذه الكمية من الطيور لحوالي 600 لتر كل 45 يوم مما يضطرهم لشراء المادة من السوق السوداء بأسعار تزيد عن 3500 للتر الواحد

ونوه الأحمد إلى أن الدعم المقدم من مؤسسة الأعلاف عبارة عن مادة علفية واحدة بدون متممات وبأسعار قريبة  من سعر السوق ، مشددا على  ضرورة زيادة الدعم للمنتجين مايؤدي الى زيادة الإنتاج بعودة المداجن للعمل بكامل طاقاتها وبالتالي انخفاض أسعار الفروج والبيض في السوق مما يسهل على المستهلك الحصول على تلك المواد

 

الدكتور فراس سباهي مدير دواجن حماة أشار إلى أن كل مايدخل في تربية الدواجن يعتبر مكلف وغالي الثمن في هذه الأيام كالأدوية البيطرية رغم أن  معظم الأدوية تصنع محليا بمعامل سورية لكن المواد الأولية مستوردة وأسعارها مرتفعة نتيجة الحصار الإقتصادي الجائر على بلدنا الحبيب مبينا أن الأمراض التي تصيب الدواجن كثيرة أهمها الأمراض الفيروسية التي تؤدي الى جائحة كبيرة كمرض نيوكاسل ومرض الجامبور ومرض البرونشي وتزداد أمراض طيور المداجن شتاء بسبب البرد حيث تظهر أمراض مثل التهاب الأمعاء بكافة اشكاله ومرض الكوكسيديا لذلك لابد  من الحفاظ على تدفئة مستقرة ومراقبة الطيور بشكل دائم

و بين السباهي أن ارتفاع أسعار البيض كان بسبب قلته مع خروج قسم كبير من المربين الصغار والكبار وعزوفهم عن التربية نتيجة الخسائر الكبيرة التي تعرض لها قطاع الدواجن لأسباب معروفة كإرتفاع تكاليف الإنتاج من غلاء أعلاف وأدوية ولقاحات وحوامل الطاقة .

 

تمام نظامي مدير فرع مؤسسة الأعلاف بحماة تكليفاً ذكر للبعث الأسبوعية أن كمية الدعم المقدمة من قبل المؤسسة للمربين هي عبارة عن كيلو ذرة و200 غرام كسبة فول الصويا مؤكدا أن هذه الكمية محددة حسب قرارات مجلس الإدارة وغالبا ماتمنح للمربين كل شهرين تقريبا .

 

 

وعن الإجراءات والمقترحات الواجب العمل عليها تجاه هذا القطاع الإنتاجي الهام أشار المهندس عمر سودين رئيس دائرة  الإنتاج الحيواني في مديرية زراعة حماة   إلى أن تأمين الدعم للمربين يجب أن يكون من خلال فتح دورات مقننات علفية مدعومة وتقديم المحروقات المدعومة والفحم للتدفئة وضرورة إلزام المزارعين بإتباع دورات لإدخال زراعة المحاصيل العلفية والتوسع فيها ودعمها محليا من قبل القطاع الحكومي من خلال تأمين مستلزمات الإنتاج لهذه المحاصيل وإنشاء معامل تجفيف للذرة والصويا في مناطق زراعتها كما يجب أن نشجع التشاركية بين القطاعين الخاص والحكومي لإقامة مشاريع إنتاجية وتقديم التسهيلات اللازمة لدعم مثل هذه المنشآت وإحداث صندوق لدعم مربي الدواجن بقروض طويلة الأجل وبدون فوائد وتذليل العقبات التي تعترض نمو هذه الصناعة ولفت سودين إلى ضرورة التوسع بإنشاء مسالخ فروج حديثة ومشاركة المؤسسة العامة للتجارة الداخلية في التسويق ، و تسعى دائرة الإنتاج الحيواني في مديرية زراعة حماه إلى تقديم الدعم المتاح للإخوة المربين من خلال فتح دورات علفية متكررة على مدار العام للدواجن وبالسعر المدعوم وحسب الكميات المتاحة للمداجن العاملة والمرخصة حيث يوجد في حماه 1809 مدجنة مرخصة 780 منها عاملة حاليا بسبب خروج  أكثر من 50% عن الخدمة نظرا  لظروف الحرب وارتفاع التكاليف

ولفت سودين إلى أن مديرية الزراعة تقدم المحروقات المدعومة بشكل دوري حسب المتوفر والمتاح بالتعاون مع لجنة المحروقات بالمحافظة كما تقوم الدائرة بجولات دورية على معامل الأعلاف بالمحافظة ويتم اخذ عينات علفية رقابية وتحليلها بغية إيصال الأعلاف بالمواصفات القياسية للإخوة المربين ومخالفة المعامل الغير مطابقة للمواصفات في إنتاجها .

 

أخيرا يرى الكثير من الخبراء أن دعم هذا القطاع الإنتاجي هو أولوية لأنه يؤمن الإكتفاء الذاتي من مادتي اللحوم البيضاء والبيض مع الإستغناء عن استيرادها بل وتصديرها في وقت لاحق وذلك من خلال الدعم الحقيقي للمنتجين وتأمين كافة مستلزملتهم  لتحقيق وفرا اقتصاديا يسهم في استقرار الأمن الغذائي