بأمعائه الخاوية.. الأسير أبو هواش ينتصر على الاحتلال
تقرير إخباري
نجح الأسير الفلسطيني هشام أبو هواش بكسر شوكة سجانيه بعد معركة استمرت لمدة 141 يوماً من الإضراب المفتوح عن الطعام احتجاجا على جرائم الاحتلال بحق الأسرى والإجراءات التي تتخذها سلطاته بحقهم من بوابة الاعتقال الإداري.
وعلق الأسير أبو هواش إضرابه عن الطعام بعد التوصل لاتفاق مع الاحتلال بوساطة مصرية يتم بموجبها الإفراج عنه في الـ 26 من شباط المقبل حيث خضعت قوات الاحتلال الإسرائيلي لمطالب أبو هواش بالإفراج عنه، في ضوء تهديدات فصائل المقاومة الفلسطينية بخوض جولة جديدة من القتال ضد المحتل الصهيوني في حال تعرض حياة أيو هواش لأي خطر.
ويأتي انتصار أبو هواش ليؤكد نجاعة معركة الأمعاء الخاوية التي يعتمدها بعض الأسرى الفلسطينيين للضغط على إدارة السجون الإسرائيلية من اجل تحسين شروط الاعتقال ورفض الاعتقال الإداري الذي تقوم به قوات الاحتلال دون إجراء محاكمات حيث فد تستمر فترة الاعتقال الإداري لسنوات طويلة .
وكان أبو هواش قد تعرض في الأيام الأخيرة لغيبوبة متقطعة إضافة إلى ضعف في حاسة البصر وعدم القدرة على الكلام، ومن مشاكل في عضلة القلب وضمور في العضلات ما كان ينبأ باستشهاده في أية لحظة .
وسائل الإعلام الإسرائيلية اعترفت بهذا الانتصار حيث قالت أن إطلاق سراح أبو هوّاش يُعَدّ انتصاراً جديداً للتنظيمات الفلسطينية، فيما عده بعض النواب المتطرفون في الكنيست الصهيوني عاراً على حكومة بينيت، لن تستطيع معه بعد الآن الوقوف في وجه ما يطلبه بقية الأسرى من مطالب في حال شروعهم في الإضراب، فيما قال وزير إسرائيلي سابق: “بعد قرار الإفراج عن الأسير أبو هواش سيتذكر كل إسرائيلي اليوم الذي اكتشف فيه أن الفصائل الفلسطينية تملي السياسة على الحكومة في “إسرائيل”.
ويعاني آلاف الفلسطينيين من الاعتقالات الفردية والجماعية ويتعرضون خلالها لشتى أشكال المعاملة السيئة والعقوبات القاسية من إهمال طبي وظروف اعتقال غير ملائمة ومنع الزيارات العائلية والتعذيب الجسدي والنفسي. ومن أهم المطالب التي يسعى المعتقلون إلى تحقيقها إنهاء سياسة الاعتقال الإداري، والعزل الانفرادي، ووقف الاعتداءات والاقتحامات لغرف وأقسام المعتقلين، والسماح بالزيارات العائلية وخاصّة الأطفال، وتحسين العلاج الطبّي للمرضى منهم، ووقف العقوبات الفردية والجماعية بحقّهم، حيث يلجؤوون إلى الإضراب المفتوح عن الطعام أو ما يعرف بـ “معركة الأمعاء الخاوية”، إذ أنها تعتبر الخطوة الأخطر والأقسى لما يترتب عليها من مخاطر جسدية ونفسية كبيرة وصلت في بعض الأحيان إلى استشهاد عدد منهم.
وبحسب مركز المعلومات الوطني الفلسطيني، فقد توفي 5 معتقلين جراء الإضراب عن الطعام، وهم عبد القادر أبو الفحم، عام 1970، وراسم حلاوة، وعلي الجعفري، عام 1980، ومحمود فريتخ عام 1984، وحسين عبيدات عام 1999 .
وسجّل الأسير الفلسطيني سامر العيساوي أطول إضراب عن الطعام في السجون الإسرائيلية ينّفذ بشكل فردي، واستمر طيلة 227 يوما، بين آب عام 2012 ونيسان عام 2013، احتجاجاً على اعتقاله الإداري دون محاكمة.
يشار إلى أن الأسير أبو هواش معتقل منذ 27 تشرين الأول 2020، وحُوّل إلى الاعتقال الإداري مدة 6 أشهر وكان فد تعرض للاعتقال عدة مرات سابقًا، وبدأت مواجهته للاعتقال منذ عام 2003 بين أحكام واعتقال إداري، وبلغ مجموع سنوات اعتقاله ثماني سنوات تضمنت 52 شهرًا رهن الاعتقال الإداري .
محمد عباس