مجموعة “إبرة وخيط” تحتفي بالخطّ العربي
“دمشقية وفي عروقي يسري الياسمين” اللوحة الحروفية القماشية التي شاركت بها رزان كيلاني في المعرض الجيد لمجموعة “إبرة وخيط” الذي حمل شعار “حروفيات” في ثقافي أبو رمانة. ويقوم على إحياء فنّ التدوير بإضافة أحرف اللغة العربية المتفرقة وبعض المفردات التي تعبّر عن عشق دمشق والياسمين “شام، ياسمين، أحبك…” باستخدام تقنية الكولاج القماشي في بعض اللوحات، وبتقنية التطريز في بعضها الآخر، تكريماً واحتفاء بالخطّ العربي الذي يعدّ من الفنون التشكيلية والتقليدية وأدرج مؤخراً على قائمة اليونسكو ضمن عناصر التراث غير المادي.
وفي جانب آخر حفل بمفردات التراث بإضافة أشكال صغيرة من أدوات التراث مثل الجرار وأطباق القشّ والمطحنة اليدوية والأباريق إلى عناصر اللوحات.
الأمر الملفت أن مجموعة إبرة وخيط أرادت المشاركة بالحدث المهمّ عالمياً، ولاسيما أن سورية تولي اهتماماً كبيراً بالخطّ العربي، فزيّنت أحرف اللغة العربية أغطية الوسائد ومفارش الطاولات واللوحات الجدارية، كما عُرضت لوحات قماشية تتضمن شجرة الميلاد وزينات العام القادم.
وكما هو مألوف في كل معرض من معارض مجموعة إبرة وخيط تتوسط الجدار اللوحة الجماعية، وفي معرض حروفيات حملت اللوحة الجماعية داخل المربعات أحرف اللغة العربية بتوزيع جميل وملفت من حيث الألوان وتناسق شكل الحرف.
وقد شاركت اثنتا عشرة أنثى من نساء المجموعة من مختلف مناطق سورية، بينهن المشاركة سنا الزين من لبنان، بإشراف عام من قبل المدربة جاكلين فرح.
“رجل النملة”
وخلال جولة لـ”البعث” تحدثت رزان كيلاني عن إعادة تدوير الأقمشة بالحروفيات وعن مشاركتها بلوحات جدارية حروفية تتغنى بدمشق بإدخال الخيط الذهبي لقداسة الخطّ العربي، وتابعت: كل قطعة تعبّر عن حكاية امرأة سورية تحمل بصمتها وروحها، لذلك يتصف معرضنا بالتنوع، وعملنا على إظهار القطبة اليدوية ليظهر جمال العمل الحرفي، واعتمدنا على قطبة “رجل النملة” لأنها زخرفية تضفي جمالاً على العمل رغم دقتها وصعوبتها، إضافة إلى القطبة البسيطة البدائية، وتوقفت عند دور المرأة السورية القوي في الحياة ومواجهتها كل الأوضاع الصعبة التي عشناها بالحرب وقدرتها على النهوض من جديد، فمشاركتها بالعمل الجماعي بمعارض خيط وإبرة تؤمّن لها دخلاً مادياً من خلال حركة البيع.
تشكيل التدمري
وبيّنت نداء عيسى أن معرض حروفيات يتزامن أيضاً مع الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية في الثامن عشر من كانون الأول، وتابعت عن أهمية فنّ التدوير الذي بخلق قطعة جديدة من القصاصات القماشية والثياب المستعملة، وقد شاركت بمجموعة وسائد مزيّنة بأحرف اللغة العربية إلا أن مشاركتها الأجمل كانت بقطع التدمري وهي من تراث تدمر، إذ تستخدم قصاصات قماشية صغيرة أربعة سم وأصغر من ألوان مختلفة تُجمع بشكل تشكيلي ضمن إطار اللوحة.
التطريز والرسم
دمجت التشكيلية خلود شقير بين الرسم والتطريز وتقنية الكولاج ضمن لوحتها عن معالم القدس وخارطة فلسطين، وزاد من جمال تكوينها الألوان التي أوحت بمشهدية تعبيرية واقعية، وأوضحت أن فنّ التدوير فن تراثي ويدل على أنوثة المرأة وروحها الشفافة فكل قطعة وكل غرزة إبرة تغرزها الأنثى بروحها وهمّها ومحيطها.
طاقات ومهارات
المدربة في المركز الثقافي في الميدان مؤمنات زرزر ساهمت بمجموعة قطع صغيرة منتجة من قماش الجينز تستخدم في المطبخ، ووصفت المعرض بأنه إنجازات وطاقات ومهارات تعكس صورة عن إتقان المرأة فنّ التدوير.
ملده شويكاني