حلقة رياضية مفقودة
البعث الأسبوعية – مؤيد البش
مع إسدال الستار على محطات التقويم والتقييم المفترضة في رياضتنا المسماة بالمؤتمرات السنوية كان لافتا أن الطروحات لم تأت بجديد ولم تقدم الحلول بل كانت عبارة عن عرض متوقع لمشاكل مزمنة وقضايا تحتاج إلى نوايا جادة وقليل من الإدارة الصحيحة خاصة فيما يتعلق بالأمور المالية والتعويضات فضلا عن الشجون المنشآتية، وبالتالي فإن فرصة تقديم رؤية جديدة لمستقبل عمل المفاصل المختلفة لم تحضر واستعيض عنها ببيانات إنشائية ووعود ستتكرر في العام المقبل.
أمام هذا الواقع فإن المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام يبدو مطالبا بالتحرك السريع لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، فأي مراقب وبنظرة موضوعية يرى أن رياضتنا تسير بخطا ثابتة نحو الفشل الذريع وما شاهدناه من منتخبي كرة السلة والقدم خير دليل على ذلك، وما حفظ ماء وجه رياضتنا لحد اللحظة هي الألعاب الفردية التي تبحث عن قليل من الدعم والاهتمام المقدم للعبتين المحترفتين شكليا والغارقتين في التخبطات عمليا.
فخلال المؤتمرات كان حديث أعضاء المكتب التنفيذي متمحورا حول وجود رغبة في العمل مع التشديد على ضرورة التعامل مع الواقع كما هو، وهذا الكلام مرفوض جملة وتفصيلا فاجتراح الحلول ليست مسؤولية الكوادر فقط بل على القيادة الرياضية أن تعي أنه بالإمكان أفضل بكثير مما كان وكل الأعذار من قبيل ارتفاع الأسعار وضعف الموازنة غير مقبول بالمطلق في ضوء وجود خامات ومواهب كل ما تطلبه هو توفير الأساسيات فقط.
المشكلة الأكبر في كل ماسبق أن أعضاء المكتب التنفيذي ينتظرون الحلول من اتحادات الألعاب التي تأمل ايجادها من اللجان التنفيذية التي تطالب الأندية بها والتي تبدو هي الأخرى عاجزة عن تقديم الإضافة ليكون اللاعبون واللاعبات هم الخاسر في هذه المعادلة صعبة الحل.
رياضتنا ليست بأفضل أحوالها وواقعها صعب للغاية، وربما يكون التفكير خارج الصندوق أو المتعارف عليه هو الخطوة الأولى لإنقاذها، مع ترتيب للأولويات والابتعاد عن فكرة الألعاب الجماهيرية صاحبة الحظوة هي النقلة الأهم لأن ما يتداوله الرياضيون عن حصول لعبتي السلة والقدم على الحصة الأعظم من الإمكانيات المتوفرة سيكون له عواقب سيئة في المستقبل القريب من قبيل اندثار ألعاب كانت في يوم من الأيام رافعة حقيقة لرياضتنا نحو منصات التتويج القارية والعالمية.