بايدن يتراجع أمام إسرائيل مرة أخرى.. لا قنصلية أمريكية في القدس المحتلة
كتب المحرر السياسي- سنان حسن
يبدو أن وعود الرئيس الأمريكي جو بايدن الانتخابية تتبخر الواحدة تلو الاخرى، فبعد عزمه الانتهاء من سياسة الضغوط والعقوبات القصوى وإنهاء الحروب وإعادة تصحيح بعض القرارات التي اتخذها سلفه دونالد ترامب، ولاسيما ما يتعلق بالقضية الفلسطينية وما تسببت به الإدارة السابقة من مشاعر العداء والكراهية للسياسة الأمريكية في المنطقة، والبحث في مسألة حل الدولتين، ها هو وعده بإعادة افتتاح القنصلية الأمريكية في الجزء الشرقي من القدس المحتلة، يلاقي نفس المصير بعدما ذكرت وسائل إعلام صهيونية أن بايدن ونتيجة الضغوط الإسرائيلية المتزايدة والرفض التام لها، تراجع عن قراره .. وسلم بالأمر الواقع الذي فرضه ترامب.
انقلاب بايدن وتراجعه عن وعوده وتعهداته السابقة يؤكد من جديد أن السياسات الأمريكية عامة وسياسة إدارة بايدن بشكل خاص لا يمكن أن تخرج عن التبعية لإسرائيل على اختلاف حكوماتها، وعما تفرضه اللوبيات الصهيونية في أمريكا، ولاسيما فيما يتعلق بفلسطين وقضيتها، في دلالة واضحة على أن الوعود التي أطلقها بايدن خلال حملته الانتخابية في الشأن الفلسطيني خاضع في النهاية لما تريده “إسرائيل” حتماً، كما يؤكد هذا التراجع من جديد أن التغيير الحاصل في البيت الأبيض ما هو إلا شكلي وتبادل الأدوار، فوصول بايدن مكان ترامب والديموقراطيين مكان الجمهوريين لا يعني إلا أن الأمور تسير في وجهة واحدة هي ضمان مصالح وأطماع إسرائيل والخضوع لإملاءاتها بعيدا عن أي حلول واقعية للقضية الفلسطينية، بل على العكس تماماً فالتطرف والعنصرية والانحياز الأعمى في تزايد مستمر، ولعل في نكوص بايدن بشأن قنصلية بلاده في القدس الشرقية، وما نتابعه اليوم محاولات استرضاء إسرائيل في الملف النووي الإيراني أحدث دليل على ذلك.