الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

لافروف: الحرب العالمية الثالثة ستكون نووية مدمّرة ولا بديل عن العقوبات سواها

أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، اليوم الأربعاء، أن “لدى روسيا كثيراً من الأصدقاء، ولا يمكن عزلها”.

وفي تصريحات إعلامية، شدّد سيرغي لافروف على أن “روسيا لن تسمح بامتلاك أوكرانيا سلاحاً نووياً”، مؤكداً أن “العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، بما فيها كييف، تهدف إلى نزع سلاح أوكرانيا، وأنه لا يمكن أن نسمح بوجود أسلحة هجومية في أوكرانيا تهدّد أمننا”.

وأضاف: “مستعدّون لجولة ثانية من المفاوضات، لكن الجانب الأوكراني يماطل بأوامر أمريكية”، مشيراً إلى أن “الشعب الأوكراني هو من يختار سلطته، ولكن يجب أن تكون ممثلة لجميع القوميات في أوكرانيا”، كما أكد أن “القرم جزء من روسيا وغير قابلة للتفاوض”.

واستطرد لافروف: “كنا مستعدّين لهذه العقوبات، ولكن لم نتوقع أن تستهدف الرياضيين والمثقفين والفنانين والإعلاميين”.

وأكمل لافروف: “الغرب رفض التعامل مع مطالبنا بصياغة هندسة جديدة للأمن الأوروبي”.

وأوضح وزير الخارجية الروسي محذّراً: “الحرب العالمية الثالثة ستكون نووية مدمّرة، والرئيس الأمريكي جو بايدن ذو خبرة، وقال إنه لا يوجد بديل عن العقوبات سوى الحرب العالمية”.

في سياق متصل، أكد نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو اليوم تأييد موسكو حل القضايا مع حلف شمال الاطلسي “ناتو “عن طريق الإجراءات السياسية.

وقال غروشكو في حديث لقناة روسيا 24 التلفزيونية: “لا توجد ضمانات بعدم وقوع حوادث مع ناتو في ضوء إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا”، مضيفاً: “أيّ شخص يستطيع أن يفكّر برأسه يدرك جيداً أن توسّع ناتو يهدف في الواقع إلى إيجاد عدو”.

وأوضح غروشكو أن كل توسّع لاحق لحلف “ناتو” أدّى إلى تفاقم أمن حلف شمال الأطلسي نفسه، مؤكداً أن هناك خطر الاصطدام المباشر بين روسيا وناتو.

وأضاف: “من السابق لأوانه الحديث عن شكل العلاقات بين روسيا وحلف ناتو”، معرباً عن قلق بلاده البالغ إزاء برامج الإمداد بالسلاح لأوكرانيا.

وأشار غروشكو إلى أنه لا توجد ضمانات بأن هذه الحوادث لن تتصاعد في اتجاه غير ضروري على الإطلاق، وأن موسكو تسمع عن تصريحات ناتو حول عدم وجود نية للتدخل عسكرياً في الوضع في أوكرانيا، وهذا يشير إلى أن هناك على الأقل بعض الحكمة في تصرّفات الحلف.

وأكد غروشكو أن روسيا تنظر بهدوء إلى طموحات الاتحاد الأوروبي بالحصول على الاستقلال العسكري والسياسي وخلق نوع من إمكاناته العسكرية الخاصة لكن الولايات المتحدة لا تريد السماح بذلك، مبيّناً أن سياسة واشنطن تهدف إلى منع تشكيل مثل هذه القدرة المستقلة للاتحاد الأوروبي في المجال العسكري السياسي.

من جهة ثانية، أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف أن الوفد الروسي سيصل إلى موقع الجولة الجديدة من المحادثات اليوم وسيكون جاهزاً للقاء مع ممثلي أوكرانيا.

وقال بيسكوف للصحفيين في موسكو: “الوفد الروسي سيكون مستعداً لمواصلة المحادثات مع الوفد الأوكراني ونأمل أن تتكلل بالنجاح”، رافضاً ذكر مكان إجراء المحادثات أو التنبؤ بنتيجتها.

ولفت بيسكوف إلى أن الإجراءات التي تتخذها العديد من الدول الآن باتجاه عدائها لموسكو تنم عن علاقات غير ودية مع روسيا وتشمل رسمياً “الولايات المتحدة وجمهورية التشيك”.

وردّاً على سؤال حول إمكانية فرض مجموعة كاملة من العقوبات ضد البلدان التي انضمت للعقوبات الغربية ضد روسيا، قال بيسكوف: “إن موسكو وضعت حساباتها المختلفة من ردود الفعل.. الاقتصاد الروسي يتعرّض لضغوط شديدة وضربة قوية بسبب العقوبات الغربية الجديدة، ولكن هناك هامش أمان وإمكانات وخطط نعمل بنشاط على أساسها”.

وأشار بيسكوف إلى أن المطالبة بنزع السلاح من أوكرانيا تعني التخلص من عدد كبير من الوحدات العسكرية ذات الطبيعة القومية المتطرفة التي تعمل هناك تحت مسمّى “بانديرا”.

وفي السياق، كشف مصدر دبلوماسي روسي أن جولة جديدة من المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا ستعقد دون أن يتم تحديد وقتها حتى الآن.

وقال المصدر لوكالة سبوتنيك: “الجولة الثانية من المفاوضات لم يتم إلغاؤها، ولكن تم تأجيل موعدها ويمكن أن تعقد مساء اليوم أو بعد ذلك”.

بدورها أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن بيلاروس أكملت استعداداتها لاجتماع ممثلي روسيا وأوكرانيا فيها وعلى استعداد لأي تطوّر للأحداث، بينما أكدت وزارة الشؤون الخارجية لبيلاروس أن “مينسك على استعداد لتنظيم اجتماع الوفدين في أي لحظة وأن الشيء الرئيسي هو موافقة الوفود”.

وكانت مفاوضات جرت بين وفد أوكراني ووفد روسي يرأسه مساعد الرئيس الروسي فلاديمير ميدينسكي يوم الـ28 من شباط الماضي في بيلاروس.

وفي سياق الحديث عن تطور العلاقة بين موسكو والعواصم الغربية على خلفية العقوبات التي فرضتها الأخيرة على موسكو من جانب واحد، أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا اليوم أن قرار ألمانيا وقف عملية التصديق على مشروع التيار الشمالي2 سيؤدّي إلى ضرر لا رجعة فيه للعلاقات بين موسكو وبرلين.

وقالت زاخاروفا في بيان نشر على موقع الخارجية الروسية: “قرار برلين وقف المشروع سيؤدّي إلى ضرر لا رجعة فيه للعلاقات الروسية الألمانية التي كانت بعيدة كل البعد عن الضبابية في السنوات الأخيرة دون خطأ من جانبنا”.

وأكدت زاخاروفا أن موقف روسيا بشأن التعاون في مجال الطاقة مع ألمانيا وأوروبا كلها لم يتغيّر بعد قرار برلين بوقف التصديق على التيار الشمالي2.

وأعادت زاخاروفا إلى الأذهان تأكيدات روسيا باستمرار أن مشروع التيار الشمالي2 هو مشروع اقتصادي وتجاري بحت تم تنفيذه وفقاً للقانون الدولي ولوائح الاتحاد الأوروبي وتشريعات الدول الساحلية ذات الصلة، لافتة إلى أن تشغيل خط أنابيب الغاز هذا في الوقت المناسب سيكون في مصلحة كل من روسيا وأوروبا.

وأوضحت زاخاروفا أن رفض برلين تشغيل خط أنابيب الغاز سيؤدّي إلى ارتفاع سريع في أسعار الغاز بأوروبا، وإضافة إلى المنفعة المتبادلة يهدف المسار الجديد إلى تعزيز تنويع إمدادات الغاز وأن يصبح عنصر استقرار لسوق الغاز في أوروبا، مشيرة إلى أن هذا لن يحدث في المستقبل المنظور حيث أصبح المشروع رهينة الارتباط المصطنع بالمؤامرات السياسية الأخرى.

وكانت رئيسة مجلس الفيدرالية الروسي فالينتينا ماتفيينكو صرّحت في وقت سابق أن أوروبا عاقبت نفسها بفرض عقوبات على خط غاز التيار الشمالي2.

وفي السياق ذاته، قال سفير روسيا الاتحادية لدى بريطانيا “أندريه كيلين” اليوم: إنه لا يستبعد قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بشكل كامل.

وأضاف كيلين في حديث لقناة “روسيا 24”: هذا الاحتمال قائم دائماً لكننا لسنا في حالة حرب وسيعني قطع العلاقات الدبلوماسية أنه ليس فقط نحن ولكن أيضاً السفارة البريطانية في موسكو ستضطر إلى المغادرة.

وفي الوقت نفسه أكد كيلين أن السفارة الروسية في لندن تعمل حالياً بالوضع نفسه ويستمر الاستقبال القنصلي، مشيراً إلى أن كل خطاباته العلنية ألغيت في لندن.

وفي إطار العقوبات التي فرضها الغرب على روسيا، حظر الاتحاد الأوروبي اليوم بث وتوزيع محتوى سبوتنيك وRT على أراضي دول الاتحاد، وقرّر إنهاء جميع التراخيص والعقود الخاصة بالمنظمات الأوروبية لتوزيع محتوى RT وسبوتنيك على أراضي دول الاتحاد.

ويشمل الحظر RT إنكليزي وRT بريطانيا وRT ألمانيا وRT إسبانيا ووكالة سبوتنيك.

وأعلنت شركة ميتا حظر تطبيقات جميع موارد قنوات RT ووكالة سبوتنيك على منصتها.

وقالت الخدمة الصحفية للمجموعة الإعلامية روسيا سيغودنيا: إن ميتا أغلقت تطبيقات جميع موارد مجموعتنا الإعلامية بين عشية وضحاها كما هو الحال مع إغلاق أخبار غوغل وخدمات “غوغل ديسكفر” فإننا نعتبر هذا مظهراً من مظاهر الرقابة.

 

وكانت شبكة التواصل الاجتماعي تويتر أعلنت في وقت سابق أنها ستحدّ من وصول التغريدات المرتبطة بمصادر إخبارية روسية تابعة لموسكو بعد ساعات من إعلان الاتحاد الأوروبي حظر وكالة سبوتنيك وشبكة RT.

وفي مواجهة ذلك، قال رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين: إن شركات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الروسية ستعفى من ضريبة الدخل وعمليات التفتيش.

ونقلت وكالة سبوتنيك عن ميشوستين قوله خلال اجتماع حكومي اليوم: سيتم إعفاء جميع شركات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لمدة ثلاث سنوات من دفع ضريبة الدخل وعمليات التفتيش من السلطات التنظيمية وسيكونون قادرين على الحصول على قروض بشروط ميسّرة لمواصلة عملهم ومشاريعهم الجديدة بمعدل لا يتجاوز 3 بالمئة.

وأضاف ميشوستين: إن الموظفين الحاليين في هذه الشركات الذين تقل أعمارهم عن 27 عاماً سيحصلون بالإضافة إلى ذلك على تأجيل من الخدمة العسكرية.

ووقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم مرسوماً لدعم التطوّر المتسارع لصناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الروسية بما في ذلك الحوافز الضريبية لشركات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتأجيل موظفي الشركات.

إلى ذلك، نفى ديمتري روغوزين الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء الروسية روسكوسموس ما تداولته بعض المواقع الإعلامية عن فقدان الاتصال بالأقمار الصناعية الروسية بسبب هجوم لقراصنة.

ونقلت سبوتنيك عن روغوزين قوله في تغريدة على موقع تويتر: “معلومات هؤلاء المحتالين غير صحيحة.. تعمل جميع مراكز التحكم في العمليات الفضائية لدينا بشكل طبيعي”.

وكان روغوزين صرّح سابقاً في عدد من قنوات تلغرام أن مجموعة قراصنة مرتبطة بجهة مجهولة اخترقت اتصالات روسكوسموس مع الأقمار الصناعية الروسية.

وأضاف روغوزين: إن محاولة تعطيل عمل الأقمار الصناعية الروسية ستؤدّي إلى إعلان الحرب، لافتاً إلى أن هذا العمل يُعدّ جريمة ستكون عقوبتها قاسية جداً.

وأكد روغوزين أن محاولات القرصنة المذكورة باءت بالفشل وتمكّنت المنظومة الأمنية لوكالة “روسكوسموس” من صدّها بنجاعة، مبيّناً أن العنوان الإلكتروني المذكور في هذه البيانات المزيفة يضم نسخة تجريبية مكشوفة لنظام مراقبة النقل الذي لا علاقة له بالتحكم في المركبات الفضائية.