ثقافةصحيفة البعث

سورية تتحدى “تحدي القراءة” العربي

حلب- غالية خوجة

ماذا يعني تحدي القراءة العربي؟ وماذا عن المشاركة الأولى لسورية في موسمها السادس؟

انطلقت مبادرة تحدي القراءة العربي بموسمها الأول عام 2015، بمبادرة من محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي، لتكون مشروعاً لتشجيع القراءة باللغة العربية التي اعتبرتها اليونسكو عام 1973 لغة عالمية وتراثاً إنسانياً وخصّصت لها يوماً عالمياً للاحتفال بها كل عام هو 18 كانون الأول.

ما هي الشروط؟

من شروط المبادرة أن يكون المشارك قد قرأ 50 كتاباً خلال العام الدراسي، وفي مختلف المجالات العلمية والأدبية والتأريخية والتوثيقية والمعرفية والفلسفية والإلكترونية، وأن يستوعبها ويلخصها، على مدى خمس مراحل تتضمن كل مرحلة منها قراءة عشرة كتب وتلخيصها في جوازات التحدي، وهي عبارة عن خمسة ألوان: الأزرق، والأحمر، والأخضر، الفضي، الذهبي، وبعد الانتهاء من القراءة والتلخيص، ينتقل الطلاب إلى مراحل التصفيات وفق معايير معتمدة، منها المهارات اللغوية، والمهارات العقلية، ومستوى الثقافة والمعلومات العامة المستفادة من قراءة الكتب.

وينال بطل التحدي جائزة معنوية ومادية كونه سيصبح سفيراً لمبادرة تحدي القراءة العربي.

كيف تخوض سورية التحدي؟

وتشارك سورية في المبادرة لأول مرة، عام 2022، وهي منتصرة على كل ظلام إرهابي وتفكيري وتكفيري وحصاري، لأن انتماءها الحضاري يجعلها مشرقة دائماً.

وعن مشاركة سورية المتشابكة بين وزارة التربية السورية ومديرية التربية بحلب واتحاد شبيبة الثورة واتحاد الكتّاب العرب والجهات المختصة الأخرى، أخبرنا المهندس محمد دحدوح منسق الوزارة في محافظة حلب أن المبادرة استثنائية ومشاركتنا متفائلة، وتستمر مدة تسجيل الطلاب في المسابقة من الشهر التاسع ولغاية شهر آذار، وكل طالب يجب أن يسجّل حسب مدرسته، ولقد بلغ عدد المدارس المشاركة من حلب وريفها 1564 مدرسة، وهي نواة التحدي الرئيسية التي تسجل الطلاب وتزودهم بالكتب، وتتابعهم من خلال المعلمين والمشرفين.

وأضاف: بدأنا في سورية منذ منتصف الشهر12 تلبية للدعوة التي وصلتنا في الشهر الأخير من عام 2021، فاجتمعنا في دمشق، وبدأنا التنسيق مع جميع الجهات المعنية لإشراكها في هذا التحدي، منها التربية ومدارس التعليم الشرعي ومدارس ذوي الاحتياجات الخاصة. وتابع: هناك إقبال كبير من أهالي الطلاب لتسجيل أبنائهم وبناتهم في هذه المسابقة حباً باللغة العربية والانتماء والبناء والهوية، ورغبة في إظهار ملكات أولادهم وتحفيزهم على العلم والمعرفة، والاتجاه إلى الكتاب الورقي كخيار ثقافي معرفي يتفوق على وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل التقانة الأخرى والعالم الإلكتروني الافتراضي، وهناك كثيرون يتواصلون معنا من أجل هذه المبادرة.

وعن الإجراءات والكيفية، أجابنا: هناك تسلسلية في الاختيار، تبدأ مع اختيار أفضل 10 طلاب من كل مدرسة، ثم أفضل 10 طلاب على مستوى المحافظة، ثم أفضل 10 طلاب على مستوى القطر، ثم يشارك أفضل 3 مميزين من الطلاب في دبي خلال الشهر التاسع.

واسترسل: تمّ تقسيم الطلاب إلى 4 شرائح: من الصف الأول إلى الصف الثالث، ومن الصف الرابع إلى السادس، ومن الصف السابع إلى الصف التاسع، ومن الصف العاشر إلى الصف الثاني عشر.

وتابع: بالنسبة للتحكيم فهو يبدأ في الشهر الرابع على مستوى المدارس من خلال لجان تحكيم داخلية لكل مدرسة، ثم في الشهر الخامس تتمّ التصفيات على مستوى المحافظات، فينجح أفضل الطلاب في كل محافظة، ليتمّ الانتقال إلى التصفيات النهائية على مستوى القطر وذلك خلال الشهرين السادس والسابع.

التحدي بطولة

ونظلّ متفائلين بإنجازاتنا كعرب سوريين يخوضون غمار التحديات ويحصدون الانتصارات، ولذلك نحن متفائلون بجيلنا القارئ الذي يتحدى تحدي القراءة العربي بمشاركته، خاصة وأنه جيل خرج من الحرب الظلامية الظالمة منتصراً بهويته وانتمائه ولغته العربية وأسرته ومدرسته ومشرفيه ومجتمعه الفسيفسائي ووطنه العربي السوري، وهو ذاته الذي واصل تعليمه تحت القذائف الإرهابية في الحرب الكونية على سورية، واستشهد منه الكثيرون وبأيديهم كتاب أو دفتر أو قلم أو حقيبة مدرسية، وعلى جثثهم سقطت حجارة مدارسهم التي دمّرها الإرهابيون.