مجلة البعث الأسبوعية

في موازاة الشيوخ.. هل هناك (شيخات كار).. ؟ الزيبق: لدينا خمس سيدات ومنفتحات على الحرفيين المبدعين جميعا

البعث الأسبوعية- أحمد العمار

لدينا حوالى 100 شيخ كار، (مرجعية حرفية روعيت عرفا في أوساط الحرفيين، الذين تناقلوها جيلا بعد آخر)، بواقع واحد على الأقل لكل مهنة، يغطون طيفا حرفيا واسعا من هذه المهن، والتي من أبرزها.. الشرقيات، النحاسيات، الموزاييك، الفسيفساء، البروكار، الرسم على الزجاج، تطعيم الفضة، السيف الدمشقي، الصاغة، الدباغة والجلديات، الخبز، مواد التجميل، الصابون، الخياطة وتصميم الأزياء، الحلاقة، وغيرها..

سؤال

يقول رئيس اتحاد الجمعيات الحرفية في دمشق عصام الزيبق، إن مجلس شيوخ الكار، الذي تأسس في 2017، كأحد مشاريع حاضنة دمشق الحرفية ومقرها دمر، يستهدف الحفاظ على المهن التقليدية والتراثية من الاندثار، لكن في موازاة هؤلاء الشيوخ من الرجال، هل هناك (شيخات كار).. ؟

جواب

سؤال يجيب عليه الزيبق بنعم، وبالتأكيد على وجود خمس سيدات هن (شيخات كار) لمهن الحلاقة ومواد التجميل وتصميم الأزياء والصباغة، وبأن هذا الباب مفتوح لكلا الجنسين، لأن الأصل فيه ليس جنس المتقدم، بل خبراته واحترافيته في القطاع الذي يمثله، عازيا محدودية عدد السيدات لقلة عدد المتقدمات منهن قياسا بزملائهن، وإن ثمة شروطا لا بد من توافرها في الحرفي ليصبح شيخ كار منها.. أن يكون مضى على انتسابه للاتحاد عشر سنوات، وأن يكون مبدعا في حرفته، وتزكيه خمسة من شيوخ الكار أو الحرفيين في مجاله.

سمعة حسنة

ويشير الزيبق، الذي هو واحد من خمسة شيوخ كار في مهنة تشكيل وخراطة المعادن على مستوى دمشق، إلى أهمية وضرورة هؤلاء الشيوخ ليس لتطوير المهنة وحسب، بل أيضا لضمان وضع ضوابط وقواعد تنظم أداء الممتهنين لها، إذ ثمة قبول أخلاقي وأدبي من الحرفيين، سيما حديثي الممارسة، بما يقوله هذا الشيخ أو ذاك، بالنظر لما يتمتع به من تراكم خبرات، وسمعة حسنة في السوق.

منظور وطني

يرى عضو الاتحاد الحرفي لؤي شكو، الذي سبق وقدم بحثا علميا موسعا حول التراث السوري، وكان من نتائجه تأسيس الحاضنة والمجلس، أن التعاطي مع الاستثمار في التراث من منظور وطني جديد، أمر مهم بوصفه يأخذ أشكالا كثيرة منها.. المنشآت الحرفية، السياحية، دور التراث، المتاحف الخاصة، دور المزادات.. ويصف هذا الاستثمار بالجاذب، لأنه ذو عوائد، وموجه للتصدير، ويعتمد على الإبداع والقدرات الشخصية أكثر من اعتماده على الآلات والمكننة، والأهم هو غنى سورية بالتراث، الذي يمثل الحضارات المتعاقبة التي مرت على البلاد، وهي كثيرة وعظيمة جدا..

جدوى مؤكدة

يؤكد شكو الجدوى الكبيرة لهذا النوع من الاستثمار، لأن المنتجات التراثية تستهدف بالدرجة الأولى السياح، كما أن باعة المنتجات الحرفية، يمكن أن يحققوا عوائد مجزية، وهو ما حدث في مصر، التي تتشابه طبيعة الصناعات التراثية فيها مع نظيرتها السورية، فقد صدرت من هذه المنتجات لعام 2013 بنحو 884 مليون جنيه، ثم ارتفعت الصادرات خلال الخمسة أشهر الأولى من 2014 إلى نحو 965 مليونا، حيث سجلت هذه الزيادة نتيجة تراجع سعر الجنيه أمام الدولار بشكل طفيف.

مستمرون

بالرغم من ضعف الإمكانات والدعم، إلا أن الحرفيين مستمرون في مواصلة اشتراكهم في الفعاليات الداخلية والخارجية، وسبق أن حققوا نتائج مهمة، وفقا للزيبق، الذي قال إنهم سبق وأن حازوا المراتب الثلاث الأولى ضمن مسابقة جرت في الهند، شارك فيها 1800 عارض من 50 دولة، إلى جانب مشاركات بالمطرزات والنحاسيات والجلديات في العراق ولبنان والجزائر والأردن وليبيا وروسيا وأبخازيا وفي بعض الدول الأوروبية.

تعزيز التنمية

ويرتبط مجلس شيوخ الكار بالاتحاد العام للحرفيين، ويضم في عضويته الحرفيين المتميزين في الأعمال الحرفية التراثية السورية الأصيلة، حيث يستهدف تشجيع التعليم والتدريب على الصناعات التراثية وتطويرها ونشر ثقافتها، وإحياء المندثر منها، بما يسهم في حماية الهوية الوطنية للتراث، والحفاظ عليها من الاندثار والسرقة، ورفد سوق العمل بكوادر حرفية جديدة مؤهلة لنقل هذا التراث إلى الأجيال القادمة، والحفاظ على شيوخ الكار من الحرفيين للحرف التراثية، وتأمين مستلزمات عملهم، وتذليل الصعوبات التي تعترضهم ، وربط الإبداع الحرفي بالاستثمار لتعزيز التنمية المستدامة وتطوير التنظيم الحرفي.

كما يسهم في تأهيل وتدريب الحرفيين الشباب، لإعداد جيل منهم يخلف شيوخ الكار في الصناعات الحرفية، من خلال الاستعانة بخبرة كبار الحرفيين لحماية هذه الحرف من الاندثار، وتأمين فرص عمل جديدة للشباب، وإعادة إحياء هذه الحرف التي شارفت على الزوال بالاستعانة بالحرفيين الخبراء، ورفد الخزينة العامة بمردود مالي بالقطع الأجنبي، ما يتيح المجال أمام هذه المنتجات للمشاركة في المزادات والمعارض الخارجية، وفق القوانين المعمول بها في سورية.