مجلة البعث الأسبوعية

ملتقى رجال الأعمال السوري العراقي ..فرص استثمارية وتوطيد للعلاقات ..ومعارض تصديرية

دمشق- بشار محي الدين المحمد

في إطار سعي وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية، وغرف الصناعة السورية، ونقابة المقاولين، واتحاد رجال وسيدات الأعمال السوري، وعدد كبير من الفعاليات في القطاع الصناعي الخاص تم افتتاح المعرض التصدير السوري الأول See2021 في مدينة المعارض بدمشق، وإطلاق ملتقى الأعمال السوري العراقي.

وبين مدير عام هيئة دعم وتنمية الإنتاج المحلي والصادرات ثائر الفياض أنه تم تحقيق خطوات كبيرة في مجالات التعاون بين سورية والعراق حيث تم عقد اتفاقية تجارة حرة بين تحكم الصادرات والواردات التي أعفيت من الرسوم والجمارك، كما يتم العمل حالياً على حل كافة الصعوبات المتعلقة بالمعابر، والرسوم الجمركية، وإجراءات الشحن.

وأشار الفياض إلى أن هذا المعرض الهدف منه التصدير بالدرجة الأولى، وتأمين تواجد عدد كبير من الشركات السورية الصناعية بالتزامن مع دعوة رجال الأعمال العراقيين لتوقيع أكبر عدد من عقود التصدير للسوق العراقية.

من جانبه ممثل وزير الصناعة والمعادن العراقي المهندس حامد عواد محمد- مدير عام هيئة المدن الصناعية العراقية- ركز على أهمية تحقيق التكامل الصناعي، والتجاري بين العراق وسورية، مؤكداً أن هذا المعرض جاء استكمالا للزيارات السابقة لوفود وزارة الصناعة ورجال الأعمال العراقيين إلى سورية، وتم الإطلاع على الأنظمة الداخلية وآليات العمل في المدن الصناعية في سورية، والتي تعتبر مشابهة إلى حد كبير لمثيلاتها في العراق، وأبدى إعجابه بقدرة الصناعيين السوريين على التمسك بصناعاتهم وحرفهم رغم الظروف الصعبة والاستثنائية، ومحافظتهم على وضع مقبول لكافة القطاع الصناعي.

ورداً على تساؤل “البعث الاسبوعي” حول موضوع حلحلة العقبات الاستثمارية والتجارية بيّن محمد أن كافة القوانين الكفيلة بإزالة العقبات أصبحت نافذة حالياً وسيتم وضعها موضع التنفيذ قريباً، وبالمقابل فإن الجانب السوري أدخل تعديلات كبرى على كافة القطاعات الاستثمارية من خلال قانون الاستثمار الجديد، مؤكداً على الحرص الثنائي على الحد من الروتين والبيروقراطية الزائدة، والتوجه نحو منح كافة التسهيلات لجميع النشاطات في البلدين، وسنشهد قريباً تواجد ملحوظ للصناعي السوري في العراق كما سنشهد تواجد للصناعي العراقي في سورية، وأنه لمس الكثير من التسهيلات ابتداء من بوابة المطار وصولاً إلى معظم القطاعات الاستثمارية والصناعية في سورية، وأن لهذا الأمر دلالاته في وجود الرغبة الحقيقية لفتح باب الاستثمار في سورية، مبدياً استعداد بلاده لتقديم كافة التسهيلات لرجال الأعمال، والصناعيين، والمستثمرين السوريين.

مدير عام هيئة الاستثمار السورية مدين دياب بين أن أهمية هذا الملتقى تكمن في عرض الفرص الاستثمارية في سورية وخاصة بعد التسهيلات، والإعفاءات المميزة وغير المسبوقة التي طرأت عليه بعد صدور قانون الاستثمار الجديد الذي حدد مدد دقيقة لأي مشروع، وحدد مدة ثلاثون يوماً للحصول على إجازة لأي مشروع استثماري، كما أعطى حوافز جمركية ومالية وضريبية لاستيراد كافة المعدات، والآلات، والسيارات تختلف نسبتها حسب أهمية، وقطاع المشروع.

وركز دياب على ما تم توفيره في مجالات الأمان الاستثماري، ومنح الضمانات للمستثمر من خلال إعفاءه من أية التزامات مالية جديدة قد تترتب على مشروعه بموجب أية قوانين جديدة قد تصدر بعد مباشرته لمشروعه، وعدم إلقاء الحجز الاحتياطي على مشروعه إلا بموجب حكم قضائي.

كما أشار دياب إلى ما أضافه القانون في مجال حل المنازعات مثل لجنة تسوية المنازعات والاعتراض على القرارات الحكومية والتي تبت بالنزاعات والاعتراضات بقرار نهائي.

ويرى رئيس غرفة صناعة دمشق وريفها الدكتور سامر الدبس أنه تم تحقيق خطوات جيدة من شأنها إعادة التبادل الصناعي والتجاري، وبما يعود بالفائدة على الاقتصاد الوطني ورجال الأعمال في سورية والعراق، وأن من أهم عوامل نجاح المنتجات السورية الحفاظ على جودة وسمعة المنتج السوري وحضوره في العراق باعتباره بوابتنا إلى كافة الأسواق الخليجية، وعبر عن طموحه بأن تشهد العلاقات التجارية تطوراً كبيراً مع دول الجوار العربي، وأن يكون هنالك مقدمة تعاون استراتيجي في جميع الملفات الاقتصادية وفق رؤية واضحة ومشتركة لكل من البلدين الشقيقين لتسهيل التبادل التجاري، والصناعي، والتقاني في المجالات الملحة كالطاقة، والزراعة، والنقل.

وذهب الدبس إلى أن هذا الملتقى ضروري لتوضيح ثمار التعاون بين سورية والعراق بهدف تنمية صناعاتهما، وتبادل عرض كافة الميزات، والتسهيلات الاستثمارية التي يطرحها كلا الجانبين، وتعزيز المكانة الإستراتيجية للأسواق في كلا البلدين، والتكامل والتعاون الصناعي، مؤكداً سعي غرفة صناعة دمشق وريفها لاتخاذ العديد من الإجراءات التشجيعية لدعم الصناعات التصديرية، وذلك عبر تسهيل حركة دخول التجار والصناعيين من كافة الدول العربية والصديقة، ودعم المعارض التخصصية، ودعم أجور الشحن، والتواصل مع سفارات الدول العربية، والصديقة لإجراء حملات ترويجية للصناعة السورية، والمشاركة في القرارات والتشريعات، وتحديث أساليب العمل.

وحدد الدكتور روجيه عبيد مدير المجموعة الدولية لرجال وسيدات الأعمال هدف المعرض الأساسي من وجهة نظره في فتح المجال أمام الصناعيين السوريين لعرض منتجاتهم بشكل مباشر للجهات المهتمة بهذا الموضوع وتصديرها إلى السوق العراقية، ومن جهة أخرى فأن البيئة الاستثمارية في سورية جيدة ومشجعة للمستثمر العراقي وكافة المستثمرين وخاصة بعد صدور قانون الاستثمار الجديد.

وتحدث رئيس اتحاد رجال الأعمال العراقيين راغب رضا بليبل حول امتلاك الجانب السوري لقطاعات نشطة في العراق صناعية وتجارية، مؤكداً سعي الجانبين لزيادة كافة العلاقات والروابط المتينة على مختلف الأصعدة.

كما شرح الأمين العام للمجموعة الدولية لرجال وسيدات الأعمال الدكتور ماجد الركبي عن الدور الكبير للملتقى وكافة الفعاليات الاقتصادية في إعادة إعمار سورية والعراق، والتخلص من الواقع المرير الذي خلفته الأزمات، ودوره في تسليط الضوء على النشاط الاقتصادي وعلى آفاق التعاون.

هذا وقد ضم المعرض التصديري أكثر من ٥٠ شركة سورية من مختلف القطاعات الصناعية، ويرى الدكتور طلال قصير منسق العلاقات العامة في شركة ألفا حلب للصناعات الدوائية أن مشاركة القطاع الخاص والدوائي والكيميائي في هذا المعرض من الأمور الهامة للبلدين لما في ذلك من انعكاسات إيجابية على القطاع الصناعي الدوائي في سورية، والذي أثبت جودته وفعاليته وتنافسيته ومستوى مطابقة المواصفات لكافة المعايير العالمية عبر عراقة معظم شركاتنا، وتنوع منتجاتها لتغطية معظم احتياجات المرضى، سواء القديمة أو حتى المستجدة (المرتبطة بوباء كورونا)، وبسعر في متناول المواطن السوري، أو العراقي، وأننا نركز في مختبراتنا على تطوير صناعاتنا، وتعميق الأبحاث لتحقيق المستوى الصناعي العالي والمتقدم لمنتجاتنا، والاستفادة من أحدث ما توصل إليه البحث العلمي، وسبق وأن حصلت شركتهم على شهادة الجودة العالمية في مجال المخابر، وأشار قصير إلى أن السوق العراقية رحبت بمنتجاتنا الدوائية، وأثبتت الطلب العالي عليها رغم وجود العديد من المنتجات المنافسة في تلك السوق، مؤكداً سعيهم لتطوير هذه الثقة الكبيرة بمنتجاتنا من خلال هذا المعرض، ومثيلاته لتوطيد علاقاتنا التجارية مع كافة الدول، واستعادة أسواقنا التي كانت تمتد حتى أوروبا فيما مضى.

مديرة العلاقات العامة في شركة بركات للصناعات الغذائية بينت أن السبب الأساسي لمشاركتهم في هذا المعرض هو إثبات وجود المنتج الصناعي السوري في الأسواق المحلية، والعربية، والعالمية، ورغم أن لديهم تواجد ملحوظ في السوق العراقية فهم يسعون لتوسيعه عبر هذا المعرض، الذي سيحقق التواصل المباشر بين شركاتنا ورجال الأعمال العراقيين لتعريفهم بالمنتجات مباشرة.