صحيفة البعثمحافظات

مئات الأسر في حلب لم تحصل على مازوت.. وموزعون يتلاعبون!

حلب- معن الغادري

في وقت تتسارع فيه آليات توزيع مادة المازوت المنزلي في حلب، وفق تأكيدات مديرية محروقات حلب للانتهاء من توزيع الدفعة الأولى، تؤكد مئات الأسر أنها لم تتلقَ حتى الآن أي رسالة أو إشعار لاستلام مخصّصاتها من مادة المازوت، في حين يشير عدد آخر ممن التقيناهم إلى أن معظم الموزعين يتلاعبون بالكيل ويسرقون من 3 إلى 5 ليترات، وأحياناً كثيرة يتجاوز هذا الرقم إلى الضعف من كل حصة يتمّ توزيعها على المواطنين، وهو ما تؤكده المشاهدات والشكاوى التي تردنا أثناء توزيع المادة على المواطنين في أماكن بعيدة عن منازلهم يختارها الموزعون على مزاجهم للابتعاد ما أمكن عن أعين الرقابة ولتضييق الوقت على المواطنين في تقديم الشكوى إلى الجهات المعنية.

وعلى الرغم من تنظيم عدد قليل من الضبوط التموينية مؤخراً بحق المتلاعبين بالكيل، يؤكد أحد الذين حصلوا على مخصّصاتهم أنه دفع 10 آلاف ليرة أجور نقل حصته من مكان التوزيع إلى بيته، موضحاً أنه اكتشف لاحقاً وجود نقص يقدّر بنحو 5 ليترات، وهو ما حدث مع جاره أيضاً بنحو ليترين!.

وبيّن في حديثه لـ”البعث” أن موضوع تقديم الشكوى شائك، خاصة وأنه يتطلّب كتاباً خطياً مقدماً لحماية المستهلك، ومراجعة المديرية، ما يتطلب وقتاً طويلاً ومصاريف إضافية غير متاحة ومتوفرة بالنظر للظروف الصعبة، داعياً إلى إيجاد طرق غير الشكوى لمراقبة آليات التوزيع وضبط المتلاعبين بالكيل، حفاظاً على حقوق المواطن الذي يدفع ثمن النقص الحاصل مرتين، الأولى عندما يدفع ثمنها وثانياً عندما يخسرها نتيجة اقتطاعها من حصته.

مواطن آخر من سكان حلب الجديدة أكد أنه لم يحصل حتى الآن على حصته من الدفعة الأولى، متسائلاً: كيف سيحصل إذاً على الحصة الثانية إن صدقوا بتوزيعها حسب قوله، مضيفاً أنه اضطر لشراء كمية قليلة من مادة المازوت من السوق السوداء بسعر 3 آلاف ليرة لليتر، وهو غير قادر على الشراء مرة ثانية لعدم توفر أي سيولة مالية إضافية.

عدد كبير من سكان أحياء حلب الشرقية تواصلوا معنا، يناشدون المعنيين في مجلس المحافظة لحلّ مشكلاتهم المعيشية وواقع أحيائهم الخدمي المزمن، مؤكدين أنهم يعيشون في ظروف صعبة جداً بلا كهرباء ولا تدفئة والشتاء القارس يداهم منازلهم وأطفالهم.

وبدورنا نضع شكوى أهالي هذه الأحياء على طاولة مجلس المحافظة المنعقد حالياً في دورته العادية الأولى لهذا العام للتدخل فوراً، والتنسيق مع الجمعيات الأهلية والخيرية لتقديم ما أمكن من دعم للأسر الفقيرة من طعام وأغطية وألبسة لتقي الأسر الفقيرة البرد والصقيع وآثار العاصفة الثلجية، وفق تأكيدات الأرصاد الجوية.

مدير فرع محروقات حلب المهندس عبد الإله الندمان أوضح أن توزيع المازوت المنزلي مستمر بوتيرة متسارعة، مشيراً إلى أن نسبة توزيع الدفعة الأولى بلغت نحو ‎%‎90 وخلال أيام قليلة سيتمّ الانتهاء من توزيع الدفعة الأولى والبدء بتوزيع الدفعة الثانية، مبيناً أن المحافظة حصلت مؤخراً على كميات إضافية من مادة المازوت لتسريع عملية التوزيع، لافتاً إلى أن مسؤولية ضبط التلاعب بالكيل من قبل الموزعين تنحصر بمديرية حماية المستهلك وهي تقوم بمعالجة الشكاوى التي تردها، ومؤخراً تمّ ضبط عدد من الصهاريج وإحالة أصحابها إلى القضاء المختص.